|
المثقف المكاني !!!
محمد الكاطع
الحوار المتمدن-العدد: 2774 - 2009 / 9 / 19 - 19:51
المحور:
الادب والفن
أن طرح موضوع يتعلق بمفردة الثقافة ليس بالامر الجديد ، فقد كتب عنه الكثيرواعتقد سيكتب الكثيرايضا ،ولكنه لم يصل لحد هذه اللحظة اي تعريف جامع موحد للثقافة فكل ماهو موجود من تعاريف وافكارتخص الثقافة تشكل ضفاف الثقافة وليس المعنى الحقيقي لها ،مما جعل الباب مفتوح للجميع لاعطاء ارائهم وتوصيفاتهم للثقافة والمثقف على حدنا سواء منطلقين كلن حسب فكرة ومنهجة، ما اداء بهذا الانفتاح الى غموض معنى مفردة الثقافة والمثقف ومتى واين يتم اطلاق هذه المفرد ومن هو المثقف؟واذا ما اخذنا راي معين يخص مفردة الثقافة وتعريفها ،فقد نجد على سبيل المثال في التعريف الانثروبولوجي للثقافة ،ان اكثر العلماء لايفرقون بين مفردة{الثقافة ,والحضارة}ويعرفوها تعريفا واحدا كما جاء بتعريف السير ادورد تايلورالانثروبولوجي البريطاني، وهناك من يطلق كلمة المثقف على الانسان المتعلم حتى اصبح في اذهان الكثير بان كل متعلم مثقف والعكس بالعكس ،وهناك من يقول ان الثقافة تعني المسرح، والشعر، والقصة، وغيرها من الفنون الاخرى، وكل من يملك ادوات احدى هذه الفنون مثقف، و الكثير من التوصيفات لهذه الكلمة المطاطية، التي اصبحت تتداول بكثرة حتى اصبح مفهوم المثقف مقابل الى مفهوم الطماطة على كل شي يرهم. .
ان كل ماريد الحديث عنه من خلال السطور المقدمة البسيطة ،هو حال مثقفنا العراقي ،والذي اعتقد وقد يشاطرني البعض الراي بان مثقفنا {مثقف مكاني}اونخبوبي ،والشاهد على كلامنا هذا تواجد المثقف محدد بمكان فهو مثقف في الندوات، والماسي ،والاصبوحات ، بالاضافة الى بعض الكتابات هنا وهناك، فانني في الجانب بالذات لاعتقد ان وجود المثقف يقتصرعلى هذه الادوار فقط، فالمثقف الحقيقي برايي صاحب مشروع هادف قريب او بعيد المدى يسعى من خلاله الوصول اوالمحاول الى خلق مجتمع متواصل متضامن مع بعضه يسعى الى التكامل من اجل العيش السلمي والفكري الثقافي ،لان الثقافة لاتقتصر على فئة معينة دون اخرى، فالثقافة للجميع ومن الجميع ،ان التشتت الذي اصاب الثقافة والمثقف معنا اعطاء فرصة كبيرة لتسليط الاضواء الكاشفة على سوال طال ماكان يغيب في ظلمات السياسة أين هو المثقف؟وهل له دور في بناء المجتمع الانساني بشكل واقعي وعلمي لان هذا الامر لا يقتصرعلى الساسه اواصحاب فقط لذ اكتفاء اكثرهم بالتنظير والمثاليات التي اكل الدهر عليها وشرب ،المثقف عادة يريد من المجتمع ان يصعد له من غير ان يفكر هو بالنزول من البرج العاجي للاخذ بيد المجتمع والصعود به سويا،قد يقول البعض ان المثقفين ليست من مهمتهم الاخذ بيد المجتمع ،انما هم يطرحون بضاعتهم ومن اراد ان ياخذ منها فهلا وسهلا ومن لم يرد فهذا شانه،لااعرف من اين جاءت هذه المعيارية وكانه كلام سماوي لايكمن مخالفته ،هل سال المثقف نفسه ماهو دوره في المجتمع وكيف يوثر فيه،هل ينتظر مثقفنا من الدولة مثلا ان تبعث له وبكتاب رسمي لتستنجد به لتخليص المجتمع!!دعني اجيب هنا على سوالي ،لالالالالا....لن تبعث لك الدولة واي حكومة تاتي فيها وهذا الجواب يعرفه المثقف اصلا ،لااعتقد ان مفهوم المثقف هو من يقراءكثيراولديه مكتبة متنوعة من الكتب ويطالع ليلا ونهارا ،مالم يكن لهذا المثقف هدف معين خارج نطاق الذاتوية،لااريد ان يفهم البعض من مفهوم الذات الدعوة الى انكار الذات اوجلدها على العكس فكل الاصلاحيين والمفكرين قد بدوا على الارجح بافكار ذاتية،ولكن من خلال هذه ذات انطلقوا هولاء المفكرين واصحاب المشاريع الى الذات الكبرى وهو المجتمع،ليشكل من خلال تلاقح الذوات الفردية تكوين ما يسمى الشخصية المعنوية ليعمل من خلالها الجميع من اجل الجميع،من غير ان ينتظروا من الدول لتبعث لهم ولتقدم لهم الدعم على طبق من ذهب،!!!مايحصل مع مثقفنا هو انه يبدأ بالذات وينتهي بالذات فهو يخلق له عالم ذاتوي يعيش فيه ولايتستطيع الخروج منه غير مكترث في احيان كثيرة الى ما يدور في المجتمع، معتمدا على نهج روتيني ثقافي لم يستطع لحد الان التخلص منه من الاطر التي يعمل داخلها وكل جيل يعمل على خطاء الجيل الذي سبقه بنفس الروتين ،الاما ندر ان يغرد لنا مثقف خارج السرب حتى يغيب الى غير رجعة ،يكتفي المثقف بشكل عام على طرح افكاره على النخبة من المجتمع ،وان يقوم بتاليف بعض الكتب في الرواية اوالشعر اوالقصة وغيرها من الاداب والفنون، حتى يبذل البعض السنوات عاكفنا على تأليف الكتاب الواحد ياخذ منه كل فكرة ووقته محاولا اظهار نتاجه بمواصفات معينة من الاستعارة والترميز والتشفير ، يعمل للمؤلف وعمله على اكثر التقدير اصبوحه اوامسيه من اجل تدشين كتابه من خلال حضور بعض النخب والادباء من اجل الثناء والمديح على هذا العمل الرائع الذي يعتبر الوصفة السحرية لكل مشاكل المجتمع المستعصية،هذا اذا كان صاحب الكتاب له علاقة مع القائمين على هذه المنتديات وان يتوافق مع ايديولوجيتهم الثقافية! اما اذا كان المؤلف من{ اهل الله} فيكتفي هذا المسكين في احسن الاحوال ببيع الف نسخة من كتابه{الاستنساخ} هذا الامر في افضل الاحوال طبعا،لااريد من كلامي هذا ان انتقص من الاداب والفنون ومايكتب فيها من مؤلفات بجميع انواعها،لا على العكس من ذلك لكن كل مااريد ان اركز عليه هنا هو على المثقفين ان ينهضوا بالمجتمع اولا من خلال بث روح التسامح والاحترام المتبادل وجعل الانسان القمية العليا للجميع واشاعة روح المواطنة وسعي الى خلق مجتمع مدني حقيقي، كل هذا يحتاج من المثقف وقفة جادة للعمل بشكل ميداني من خلال التفاعل والاندماج مع المجتمع بشكل حقيقي بنية المعالجة والاصلاح ،منطلقين من مقولة{لكل مقام مقال}
بعد هذا ياتي دور الاداب والفنون بوصفات وجرعات بسيطة وبالتدريج حتى نخلق مجتمع قارى ومستمع ومفكر في نفس الوقت،وهنا سوف يفرض هكذا مجتمع قوي ومتماسك على كل من ياتيه من حكام وصحاب سلطة احترامه وتقديره لانه لايستطيع اختراق مجتمع محصنا يعرف ماذا يريد وهي اهم نقطة تجعل المجتمعات دائمة لاتموت مع ذهاب حكامها، فعلى المثقف ان يعرف انه لم يخلق ليكون {نبي للنخبة}.
#محمد_الكاطع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدراما العراقية الحالية بين الادلجة والفن
-
هل اصبح العراق مصنعا للعسكرة ؟؟
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|