|
هاتوا برهانكم - (1/3)
راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 2770 - 2009 / 9 / 15 - 07:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لو كنت مسلمًا وتؤمن اعتقادًا وثيقًا بـ "عقيدة خاتم النبوّه" سوف تجني الكثير من قراءة هذا المقال لأن عقيدة أن محمد(صلعم) هو خاتم رسل الله لها تأثير كبير على معظم المسلمين. يكشف هذا المقال عن آيات قرآنية عديدة ربّما لم تلاحظها من قبل، وتتعارض مع أهم معتقدات أو فهم معظم المسلمين بأنه لم ولن يكون بعد الإسلام دين آخر. ونرى فيه: • كيفية تَقبُّل الشخص المسلم لعقيدته وفقًا لأفكار الآخرين أو الاقتناع بالحجة والمنطق. • ما معنى "خاتم النبيين" وما هو مضمونها؟ الاتصاف بالمنطق والعلم ".....قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ " (سورة النمل آية 64) يشجعنا القرآن الكريم على البحث عن الحقيقة الموضوعية وألا نكون منحازين، ولا نقبل الأفكار الموروثة بدون اختبارها بالحجة والمنطق. فنسرد بعض الآيات: "وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " (سورة الاسراء آية 36). ".....وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ " (سورة النّور أية 15). "بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ....." (سورة الروم آية 29).
تفكر الآن في هذه الآية: "وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ". (سورة يونس آية 100). فسوف تكون عاقبة الذين يهملون التفكير والمنطق حسب الآية السابقة: • لا يمكنهم تبين الحقيقة. • يضع الله العوائق أمامهم فيظلمون أنفسهم ويُحرمون من دخول ملكوته.
الآية التالية تصف ما يقولونه أهل جهنم وهي كافية لإيقاظ كل نفس من نوم الغفلة، وتبين لنا النتائج الوخيمة للّذين لا يعقلون: "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ " (سورة الملك آية 10). إن مضمون الآية السابقة واضح، فالشيء الذي ينجينا من هذا العقاب المخيف هو الاستماع بقلوبٍ طاهرةٍ واستخدام العقل والمنطق. اننا نستعمل المنطق في كل أوجه حياتنا فيما عدا في مجال الدين. فلماذا هذا الاستثناء؟ لماذا يتبع العباد معتقدات أسلافهم لآلاف السنين دون أسئلة؟ إن الكثير من البؤس والشقاء في العالم ناتج من الامتثال للذين يتبعون جماهير الناس التابعين لقادة أخذهم حب السلطة والغرور. إن الله يزدري هؤلاء أيّاً كان جنسهم،لونهم، ملتّهم،عِرّقهم أو دينهم. "وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ". (سورة الأنفال الآية 21 و 22). انظر أيضًا: "أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ". (سورة الرعد آية 19). "....فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ". (سورة يونس آية 24) "كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى". (سورة طه آية 54 ) "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ". (سورة ص آية29) "قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ". (سورة الأنبياء آية45 ). يشير القرآن الكريم إلى المؤمنين الّذين لا يبحثون عن الحقيقة ومقتنعين بالافتراضات والظنون: "وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " (سورة يونس آية 36) انظر أيضًا: "وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ" .(سورة الأنعام آية 116 ) "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ" .(سورة الجاثية آية 23) "أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ" .(سورة يونس آية 66) يطلب الخالق منّا الاعتماد على الفكرِ وتقدّيم الحجج والبراهين لما ندّعي، فيقول: " هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ " (سورة القصص آية 75). يتبع هذا المقال ما أمرنا به القرآن الكريم. فنقدّم كل الحجج والبراهين العقلية والمراجع القرآنية لإثبات ما يشار إليه. فهل هناك أي ضرر من المعرفة؟! " رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا " (سورة طه آية 114). ".... هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ" (سورة الزمر أية 9). انظر أيضًا " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ" .(سورة الرعد آية 16) "..... هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ "؟ (سورة الأنعام آية 50). إن هدف هذا المقال هو مساعدة القارئ على تفهّم المعنى الصحيح وزيادة البصيرة والعلم الإلهي لديه. يشتمل القرآن الكريم على كل شئ ويشير في عديد من الآيات على مجئ رسل من عند الله في المستقبل، فكيف من الممكن أن يغفل عن موضوعٍ كهذا بنتائج ذى كل هذه الأهمية والروعة؟! سوف نرى أن القرآن الكريم هو مرجع لمواضيع كثيرة،وموسوعة لكل شيء: "...... وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ ......" (سورة يوسف آية 111). ".... مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ .........." (سورة الأنعام آية 38). إن قراءة هذه المقالة ستزيد من فهم الفرد وادراكه للمعاني الحقّة للقرآن الكريم والايمان بالله ومحبته. وتغني حياة الفرد الروحية بتقديم ومعرفة الجواهر النفيسة التي لم تلاحظ من قبل. فاكتشاف مثل هذه الجواهر في كتاب الله سوف تقوّي وتدعّم إيمان الشخص وتجعل إيمانه مبني على أساس الفهم والمنطق بدلاً من انفعال عاطفي وموروثات تابعة لأفكار معظم الناس. إن فهم كتاب "خاتم النبيين" سيكون له نتائج إيجابية منها: • زيادة الحب في التمسك بالكلمة الإلهية ومعانيها الحقيقية. •عدم اتّباع الذين يتمسكون بالأفكار الموروثة وينأوا بأنفسهم عن الحقيقة والمنطق ويتبعون الظن والافتراض : " وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا". (سورة النّجم آية 28). "..... إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ........" (سورة يونس آية 66). انظر أيضًا: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ .(سورة الانعام آية 116). إن هذا المقال سيزيد من إعجابك وتقديرك للقرآن الكريم. وستكتشف أن وراء الآيات التي تبدو من أوّل وهلة بسيطة وأحيانًا غير متصلة، أنها محيط ضخم ممتليء بالجواهر والعلم والحكمة التي كانت وما زالت فوق ادراك عقول أعظم المفكّرين. والّذين في استطاعتهم الغوص إلى أعماق المحيط وفي إمكانهم إلقاء لمحة خاطفة على الأسرار المخفيّة والجواهر البديعة في التعاليم الإلهية. فالقرآن الكريم ربما يكون من أكثر الكتب السماوية تقدّمًا في ابراز مدى سيطرة المنطق والبرهان على الامتثال والملاءمة والتقليد الأعمى. فقد خلقنا الخالق منفتحين العقل ومحبّين للبحث والتحقيق حتى ولو يأتينا الخبر من رسول ليس بحقٍ من عند الله ، فمن الواجب علينا التحقق من ذلك: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ". (سورة الحجرات آية 6). وحتى نصل إلى الرأي الصائب، يوصينا القرآن الكريم بالاستماع النقدي الحر المجرد المنزه إلى جميع الآراء وبعد ذلك نختار الرأي الصائب: ".........فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ". (سورة الزمر آية 17-18). انظر أيضا: "وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ". ( سورة الحج أية 24).
إن معظم الناس – أيًّا كان دينهم – يتبّعون معتقدات أسلافهم كما يتعلّم الطفل لغة أمّه. ولذلك فأولاد المسلمون هم أيضًا مسلمون، وأولاد اليهود يهود، وأولاد المسيحيون مسيحيون، وأولاد الملحدون هم أيضًا ملحدون. يعلمنا التاريخ أن في مسائل المعتقدات تكون الموروثات والتقاليد لها تأثيرها الجدير بالملاحظة على بلورة الأفكار. فقليل من المؤمنين يشكّون في صحة معتقداتهم الموروثة. إن الآيات التالية لدليل على هذا: " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ". (سورة لقمان آية 21) انظر أيضًا: قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ. ( سورة يونس آية 78). " إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ " (سورة الزخرف آية 23). إنه من الأفضل قبل قراءة القادم أن نمتحن معلوماتنا عن عقيدة "خاتم النبيين" بالرد على الأسئلة التالية: • هل تعتقد أن الإسلام هو آخر دين من عند الله؟ وإذا كنت تعتقد ذلك، كيف وصلت إلى هذا الاعتقاد؟. • هل قمت بأي دراسة تمهيدية أو بحث عن معنى "خاتم النبيين"؟ • ما مفهوم "خاتم النبيين" بالنسبة لك؟ وما هو المفهوم من أن سيدنا محمد هو خاتم النبيين؟ • هل استفسرت عن ما هى الصلة بين كلمة "خاتم" وكلمة "آخر"؟ • هل تعرف الفرق بين كلمة "خاتَم" وكلمة "خاتِم"؟ • هل فكرت لماذا قيل عن سيدنا محمد إنه "خاتَم" وليس بـ "خاتِم"؟ • هل هناك آية أخرى في القرآن الكريم تصف سيدنا محمد بأنه آخر الأنبياء؟ • هل سمعت أو عبّر لك أي شخص بارتيابه عن صحّة المعنى بأن سيدنا محمد هو آخر أنبياء الله؟ • هل قرأت في القرآن الكريم عن أي آية تشير إلى مجيء رسول جديد من عند الله؟ إن التفكير في هذه الأسئلة سوف يُعِدّ الذهن لأهميّة هذه العقيدة وتعدّك لما يأتي. فالإستفادة من هذا المقال وجب على الشخص أن لا يكون متحيّز لمعتقدات موروثة، بل يجب التفكير في دلائل الموضوع مثل القاضي أو أعضاء هيئة المحلّفين دون التعلّق أو التمسّك بمفاهيم شخصية سابقة.
هِبة القلب الطاهر
".... اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ." (سورة الشورى آية 13). ".... نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا." (سورة الشورى آية 52). "من لم يجعل الله له نورًا فما له من نور". (سورة النور آية 40). "...... يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء ....". (سورة النور آية 35). "...... اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ". (سورة القصص آية 56). على أي أساس يختار الله عباده؟ هل يكون اختياره على أساس الشهادات التي حصل عليها الانسان من جامعات اللاهوت الشهيرة؟ أو على أساس طهارة القلب والكمالات الانسانية؟ يشير القرآن الكريم تكرارًا إلى طهارة القلب كشرط أساسي للإختيار. إذا فاز الشخص بهبة القلب الطاهر، وإذا كان الإنسان محبّ حقًا للحقيقة، سيكون من المختارين حتى ولو كان أمّيّاً لا يعرف من العلم حرفًا واحدًا.
المعنى المتضمّن في عقيدة خاتم النبوَّة إن عقيدة خاتم النبوّة مبنية على آية واحدة مذكورة في القرآن الكريم. فلنتذكر الآن هذه الآية وندرس بعد ذلك مضمونها مع آيات أخرى وثيقة الصلة بالموضوع. " مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ......" (سورة الاحزاب آية40). يعتقد علماء الإسلام أن الآية المذكورة اختص الله بها سيدنا محمد(صلعم) فقط، معطيًا له مقامًا شريفًا دون الانبياء الآخرين. وكذلك يعتقد اليهود أن ديانتهم هي الديانة الحقيقية الوحيدة، كما يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح عليه السلام هو المخلّص الوحيد. يعتقد المسلمون أن كلمة "خاتَم النبيين" تعني أن سيدنا محمد هو أخر رسول من عند الله.ولكن هل هذا الاعتقاد متآلف مع التعاليم القرآنية؟ قليل من المؤمنون لا يفكرون في النتائج المترتبة على هذا الاعتقاد، فمعظم المسلمون يؤمنون بذلك ولكنهم لا يفكّرون في مضمون هذا الاعتقاد لأنه إذا فكّر الانسان في أبعاد هذا المعنى سوف لا يقبل هذه العقيدة بهذه السهولة. فلننظر الآن بتمعّن حتى نرى مضمون هذا الاعتقاد والنتائج المترتّبة عليه: • أرسل الله الرُسل والانبياء إلى البشر طوال التاريخ حتى ظهور سيدّنا محمد عليه السلام في القرن السابع الميلادي. وبظهوره ونزول الكلمة الإلهية عليه لمدة 23 سنة وصلت الانسانية إلى أوج رقيّها، لأن الله سبحانه وتعالى أفاض على الإنسان بكل ما يريد أن يهبه وأعطاه ما يكفيه ليعيش في سلام ورخاء لمدة لا تقلّ عن ثلاث أو أربعة آلاف مليون سنة – المدّة المقدرة لبقاء شمس الكرة الأرضية. • ان القرآن الكريم يحتوي على كل ما يحتاجه الانسان من الوحي الإلهي، ولم ينزل بعد ذلك أي كتاب آخر من عند الله، وبصعود سيدنا محمد(صلعم) سنة 632 ميلادية إنتهى الوحي الإلهي وإنتهت الرغبة الإلهية في التحدث إلى البشر. ونتابع معاً فى الجزئين القادمين.........
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تطوّر أشكال الحكومة بالعالم – الديمقراطيّة ثم ماذا بعد ؟-(3)
...
-
تطوّر أشكال الحكومة بالعالم – الديمقراطيّة ثم ماذا بعد ؟-(2)
-
تطوّر أشكال الحكومة بالعالم – الديمقراطيّة ثم ماذا بعد ؟ -(1
...
-
عدة الطريق إلى السلام
-
مشكلة الأرهاب وعلاجها
-
تحرِّي الحقيقة وترك التقاليد
-
لن يصل العالم إلى مستوايات النضج بدون القوة الخلاّقة للدين ا
...
-
التأليف بين قلوب البشر و الترفُّع على النزعة السلطوية و الأن
...
-
بناء مدنيّة دائمة التقدم
-
يكفي قرن ونصف من الاضطهاد والسكوت!
-
أنّ المعايير الاقتصادية والماديّة الّتي توجِّه بشكل رئيسي نش
...
-
العلم والدين والإنسان
-
(هناك نفوس موفّقة للأعمال الخيرية ومُحبة الخير للعموم ومكارم
...
-
أين الله -حوار مابين مؤمن وملحد
-
أحد روّاد النّهضة العربيّة في مصر يُعرّف عبد البهاء والبهائي
...
-
وحدانيةُ الله من المنظور البهائي
-
نداء إلى أهل العالم من صغيره إلى كبيره
-
الأدب والدين
-
نحو مجتمعات متآزرة في عالم عناصره متفاعلة متحدة
-
ماهو الدين ؟؟؟؟
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|