أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - اسم على غير مسمى















المزيد.....

اسم على غير مسمى


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2771 - 2009 / 9 / 16 - 18:06
المحور: كتابات ساخرة
    


من الواضح تماماً أن هناك إجحافاً ومغالاة في إطلاق الكثير من الأسماء القديمة ، جزافاً، على كثير من المرافق والمنشآت الحيوية العصرية، التي يبدو أن هناك تنافراً تاماً بين مفاهيمها، وأسمائها و,وظائفها تجاربها وما توحيه أو ما توصلت إليه البشرية من منجزات.

وإن يكن إطلاق أسماء بعض الأوائل من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، مثلاُ، على المساجد، ومعاهد تحفيظ القرآن، وحلقات الذكر، والحوزات، والمدارس الدينية، واللأحزاب المسيسة، وغزوات وحروب، وحملات وثكنات عسكرية كأن يقال ثكنة عقبة بن نافع في كشمير، أو معسكر طارق بن زياد في تورا بورا، فإن إطلاقها على مرافق عصرية أخرى كالمدارس والجامعات والمستشفيات والشوارع ومراكز الكومبيوتر والإنترنت ومعاهد تعليم اللغات الأجنبية الحية والعلوم العصرية والمعلوماتية، يبدو نافراً، وخارج السياق، وليس ذا صلة على الإطلاق، بسبب جوهري وأساسي وهو أن لا علاقة لاي من أولئك البدو وما لديهم من علوم ومعارف، على الإطلاق بعلوم العصر الهائلة وثورة المعلومات، ولم يساهموا بها، ولم يقدموا لها أي شيء، والبون شاسع بينهما لا بل قد يعطي ذلك انطباعاً سيئاً في النفس والوجدان، ويبدو القدماء أمام علوم ومعارف العصر أميين، وجهلة، وعاجزين عن إدراك أبجديات علوم العصر، تماماً، ولا يدركونها، لا بل سيعتقدون أنها من البدع المكروهة، وغير المستحبة، حسبما ما يرطن الفقهاء الأجلاء، أو هي من أعمال السحر والجن والعفاريت والشيطان، كالتلفاز والموبايل، والعياذ بالله.
فتقريباً، أي طفل في العالم يعرف، اليوم، بالرياضيات والموبايل ويجبد استخدام الموبايل والكومبيوتر والحاسبات ويعرف أسماء أدوية عصرية ومسائل رياضية أكثر من الخوارزمي نفسه الذي يبدو جاهلاً تماماً أمام طفل اليوم، أو ابن سينا والفارابي والكندي وابن النفيس ....إلخ. وكم سيكون أمراً طيباً لو أطلقنا على معهد تعليمي، أو مركز حاسوب، أو حتى جامعة للمعلوماتية، مثلاً اسم جامعة غوغل (رمز العولمة المعرفية والمكتبية البحثية اللامحدودة)، أو بيل غيتس، أو أي من رواد المعلوماتية اليوم.. وطفل اليوم أكثر وعياً بحقوق الإنسان، والتعايش، والسلام، والحب، من سيافي وسفاحي البدو الكبار، وهو على تواصل وتماس دائم ويومي مع الحضارة البشرية، ورغبة في بنائها، أكثر من أولئك الذين عملوا على تدميرها الممنهج، ونشر ثقافة الكراهية، والبغض، والعنصرية والاستعلاء والتباعد والصراع والتحارب بين الناس، فمن يجب أن يتعلم ممن؟ ومن هو المثل الأعلى لمن؟ السياف أم داعية الحب والسلام؟ العارف بالكومبيوتر أم الجاهل بأي فرع من فروع العصر ولا يجيد أي شيء على الإطلاق.

فأن يكون هناك معهد للكومبيوتر، على سبيل المثال باسم الشنفرى، أو مركز لتدريس اللعات العصرية و"الكافرة"، باسم أي من أسلافنا العظام، الذين حاربوا اللغات الأجنبية، والتعليم، وأحرقوا المكتبات، وجمـدوا العقل 1400 سنة، فقط لا غير، فهذا ما لا يحتمل، ولا يطاق، ويبدو استفزازياً، ومخادعاً، والتفافاً، واستخفافاً، وربما احتقاراً لعقول الدارسين والطلاب. وقد يصح مثلاً إطلاق بعض من التسميات والأسماء القديمة، على السجون مثلأ، أو المقاصل، أو مصنع للأسلحة البيولوجية والنووية، كأن يكون هناك سجن الحجاج، أو مسلخ أبو جعفر المنصور، أو مقصلة أبي العباس السفاح، أو محرقة وقنبلة ابن العاص، أو زنزانة هذا السياف البدوي، أو مقبرة وداهية ذاك السلطان من سلاطين الزمان، فهذا أمر منطقي ومقبول تماماً، ويصب في خانة المنطق والعقل. أو أن تطلق بعض التسميات مثل "....."، ارتبطت بمجون هذا البدوي أو ذاك، الذي وطأ الآلاف المؤلفة من الجواري والغلمان كما تذكر كتب الأسلاف، وكأن يكون هناك مثلاً "....."، شهريار، أو كباريه أبو النواس، أو خمارة امرؤ القيس ...إلخ، لكن العكس غير صحيح على الإطلاق. وكم من الإجحاف مثلاً أن نطلق اسم من ارتكب مجازر بحق الإنسانية على معهد عصري يهذب النفوس وينقل علوم العصر والتآخي والمحبة بين الناس؟

عندما تتجول في شوارع مدن الظلام، والطالبان، في المنظومة البدوية، ستلمح، ولاشك، هذه الظاهرة التي تسيء للعلم ولعقول الدارسين، قبل غيرهم. فكثير من المعاهد الدراسية الخاصة، التي تكنى بأسماء بعض البدو، وكبار سفاحيهم، من السيافيين المعروفين والملوثة أياديهم بدماء الأبرياء، أو رواد ثقافة من يجهلن علينا، قإنها ستبدو غير منسجمة على الإطلاق، وقد يصح، بل يجب، إطلاق أسمائهم على غزوات بن لادن والزرقاوي والجنجويد وقوات علي الصالح التي تفتك بالحوثيين، وهيئات الأمر بالمعروف والشرطة الدينية في المنظومة الفارسية، وشوارع غزة-ستان ومؤسساتها والتفجيرات الدموية هنا وهناك، والأعمال الانتحارية التي تنفذ في العالم اليوم، لكن إطلاقها على معهد علمي يلقم أطفاله أحدث علوم العصر التي كانت نتيجة لعصر الأنوار والعلمنة والعقلانية ورواد سلام إنسانيين عظام كغاندي وروسو وفولتير، مثلاً، فهو ما قد يخلق خلطاً تربوياً وتشويشاً ذهنياً مربكاً في عقول الناشئة والأطفال تشفـّر تفكيرهم وتشله إذ لا تجد هذه العقول الغضة البريئة أي ربط بين هذا وذاك.

إذ كيف سنطلق مثلاً اسم من أحرق، أو أمر بإحراق مكتبة الاسكندرية، ورمى بكتب من درر فلسفية وكنوز التاريخ العلمية والفكرية في الأنهار والبحار، على اسم مكتبة، أو مطبعة معتبراً أن فكره وثقافته البدوية هي خير ما أنتجه الفكر البشري؟ أو هل يجوز أن نطلق على جامعة أو معهد حقوقي اسم من لا يؤمن بحقوق الإنسان، وأزهق آلاف الأرواح، وعمل بشكل ممنهج على فرض الثقافات والتمييز بين الناس والأجناس والرجال والنساء؟ ومن هنا قد يكون إطلاق اسم إنشتاين على مركز لتعليم الرياضيات والفيزياء محفزاً ، ومغرياً وملائماً ومعقولاً، أكثر من اسم أي بدوي آخر لا علاقة له لا بالرياضيات ولا بالنسبية ولا بالفيزياء ولا يفقه بها شيئاً، وربما لو كانت على أيامه لأحرقها وأعدمها وزج بأصحابها في المعتقلات كما فعلوا مع الحلاج وابن الراوندي وغيلان الدمشقي وابن المقفع ومحي الدين بن عربي وفلاسفة المعتزلة...إلخ. أوأن يطلق اسم باستور أو فلمنغ، على مختبر علمي، ومشفى حتى في بريدة، والقصيم وصعدة، والقاهرة، فهو أقرب للمنطق والعقل ويبعث في نفس المريض أو المراجع أو الدارس أو أي كان شعوراً بالرضا والقناعة والإيمان برسالة العلم والمعهد التنويرية أو المشفى والقائمين عليه. أو أن يتم إطلاق اسم غاندي على شارع في دارفور لتذكير الجنجويد بعظمة وتسامح ذاك الإنسان ونضاله السلمي وحبه للبشرية، كي يكفوا ولا يرتكبوا مزيداً من الجرائم ضد الدارفوريين المساكين، لكن وجود اسم أي من السفاحين البدو الكبار، فقد يكون مغرياً، ودافعاً لإسالة المزيد من الدماء

أما التعريج على اسم ذاك التراثي العظيم، في أي مكان، فقد لا يؤمن جانبه، وقد يكون مجلبة ومدعاة للعرب والانهيار، وقد يوحي، وبكل أسف، وخاصة في المراكز الصحية والمستشفيات، بالموت والدم والهلاك والخراب ومجرد ذكره، وتذكره، قد يؤدي على الفور إلى وفاة الإنسان.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يُفرض الحجاب في الدول الدينية؟
- البكيني مقابل الحجاب والأكفان السوداء
- وإذا أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
- الحكام أم المحكومون العرب؟
- باب الحارة: الإسلام هو الحل
- ما هي معايير الوطنية؟
- العَربُ وتهديد القيَمِ والحَضارةِ الغربية
- عبد الباسط المقراحي طليقاً
- لماذا العتب على جنبلاط؟
- هل السعودية بحاجة لمهرجان ثقافي؟
- زوال الدولة الوطنية العربية
- المملكة السعودية: اعتقالات بالآلاف من دون محاكمة
- أبناء حكام العرب: شيء يرفع الرأس!!!
- غزة-ستان: بين حصار وحجاب
- خرافة البحبوحات النفطية
- لا لولاية السفيه
- لماذا يطالبون بتحرير فلسطين؟
- سوريا والجيران: أما آن الأوان؟
- ألغت عرسها لأن خطيبها نجم أفلام إباحية
- اغتصاب جماعي ضد نساء دارفور


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - اسم على غير مسمى