سعد الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 2774 - 2009 / 9 / 19 - 19:45
المحور:
الادب والفن
في زمن (الصوت الأوحد ) لقد كبر فتية معسكرات الليلية ، ومن ثم كبرت الهموم وإتسعت بإتساع مساحة المدى الذي يصله ذلك الصوت ، حيث اصبح زمننا يشير الان الى العام 1979 وفيه إنزوى ـ بعد تمت مطاردتهم ـ كل اللذين يدينون بولاء الى غير الحزب الذي يقوده صاحب الصوت الأوحد ، فأعلن أن الحرب هي السبيل لإستمرار الحياة ، ومن ثم إسترداد الحقوق ، تلك الحقوق التي لا نعرف لمن تعود ، إذ كان الأمر مبهماً للجميع ولكنها كانت حرب على كل أنواع الحياة ، لتصبح كل الحياة في ذلك الزمن مجرد لعبة حرب مزعجة.
حين إستلم صاحب الصوت الأوحد مهام التحكم في مصير كل من كان يمتلك الروح ، بما فيها أرواح الطيور والدواب والزرع ، أصبح لابد للجميع أن يروا تقاسيم وجهه المنشورة على أنواع صوره التي ملأت الأركان ، وفي كل مكان أينما ذهب إنسان هذه البلاد .
في زمن قد سبق قدوم أيام صاحب الصوت الأوحد ، كانت هنالك ملامح تشير الى وجود "المدنية " في حياة سكان هذه البلاد ، إذ يمكن أن تلاحظ وسائل للترفيه منتشرة في المدن هنا وهناك ، وثمة فرح يمكن أن تشعر به حين تأتي الأعياد الدينية ، وفسحة من الأمل يبقيك تشعر بقدوم يوم جديد .
ولكن ، كل الذي سبق الحديث عنه قد غُيب بقترة قياسية من الزمن ، بعد أن مُهد لزمن قادم جديد يقوده صاحب الصوت الأوحد .
أول ألأشياء التي اُُهتم بها في هذا الزمن هو إيجاد طريقة لتوليد خلل غير مكتشف للجميع ولكن مهمة هذا الخلل هو إيجاد ولادة جديدة لمعنى الوطنية .. إذ لابد أن يصبح المفهوم الجديد ، إن الوطن يعني أي صفة من صفات المالك الجديد ، أو المنقذ لهذا الوطن ، لذلك لابد أن يكونا تؤمان ، لذلك أصبح القانون الجديد ..." إذا قال صاحب الصوت الأوحد قال الوطن " .
رغم شعور جميع ساكني هذا الوطن بولادة هذا الخلل في حياتهم ، ولكن ليس بمقدور أحدٍ أن يفعل شيئاً ، لأنه لو كان عدد ساكني هذا الوطن ثلاثة عشر مليون فإن من يراقب تلك الملايين لأفعالهم يبلغ ثلاثة عشر مليون أُخرى ، بحيث أصبح كابوس من ينام ، لا تحلم في منامك ، وإخشى زوجتك التي ترقد بقربك .
وللحديث بقية...
سعد الغالبي
#سعد_الغالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟