أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عماد علي - المبررات النفسية و الفكرية الواهية للنظام الرسمالي














المزيد.....

المبررات النفسية و الفكرية الواهية للنظام الرسمالي


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2770 - 2009 / 9 / 15 - 14:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تعتمد الراسمالية كفكر و ايديولوجيا ، و لا ادري ان كانت تصنيفها فلسفيا او نفسيا او فكريا ، على التحليل و التشخيص الانتقائي لصفات الانسان في تبريره و تمريره للنظريات المصلحية التي تعتقد بانها في صالح البشرية و لابد منها في سبيل تنظيم حياتها .
و هي المنهج الذي يصح ان نعرٌفها على انها الايديولوجية المحضة التي تستند على مبدا شاذ و هو ان الانسان بطبعه سيء و شرير و لابد من قوة و ونظام تحدد حركاته و تؤطر حرياته و تعين له المسار و تدله على الطريق الصحيح و تجبره على الاخلاء عن الصفات الطبيعية التي تورثها، وهي تريد و تحاول نزعها من كيانه ! .
طبيعة الانسان امارة بالسوء كما تدعي و هذه الخصائص التي تدفعه بان يتمسك بالانانية في العقل و التفكير و العمل، و يكون قاسيا يتصرف كيفما يشاء و من دون اي اعتبارات انسانية لاقرب مقربيه ، و كل تلك التفسيرات و التوصيفات تُتخذ كمبرر لايجاد الحاكم المقيٍد و السلطة المطلقة و الالوهية لتتحكم في حركات و تصرفات وعقلية الانسان، و في هذا التوجه و التحليل تشاركها الفلسفات الغيبية و الدينية وفروعها النابعة من وراء الطبيعة .
عندما يُرسم الواقع على هذه الحال ، تاتي الخطوة المقصودة الاخرى و هي الضرورية لما يهدفوناليه و هو وجود سلطة ترغم الانسان الطاعة العمياء لما يصدر من الفوق و التخلي عن الكثير من حرياته ، و في بعض منها كاملة ، و تدعي انه لمصلحته!! و هذا يدخل من باب تقليم و تهذيب و ترشيق الحقوق العامة المفروض توفرها للانسان دون اية اعاقة ، و في نفس الوقت ترسخ الارضية لتحكم القوة وبكل ما لدى السلطة الحاكمة للسيطرة على الساحة و تحركات الموجودين فيها .
يعتبر هذا التوجه السد المحكم امام الاصلاح و التغيير السريع ، و يفرض الانتظار و الصبر فيما يرحم الباري في الوقت الذي يشاء لما يحاول ان يغير و ما تؤول اليه الحال بمرور الزمن. هذا ادعاء بعيد جدا عن الحقيقة و لا يستند بشكل قاطع على اي اساس علمي ، في الوقت بنيت عليه نظريات و توقعات و توجهات كبيرة غير واقعية . و هذه النظرات تبعد السياسة و التعامل مع الظروف و الاحوال و الاحداث الموجودة على الارض و انعكاسها على محاربة الذات و الخنوع للقوة الخارقة و محاولة الحفاظ عليها بكل السبل ، و اشاعة المقولة كما هي السائدة لمدة طويلة و هي الانسان ليس بضعيف مهما كان و هو له القدرة في فناء و تدمير الاخر و الطبيعة، و لذلك فهو بحاجة دائمة و مستمرة لقوة تلجمه و تمنع انعتاقه من اغلاله و تشد من ربطه محكما باي شكل كان ، بينما في الحقيقة لا تقارن قوة الانسان بما في الطبيعة و لا يمكن ان يوصف الا بالضعيف مقارنة بما موجود في الكون.
و ان تعمقنا في هذه النظرية تبين لدينا بان الانسان في طبعه قمعي ، و بالنتيجة هذا الوصف يبرر التضييق في مساحة الحرية و الديموقراطية ، و ما يمكن ان نستنتجه من الافكار و الايديولوجيات المعتمدة وما افرزت منها هو انبثاق الليبرالية بانواعها المتعددة و خاصة من الناحية الاقتصادية مهما ادعت هذه الايديولوجية الجديدة نسبيا توفيرالحريات العامة ، و فيها تتغير السيئات الانسانية الى الانانية و النرجسية و المدافعة عن المصالح الذاتية بعيدا عما تهم عموم الناس، وهو الذي يعمل من اجل تراكم المكتسبات الشخصية له . و هذا التوجه و النظرة الى الانسان و تصنيفه و تقسيمه الى القمعي المتفرس و الاخر مدني اخيرا ، و بالتالي برز منه انشاء فكرة الاستعلاء الغربي تجاه الشرقي و ما نتجت منها من الاستعمار و الاحتلال وما اثمرت من النازية و الفاشية و الشوفينية ، و فرضت ضرورة سيطرة السلطة الاعلى و الحكومة بالقوة على ما يقدم عليه الفرد و لا ترضى منه السلطة ، و هذا ما ينتج الحرب في كل وقت و زمان .
و استنادا على ما سبق لا يمكن للراسمالية ا ن تكون محبة للانسان و ليس امامها فرص مستمرة الى الابد للدوام دون افتعال مبررات بقائها استنادا على الحروب و خلق المضادات و المنافس الاخر الواجب معاداته و توثيق تلك النظرات و تصديقها نظريا و فكريا و ايديولوجيا من اجل خدع الجميع .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير يبدا من النفس و يؤثر على المجتمع عموما
- الانتخابات النيابية تجمع بعض القوى المناوئة لبعضها ايضا
- موقف اليسار الملائم ازاء الازمة الايرانية الداخلية
- تجسيد ثقافة المعارضة الصحية اهم من الحكومة
- أليس التعداد العام للسكان معيار لبيان الحقائق
- ما العقلية التي تحل المشاكل العالقة بين الحكومة الفدرالية و ...
- كيف تنبثق المعارضة الحقيقية الصحية في منطقتنا
- كيفية التعامل مع العادات و التقاليد و الاعراف المضيقة للحريا ...
- العمل المؤسساتي يضمن التنمية السياسية بشكل عام
- لم تتكرر الاعتداءات على امريكا منذ 11سبتمبر الدامي!!!
- للانتقاد اسس و اصول يجب اتباعها
- مابين الفكر المنطقي والخرافي و نتاجاتهما
- استلهام العبرمن القادة التاريخيين المتميزين ضرورة موضوعية
- اليسارية عملية مستمرة لاتهدف الوصول الى نهاية التاريخ
- الادعائات المتناقضة للحكومة التركية حول القضية الكوردية
- الاصح هو تكييف المسؤول الاول مع النظام و ليس العكس
- ما وراء ظاهرة التسول في الدول النفطية الغنية
- من يختار الرئيس الوزراء العراقي القادم
- الحقد و الضغينة يفسدان السياسة و ما فيها
- السلطة و المعارضة بحاجة الى النقد البناء على حد سواء


المزيد.....




- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عماد علي - المبررات النفسية و الفكرية الواهية للنظام الرسمالي