أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - معبر رفح .. معبر الموت والإذلال ...!!!














المزيد.....

معبر رفح .. معبر الموت والإذلال ...!!!


طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 2773 - 2009 / 9 / 18 - 17:42
المحور: القضية الفلسطينية
    



أهالي غزة كورق الخريف الباهت.. لا حياة آدمية .. لا دفء في وطنهم.. لا أمان.. يتساقطون بفعل الوجع والقهر والاغتصاب السياسي والجغرافي الإنساني الفلسطيني والإسرائيلي والعربي والإقليمي والدولي ، ودعاة التخلف . التلوث البيئي والحصار ، والسباحة في بحر أهلكته المياه العادمة ، وروث البغال والحمير تستحم فيه أكثر من بني البشر ، ولا فتاوى تجبرها على ارتداء الملابس أثناء السباحة . شح المياه وملوحتها في غزة جراء اغتصاب المستوطنين لآبارها الجوفية ، وسرقة مياهها العذبة لأكثر من ثلاثين عاما ولا زالوا ، والوباء الكبدي ، والفشل الكلوي وأمراض العصر المستعصية على الشفاء تستوطن غزة ، وكلما حاولت أن تشترى سمكة تشم ذيلها قبل رأسها حتى تطمئن أن العفن لم يصل بعد إلى ذيلها . يترنح المواطنون من الكارثة ومن بيع الوطن ونهب غزة وكرامة أهلها . غزة كالموت ..الطاعون البشرى ، طاعون التاسلم استفحل فيها ، فالصراع على الشرعية .. والصراع على الأنفاق .. والصراع على ملكية الأبراج والعقارات وتبييض الأموال ، والصراع على معبر رفح وليس كل المعابر ، وحرف المعركة من الشمال إلى الجنوب ، وتقزيم القضية الفلسطينية إلى معبر رفح ، وفقدان البوصلة وضياعها ..
ويتساءل الفلسطينيون الغزيون ، لماذا تأخر فيروس أنفلونزا الخنازير ؟؟ هل لأنهم محصنون ضد الموت ، ففيهم ما يكفيهم ؟؟ .. فكل فيروسات العصر الامبريالي والرجعى ، والتخلف استوطنت في غزة ، إلا سلطة العقل والتنوير ، وكلما حاول الفلسطينيون الغزيون إعمال العقل هبت رياح السموم لتسحقها ، فالعين لم تعد تسمع ، والإذن ما عادت ترى ، واللسان تحول لشاهد زور وأداة للتضليل والخداع ..
يجرى اغتصاب غزة تاريخا وحضارة ، أمنا وعملا وحياة ، عقلا وتراثا وتسامحا ، وصوت أبو علاء المعرى يردد " هذا ما جناه أبى علىَّ .. وما جنيت على احد " فهذا ما جناه أصبعي علىّ في انتخابات عام 2006 . ما بين معبر رفح ومعبر بيت حانون ( ايرز ) مسافة طويلة من الإدارة والتنظيم والأمن ، صراع بين الشمال والجنوب ، وعلى المواطنين أن يسلخوا جلدهم الطبيعي لينتعلوا أحذية ليس على مقاسهم ، فالجوع أبو الكفار ، والفقر والقهر والإذلال عجلته متواصلة بمتوالية ليست عددية فحسب ، بل بمتوالية هندسية ، وألوا الأمر لا يتورعون عن إذلال المواطن وقهره ،وعليك أيها المواطن أن تبحث عن وسيلة للبحث عن واسطة لتحوز على شرف السفر شمالا أو جنوبا ، ففلسفة المصلحة والكسب غير المشروع هي السائدة ، انهب ما استطعت إليه سبيلا فدوام الحال من المحال . فان لم تنهب شعبك فغيرك سينهبه والأقربون أولى بالنهب ..
مئات الحكايات ، والقصص الخيالية تسمع ،وترى،وتلمس وتحس بها مع كل زفير وشهيق ، مع كل آذان لصلاة ، في السيارة ، والديوان ،في السوق والمحلات التجارية القفراء إلا من السلع المهربة ، في الجامعة والمسجد ، وفى كل تجمع عن ما يجرى من امتهان لكرامة الفلسطيني الغزى ، مع كل قرار بفتح معبر رفح المتنفس الجنوبي الوحيد إلى العالم الخارجي ، عمليات نصب واحتيال المسافرين ، والرشاوى والمحسوبية حدث ولا حرج ،، والدفع بكل أنواع العملة ، وعليك أن تحفظ سر من أغتصبك وإلا لن تسافر ، وستموت قهرا ووجعا . ترى اسمك في الباص الأول تستعد للسفر وتودع الأهل والأصدقاء فلا أحد يعلم متى تعود من رحلات العذاب التي تنتظرك .. لتصبح أو تمسى فتراه مشطوبا ، أو تراه في آخر الدور، وعائلة المسئول الكبير لها حق الأولوية في الدور الأول ، ادفع بالتي هي أحسن ، ومن لا يملك الدفع عليه أن يصاب بالجلطة الدماغية أو بفقدان الوعي الآدمي .. أما التنسيق الذي يتم عبر السفارة المصرية وأجهزة الأمن المصرية تتأخر بفعل التغييرات المناخية والزلزال الذي يحيل تلك الأسماء إلى سراب .. وبين حانا ومانا يتحمل المواطن الغزي كل صنوف العذاب والقهر . فهل هو صراع بين الإخوة المصريين والحكومة المقالة ؟؟
تتحول صالة سعد صايل مكان التجمع للمواطنين المسافرين إلى فوضى ومهانة ، للمرضى والمسنين والطلاب والمعتمرين والحجاج وأصحاب الفيزا والاقامات، والمضطرون للسفر تحت الحاجة الماسة والاضطرارية ، أولئك الذين حصلوا على تنسيقا بالسفر سواء من السفارة المصرية ، أو أجهزة الأمن المصرية أو التنسيق من جهاز الأمن الداخلي لحكومة حماس ، وبالطبع الأولوية لمن يسيطر على غزة ويحكمها ، وتتعدد أشكال سحق آدمية الإنسان الفلسطيني فلا نظام ولا تنظيم ، لا إدارة ناجعة ، ولا اهتمام بمشاعر الناس وهمومهم ، خصوصا المرضى والعجزة ، وكشوف الأسماء المدونة على مواقع ألشبكة العنكبوتية غير دقيقة ، تذهب ولا ترى اسمك ، وتستخدم أجهزة الحكومة المقالة العنف والضرب ، والتمرجل عليهم ، وكأن القادمين هم ليسوا من أبناء جلدتهم ، على الرغم أن قليلا من التنظيم والإدارة ، وقليلا من الرشاوى ، وقليلا من التنسيق مع الأشقاء المصريين ، سيحل كافة الإشكاليات ، ويفسح المجال لكل المسافرين بالسفر دون عناء ونكد وإحباط .
ألا يكفى الدماء التي تسيل من أبناء شعبنا جراء انهيار الأنفاق بفعل الإهمال ، أو بفعل قذائف الحقد الإسرائيلي ، وسلطتنا الوطنية الفلسطينية الرشيدة في سبات عميق ، كأن ما يجرى لأهالي غزة لا يعنيهم ، وربما لا يريدون أن يتدخلوا في الشؤون الداخلية لإمارة غزة وحاكميتها ، جرائم ترتكب والصمت من ذهب ، فهل نحن وطن واحد وشعب واحد ؟؟ من هو المسئول عن حماية المواطن والحفاظ على كرامته ؟؟ ما هو دور القوى السياسية ومنظمات حقوق الإنسان ومكونات المجتمع المدني التي فقدت رصيدها ومصداقيتها في ملاحقة كل من يمتهن كرامة الإنسان الفلسطيني ويعتدي على حقوقه العامة والخاصة ؟؟ وكيف يمكن أن تتبنى قضايا وهموم المواطنين ، وتدافع عنهم ، أليس المدخل للعمل السياسي هو العمل الاجتماعي والديمقراطي؟؟

طلعت الصفدى غزة – فلسطين
[email protected]






#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لشرعنة الانقسام.. والسطو على الوطن ..!!!
- بلاش أوهام، لا ينقذ غزة إلا أهلها ...!!!
- أحداث رفح مؤشر على المستقبل المظلم المتربص بشعبنا
- لا يهم المواطن .. فأنتم المسئولون عن تراجعه ..!!
- لا تجديد ولا تمديد ، كفى بالشعب والوطن اغتصابا!!!
- لماذا التراجع يا وفد فتح فى القاهرة !!!؟؟؟
- إسرائيل دولة العنصرية والإرهاب
- الانتخابات الديمقراطية هي المخرج الحقيقي لازمة الحركة النقاب ...
- جبهة اليسارالماركسى الفلسطيني ضرورة وحاجة موضوعية ...!!!
- التمثيل النسبي الكامل أرقى الأنظمة الانتخابية وأكثرها عدلا.. ...
- فى احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009
- في يوم الأرض ...ينتفض شهداء الوطن ...!!
- - آفاق الوضع الفلسطيني بعد العدوان على غزة -
- ابوعلاء الشيوعي الذي لم ينكسر ....!!!!؟؟
- معين بسيسو النجم الساطع في سماء غزة
- أوقفوا الحرب المجنونة فورا.. وأنقذوا غزة من الإبادة؟؟؟ !!!
- أيها السياسيون والإعلاميون ... لا تخطئوا بتحليلاتكم!!!
- كفى..كفى.. ارحموا شعبنا وابلعوا ألسنتكم!!
- سياسة المحاور... والقضية الفلسطينية!!!ّ
- الحذاء الذى نطق...!!!


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - معبر رفح .. معبر الموت والإذلال ...!!!