|
وحِلْ عن لبنان بقه يا شيخ حسن!
سعيد علم الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2776 - 2009 / 9 / 21 - 12:53
المحور:
كتابات ساخرة
من يعترف صراحة بعجزه عن تحرير مزارع شبعا فلا يحق له بعد ذلك بحجة تحريرها من قبضة العدو الاسرائيلي ان يحتفظ بسلاحه الغير الشرعي الى ما لا نهاية والذي يشكل بوضعه الحالي تهديدا خطيرا للوفاق الوطني حسب اتفاقية الطائف التي أنهت الحرب بين اللبنانيين، حيث سلمت ميليشيات الحرب اسلحتها للدولة اللبنانية متحولة الى احزاب ديمقراطية ما عدا حزب الله الذي احتفظ بسلاحه بحجة تحرير الجنوب، تحرر الجنوب عام 2000 ، الا انه بخدعة تحرير مزارع شبعا، ما زال محتفظا بسلاحه، والتي ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، لم يحرر من ارضها شبرا واحدا بل وخسر بسبب حماقة اشعال حرب تموز 2006 ، قرية الغجر فوقها التي ما تزال تحتلها اسرائيل. فدويلة حزب الله الشمولية المسلحة بسبب خدعة تحرير شبعا هي دويلة مذهبية غير شرعية تفرض ارادتها على الدولة اللبنانية الشرعية التي ستبقى عاجزة امامها، لانها ان تحركت لفرض سيادتها على كامل اراضيها ستتهم من جماعات ايران في لبنان بانها تتحرك ضد الطائفة الشيعية. وهذا ما حدث في 7 ايار 2008 عندما هددت قيادات الطائفة الشيعية في لبنان وهم: المندوب السامي الإيراني محمد رضا شياني، حسن نصر الله، نبيه بري والشيخ عبد الأمير قبلان، الجيش اللبناني بالتخاذل والوقوف على الحياد في احتلالهم لبيروت وضربهم الجبل، والا سيعملوا على تقسيم الجيش بسحب عناصره الشيعة ضباطا وجنودا، ومن سيخالف أوامر هؤلاء يعتبر خائنا للتكليف الشرعي من سيد الامة خامنئي. وأمر عمليات احتلال بيروت جاء من قيادة الحرس الثوري الايراني في طهران عبر سفيرهم محمد رضا شيباني الذي أعطي الاوامر لحسن نصر الله تنفيذا لنداء خامنئي الذي طالب بتحويل لبنان الى ساحة منازلة بين ايران والشيطان الاكبر امريكا. ومن هنا يأتي اتهام جماعة ايران في لبنان المسبق لحكومة السنيورة ولقوى الاكثرية بالامركة والصهينة، تضليلا للرأي العام وتشريعا لاحتلال بيروت الصابرة الأبية على جحود عملاء ايران الصفوية. وكان نصر الله قد اعترف بعجزه عن تحرير مزارع شبعا عندما قال في خطاب "يوم القدس العالمي" الجمعة 2009.09.18 ، التالي: " وحتى لو لم نقم بحرب لتحرير مزارع شبعا فإننا لن نتنازل عنها" كلام نصر الله هذا يذكرنا بقصة ليلى المغتصبة. وليلى هي جزيرة صغيرة قبالة الشواطئ المغربية احتلتها اسبانيا قبل حوالي 500سنة تقريبا. وسياقا مع كلام نصر الله نقول: وحتى لو لم تقم المغرب بحرب لتحرير جزيرة ليلى المحتلة، الا انها لم ولن تتنازل عنها، وحاولت منذ بضع سنوات استعادتها بالقوة العسكرية الا انها فشلت امام شراسة الرد الاسباني. نصر الله هنا لا يعترف فقط بعجزه عن تحرير المزارع بل ويبرره بتحريرها بعد الف عام، لكي يحافظ على سلاح ميليشياته بسدران لبنان الى ما لا نهاية. هذا السلاح الموجه الى صدور اللبنانيين للوصاية على قرارهم وتعطيل مؤسساتهم الديمقراطية الدستورية كما حصل ويحصل عند كل استحقاق دستوري وكما نرى اليوم من تعطيل لعدم تشكيل حكومة لا ترضى عنها ايران وسوريا. هو يبرر ايضا عجزه وعجز محوره الايراني السوري عن القتال بالقول: ان "سوريا لا تقاتل وكذلك إيران ولكن ما لا يجوز تجاهله ان سوريا خلال السنوات الماضية في عهدي الرئيس الراحل حافظ الاسد والحالي بشار الاسد، ورغم كل الضغوط التي تعرضت إليها، يسجل لها انها لم تتنازل عن حبة تراب او قطرة ماء". لماذا اذا تفاوض سوريا اسرائيل مباشرة وغير مباشرة عبر تركيا وغيرها يا سيد حسن؟ هل تفاوضها لكي تستسلم اسرائيل دون قيد او شرط ونستعيد فلسطين من البحر الى النهر؟ المفاوضات يا عزيزي تعني بحد ذاتها التنازل عن الحقوق العربية في فلسطين التاريخية والجغرافية، والا لما دخلت اسرائيل المنتصرة عسكريا في أي مفاوضات مع العرب. وتابع نصر الله قائلا: "إن الخيار ليس بين ان نحارب او نستسلم وإنما هناك خيار ثالث هو ان نصمد بانتظار المتغيرات". المتغيرات التي يحلم بها نصر الله وان اتت فستاتي لمصلحة اسرائيل الدولة التي اصبحت تصدر السلاح الى روسيا. حيث اشترت الدولة العظمى منذ فترة طائرات بدون طيار من صنع اسرائيل. عدا ان كل المتغيرات العالمية والاقليمية بما يخص الصراع العربي الاسرائيلي ومنذ عام 1948 وحتى اللحظة، ولا بصيص لتَّغيير لمصلحة العرب قادم في الأفق، اتت كلها في الواقع لمصلحة اسرائيل وعلى يد نصر الله وحلفائه ايضا. حيث استطاع مؤخرا المحور الايراني السوري بمشاريعه الانتحارية الحمقاء العمل على تصفية القضية الفلسطينية على يد حماس التى حولت الصراع الى صراع فلسطيني فلسطيني بدعم سوري ايراني والى قضية اسرى، وحصار لغزة المنكوبة بحمسانها. ربما يريدنا نصر الله ان ننتظر لمتغيرات ستاتي بعد الف عام. أي بما معناه باللبناني "عيش يا كديش لينبت الحشيش" وفي حرب تموز حرقت صواريخ حزب الله الكرتونية الحشيش في اسرائيل بينما طائرات اسرائيل دمرت لبنان بالكامل ولم تبق فيه حجرا على حجر ولا جسرا واحدا دون تكسير. هذا وقد حذر حسن نصرالله من مغبة "أخذ البلد إلى توتر سياسي أو طائفي أو مذهبي أو أمني، فنحن جربنا وكلنا خسرنا لأن الأزقة والزواريب نخسر بها والخطاب المذهبي سيف ذو حدين". عجبا! ومَنْ جرب وجر اللبنانيين المجربين ليجربوا من جديد طيلة السنوات الأربع المنقرضة من عمر قيامة لبنان غير حضرتكم يا شيخ حسن! عجبا ومن حَمَلَ على لسان قناتكم "المنار" وغيرها من أبواق الفتنة والتحريض والدس والكذب الطويل العريض على ميليشيا المستقبل المدججة بعشرات الالاف من الرجال المدربين والقناصين والضفادع البشرية والذين ذابوا كنقوص الملح وتلاشوا عندما غزت جحافل الحزب اللاهي بسدران لبنان بيروت واحتلتها غير ابهة باشعال نيران الفتنة المذهبية. عجبا ومَنْ اخذ وما زال حتى اللحظة يأخذ البلد مع حلفائه الى هذا التوتر المذهبي المدمر للبنان والقاتل للعيش المشترك بين كل الطوائف والمذاهب غير حضرتكم ومنذ احتفالية الشكر لبشار الاسد في 8 اذار 2005 في استهتار بشع لمشاعر المظلومين والمكلومين والمنكوبين والمحترقين في سياراتهم والمدمرة بيوتهم ومؤسساتهم والجرحى واليتامى والأرامل! وكانك تقول للقاتل شكرا على من فعلت! ألم يكن الشهيد رفيق الحريري رجل الدولة اللبناني العربي الوطني القومي المقلق الاول لمشاريع ايران في السيطرة على العالم العربي، والمهدد الجدي لتحقيق طموحاتها المذهبية الصفوية الحاقدة في السيطرة اولا على لبنان وفرسنته من خلالكم يا حضرة الشيخ المعمم؟ ومن يعرقل اليوم قيام الدولة السيدة العربية القوية المستقلة وتشكيل الحكومة بقرار لبناني سوى حضرتكم وحضرة ميشو عونكم؟ من فعل ذلك الاستفزاز المذهبي البغيض في شكر القاتل بعد جريمة العصر غير حضرتكم ودماء الرئيس الشهيد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وباقي الابرياء من ضحايا الشعب المنكوب على ايدي الحاقدين على شرفاء اللبنانيين لم تنشف بعد. هذا عدا مئات بل آلاف الاستفزازات والتعديات واعمال الخطف" الزيادان" والاغتيالات وتبليط الساحات وتعكير الاجواء وخلق الازمات واغلاق المؤسسات ومحاصرة السراي الحكومي ومحاربة رئيس الحكومة السني الاب اللبناني الكبير فؤاد السنيورة ومحاولة اسقاطه بالقوة في تحد طائفي صارخ واستفزاز مذهبي واضح لجر الطائفتين السنية والدرزية وقوى 14 اذار الى الازقة والزواريب والمتاريس. هذا غيض من فيض لممارسات المذهبي الحاقد حتى النخاع. وهل ممكن ان ننسى احتلاله لبيروت السنية العزلاء فقط في 7 ايار العار من عام 2008. ويأتي بعد ذلك الشيخ المعمم ليعطينا دروسا في الوطنية واللاطائفية واللامذهبية وهو الطائفي الأول في محاولة هيمنة طائفته على لبنان. وهو المذهبي الاول في بناء جيش مذهبي صرف معاد للصيغة التعددية الديمقراطية اللبنانية بدعم ايراني في مواجهة كل الطوائف اللبنانية المسالمة. هو هنا في استهتار لذكاء الشعب اللبناني يدعو الى مواجهة الفتنة والشعب يعرف بوضوح ان الشيخ المعمم هو احد طابخيها ولاعقيها وممارسيها ومفتعليها لخراب لبنان خوفا من المحكمة الدولية التي ستطبق عليه وستطرق ابواب القتلة كما قال السيد بلمار ومن لم يفتح الباب او يختبئ في السرداب او يصَدِّر مفخخات الارهاب الى لبنان والعراق فلن يفلت من العدالة والعقاب. ونشدُّ هنا على يد قادة العراق وبالاخص السيد المالكي في متابعة انشاء محكمة دولية لتنظر في جرائم النظام السوري بحق المنكوبين والمظلومين من ابناء الشعب العراقي البطل.
ورأى نصر الله أن "كل واحد منا عمل حقه الدستوري والحريري قام بما يعتبره حقه ونحن لم نسمِّ الحريري، ليس لقحط في الرجال وكان بإمكاننا ان نسمّي اي قائد سني". يا شيخ حسن نصر الله لقد خسرت بعد 7 ايار العار كل زعماء السنة في لبنان من الحص الى كرامي ولم يبق لك لتسميته رئيسا للحكومة الا المرحوم فتحي يكن الذي ربما مات قهرا بسبب تحالفه الشاذ معك ضد طائفته واهله وقناعاته. وتابع نصر الله مبررا عجزه بالقول: "إن أصعب عشر سنوات مرت على إسرائيل في السنوات العشر الاخيرة بسبب المقاومة في لبنان وفلسطين. وبصراحة لا نحتاج الى فتح جبهات إنما استراتيجيتنا هي في الحفاظ على المقاومة في لبنان و"حلو عنا". ولك وحِلْ عن لبنان بقه يا شيخ حسن. الشعب بدو يعيش مثل باقي شعوب العالم ويبحث عن مستقبله وليس عن من يدمر له المستقبل. وبسبب ميليشياتك المذهبية لن يعرف لبنان الا الحروب والفتن والدمار والتأخر والخراب وعدم الاستقرار! وعنترياتك واسلحتك وميليشياتك هي التي تعطي الضوء الاخضر لاسرائيل لكي تتابع اختراقها للسيادة والأجواء اللبنانية.
#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وقاحة الأقلية في لبنان
-
ايران تريد الاستيلاء على لبنان وجنبلاط يساعدها
-
14 آذار هي الباقية وأنتم الافلون !
-
وليد جنبلاط والحنين الى السجن الكبير
-
تحية للشعب الايراني في انتفاضته على طغاته
-
وهل حقا لبنان بين مشروعين؟
-
الطفلُ ربيعُ المجتمعِ وربما خريفُهُ!
-
الديمقراطيون للديمقراطيين والخبيثون للخبثاء!
-
ولن تنتصر الثورة المضادة والسما زرقا!
-
وهل الشعبُ مُلكٌ من أملاك ميشال عون؟
-
رُدَّ على هذا الْهُراء يا شعبَ الوفاء!
-
اجرام الحركات الاسلامية يرتد عليها
-
السابع من ايار: يوم العار!
-
الحسدُ يأكلُ قلبَ عون
-
الفرحة لمن يضحك في النهاية!
-
هل هناك فرقٌ بين الاسلام والمسلمين؟
-
عندما يخلط عمر كرامي بين الداخل والخارج
-
حاسبوهم !
-
فوز الدويلة خسارة للدولة
-
وكيف سيثبتون أنهم شموليون؟
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|