سردار زنكنة
الحوار المتمدن-العدد: 2774 - 2009 / 9 / 19 - 19:47
المحور:
الادب والفن
لقاء مع الدكتور آزاد عبدالواحد كريم حوار أجراه الكاتب و الصحفي سردار زنكنة
دور البنيوية في مسار النقد الادبي الكوردي
من أجل ألقاء الضوء على دراسة البنيوية في مجال النقد الأدبي ، و أحاطة القاريء الكريم بجوانب النقد الأدبي الكوردي ، أجرينا هذا اللقاء مع الدكتور آزاد عبدالواحد كريم أستاذ النقد و الأدب الحديث في كلية التربية / جامعة السليمانية ، حول مفاهيم المنهج البنيوي و حركة النقد في الأدب الكوردي .
س / ماذا تعني البنيوية ؟
ج / البنيوية منهج شكلاني ، تعنى بالبنية اللغوية للنص الأدبي ، بأعتبارها الصيغة الأولى لتكوين النص الأدبي ، بمعنى آخر ، أن النص الأدبي يتكون – من حيث المعنى و الصياغة – من مجموعة من العلامات أو الأشارات ( الكود – Code ) ، و في حالة أخرى ، يتدخل السيميولوجيا كحلقة رئيسية في فك و تحليل الرموز التي يتكون منها النص الأدبي .
س / متى ظهرت البنيوية ؟
ج / من اجل الوصول الى بداية حقيقية لظهور البنيوية ، يجب أن نحدد الوجهة المعرفية و التاريخ الدقيق لظهورها ، لذا يعتبر ( مدرسة جنيف اللغوية ) التي اسس لمبادئها العالم اللغوي السويسري ( فرديناند دي سوسير ) ، هي الوجهة الاولى لظهور المنهج البنيوي ، رغم ان الكثير من نتاجات سوسير لم ينشر الا بعد وفاته ، لكونها ألقيت على شكل محاضرات على طلاب المدرسة المذكورة ، فبعد وفاته طبع كتاب بعنوان ( محاضرة في علم اللغة العام ) ، يعتبر ذلك الكتاب مرجعا أوليا لمنهج البنيوية ، رغم ذلك فأن البنيوية تتعدى المجالات اللغوية و الادبية الى مجمل الدراسات الانسانية الحديثة .
س / البنيوية أستجابة لمتطلبات الحياة الحديثة. هل ترى ذلك صحيحا ؟
ج / في أواخر القرن الماضي ، طرأت تطورات هامة على الكثير من العلوم الانسانية ، فكانت نتيجتها أن نبذت العادات و التقاليد القديمة ، بحجة أن المباديء القديمة كانت بمثابة عوائق تعرقل مسيرة تطور العلوم الانسانية ، لذلك يرى البعض من النقاد في البنيوية أستجابة لمتطلبات الحياة الحديثة ،و كان للبنيوية دورا باديا و رؤية جديدة للدراسات الحديثة ، حيث كان للبنيوية دورا علميا في الكثير من تلك التغييرات ، فبعد تطوير الدراسات اللغوية و توظيف البنية كوحدات ، ظهرت دراسات جديدة في تحليل النصوص ، لكن اللذين يعتقدون بأن كل الدراسات التي عملوها تصب في مصلحة المجتمع ، انما يرون ذلك من وجهة نظرهم ، بان يجب أن يجرد النص من واقع كاتبه ، أو ينظر اليه كوحدة خالية من أي تاثيرات خارجية كنفسية الكاتب ، أو أي توجه آخر .
اني أرى في ذلك تقليلا من شأن التاثيرات النصية ، أو ما يعرف بعوامل التغير في المجتمع ، حيث للادب دورا كبيرا في المجتمع ، حيث أن لم يكن للنص دور في أحداث تغيير ولو بشكل بسيط في المجتمع ، يعتبر أي عمل أدبي بمثابة تقرير عادي منسق من حيث الترتيب اللغوي ، و خال من أي معنى أو دلالة أو حتى منح لذة أدبية للقاريء حين يقرأ النص ، ناهيك عن عدم جدوى كتابته ، وأن كان كذلك ، فلا يعتبر ذلك عملا ادبيا رصينا .
س/ ما سبب قلة وجود الدراسات البنيوية في الادب الكوردي ؟
ج/ ظهرت البنيوية – كفكرة أدبية حديثة – في وقت متاخر في الادب الكوردي ، و لم يتطرق اليها سوى القليل من الادباء و النقاد الكورد ، لذا لا نستطيع ان نحدد ملامح الدراسات البنيوية داخل الادب الكوردي ، لكن لا يعني ذلك عدم وجود دراسات بنيوية من قبل أدباء و نقاد كورد مرموقين ، رغم أن الكثير من الادباء الكورد لا زالوا يهتمون بالعملية النقدية لكن في أطارها القديم، لأن البنيوية تميل الى فلسفة معينة ، لا يستطيع كل امريء أن يلم بكل جوانبها ، من جانب آخر ، أعتقد بأن العقلية الأدبية و النقدية لدى الكثير من الأدباء الكورد ، لم تصل الى حد التكامل لكي تتعامل مع مستجدات العصر ، لكن لسنا الوحيدين في هذا الجزء المضطرب من الشرق الخرافي ، ففي الاداب القريبة كالفارسية و التركية ، ترى قليل من الكتاب قد تطرقوا الى الدراسات البنيوية في الكثير من المجالات الادبية ، و لنا في ذلك حجتنا ، لأن مفتاح الفهم يبدأ من القاريء ، و القراء قليلون ، ألا من يتلذذ بقراءة النصوص الأدبية الكلاسيكية أو الحديثة ، لكن دون الأهتمام بالجوانب النقدية الأخرى .
س/ هل النقد البنيوي منهج أم مدرسة أدبية ؟
ج/ البنيوية منهج يعتمد على التركيب المنطقي بين اللغة و الأدب ، في أطار نظام لغوي و أدبي ، أي المزاوجة ما بين سيميولوجيا اللغة و أعلمة الشعر، أي جعل الشعر علميا ، وفي عين الوقت تحاول البنيوية تحليل النص الأدبي داخل مركزية اللغة و تفكيك رموزها ، و من ثم تجميعها تحت سلطة البنية اللغوية ، لذا فأن البنيوية منهج و ليست مذهبا أو مدرسة أدبية .
س/ هل يصح أن يقال عن القصيدة بأنها قصيدة بنيوية ؟
ج/ القصيدة هي نص ، وقراءة و تعمق في الفكرو المضمون ، أو للتحليل ، لذا لا نستطيع أن نجعل لأية قصيدة أسما أو كنية ، ألا في اطار مذهب أدبي معين ، كالكلاسيكيية ، أو الرومانتيكيية ، أو أي مذهب آخر ، لكن البنيوية تؤطر لكل موضوع أطارا علميا ، و هذا لا يصح مع الشعر ، لأن الشعر ليس مجردا من الجانب التذوقي ، و لكون اللغة بوحدها تجرد الشعر من اللذة ، و البنيوية تتحدث عن كل شيء في أطارها اللغوي المجرد من كل التأثيرات الأنفعالية ، لذا فأن تسمية الشعر في اطار المذهب الأدبي أصح من تسميتها ضمن المنهج البنيوي .
س/ يعتقد ( الدكتور جمشيد الحيدري ) بأن البنيوية قد فارقت الأدب الكوردي منذ اعوام ، ولكنني أرى ثمة محاولات جادة من قبل البعض من الأدباء الكورد ، فما رأيك انت ؟
ج/ أنا اسئلك ، ما عدد الكتب او المؤلفات التي كتبت عن البنيوية في الأدب الكوردي ؟ هل يفي بالغرض ؟ الجواب : لا ، لأن العدد لا يتعدى أصابع اليدين ، أذا كان بالأصل ليست الدراسات البنيوية بالشكل المطلوب ، فهذا يعني بأنها المام الآدباء الكورد بها قليل جدا ، لسبب بسيط ، و هو تأخر وصولها الى أدبنا ، أذن فكيف لها أن تفارق الأدب الكوردي ، و هي جديدة عليه ، أنا أحترم رأي الأستاذ جمشيد الحيدري و الآخرون ، و لكن أسألهم ، هم ماذا قدموا في هذا المجال ؟ كم عدد المقالات أو الدراسات البنيوية التي كتبوها ، غير تقليد الاخرين ، متاخرين عن ركب التقدم الفكري ، و عصر العولمة ، و لكنهم ليسوا الوحيدين ، هناك أدباء غيرهم ، لازالوا يكتبون عن الدب الكلاسيكي و مفاهيم الشعر و اشياء أخرى قد عفا الزمن عنها .
من مؤلفات الباحث :
1. الحركة التجديدية في الشعر الكوردي ( 1918 – 1970 ) – أطروحة الماجستير.
2. سوسيولوجيا الشعر الكوردي – في ضوء المعايير الاخلاقية و الدينية – خمسينيات القرن العشرين ( دراسة نقدية ) باللغة الكوردية – أطروحة الدكتوراه - .
3. نظرية الادب – دراسة نقدية – باللغة الكوردية .
4. بنية اللغة الشعرية ، جان كوهين – ترجمة – دراسة نقدية .
5. غمزات على مشارف التلال – مجموعة قصص – للقاص محمد سعيد زنكنة – ترجمة .
6. أطياف النص – دراسات نقدية – باللغة الكوردية .
7. المذاهب الادبية ( نرجمة و تحليل ) – دراسات نقدية - .
كتب جاهزة للطبع :
1. كركوك في ضوء التأريخ – دراسة تأريخية و توثيقية - .
2. مفاهيم نقدية – دراسة نقدية – ترجمة .
نبذة عن حياة الباحث :
§ مواليد كركوك – العراق عام 1964 ,
§ حاصل على شهادة البكالوريوس في الادب – كلية الاداب / جامعة صلاح الدين ( اربيل ) – عام 1987 .
§ حاصل على شهادة الماجستير في الادب الحديث – كلية التربية / جامعة بغداد – عام 1995 .
§ حاصل على شهادة الدكتوراه في النقد الحديث – كلية اللغات / جامعة صلاح الدين – عام 2005 .
§ له مؤلفات ودراسات نقدية و فكرية منشورة في الكثير من الصحف و المجلات و المواقع .
#سردار_زنكنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟