جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 842 - 2004 / 5 / 23 - 06:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مثلما تبين منذ زمن، عدم ضرورة بقاء ( الفاجعة العربية ) ، وما استمرارها إلا لأنها إحدى أدوات الحكام العرب لاستغفال الناس من جهة، ولتظبيط بضعة مناصب لكل حاكم يرغب في إبعاد بعض المغضوب عليهم من جهة أخرى ، يظهر بوضوح هذه الأيام عدم جدوى التعاطي مع الأمم المتحدة التي تحوَّلت إلى مأوى للضعفاء، والعجزة، والمشلولين،وعابري السبيل..وهذه الموضوعة بطبيعة الحال، ليست برسم الأنظمة الحاكمة التي ترى بعيون مصالحها كسلطات وليس بعيون بلدانها وشعوبها، إنما هي برسم القوى، والأحزاب السياسية التي تحاول أن تتصدى لمهامها الوطنية، والديموقراطية.. إنَّ الأخذ بهذه الحقيقة بعد الإقرار بها، يعني أن تدخل في صلب البرامج السياسية، وطرائق العمل الميدانية، ولغة الخطاب المعرفي، والسياسي في التكتيك والإستراتيجية.
لقد بان بوضوح منذ انتهاء الحرب الباردة لمصلحة الغرب، وبدء تبلور نظام عالمي جديد، أن الأمم المتحدة التي واكبت خلال نصف قرن نظاماً دولياً متوازناً إلى حدٍ بعيد، قد انتهت صلاحيتها..واستنفذت أغراضها.. وأنَّ الوضع الدولي الجديد بات يتطلب منظمة دولية جديدة ..وهي إشكالية معقدة في ظلِّ الديموقراطية الأمريكية الباطشة، والرادعة إلى درجة استخدام القوة العسكرية بمختلف أشكالها..! ومثلما يتمسك القادة العرب بجامعتهم على أمل امكانية نفخ الروح في الجثة التي شبعت موتاً، سيتمسك فاقدوا الأهلية هؤلاء بجثة الأمم المتحدة بنفس الحجة..!
إنه لمن دواعي الأخلاق، وأبسط القيم، أن لا يكتفي الإنسان أينما وجد، بالفرجة على ما يحدث في قطاع غزة هذه الأيام بغضِّ النظر عن الموقف من النهج الذي تمارسه المنظمات الإسلامية المتطرفة هذا النهج الذي تعززه المنظمات اليهودية المتطرفة بدورها من واقع أنَّ ذلك وحده الذي يخدم مخططاتها.. ويفسح المجال لتحقيق طموحاتها المعروفة..!
لقد تاجرت الأنظمة العربية بالقضية الفلسطينية على مدى خمسين عاماً ..وهي اليوم تتاجر بها مرتديةً العباءة الإسلامية من باب التنوع في الأوراق القابضة، أو التشكيلة السلعية.. وذلك لزيادة مخزونها في السوق السياسية الدولية فقط لا غير.. ومن واجب القوى الديموقراطية الأخلاقي قبل السياسي، فضح، وتعرية هذه التجارة بكلِّ الطرق الممكنة.. وتأييد المبادرات المدنية السلمية التي تتقدم بها قوى السلام العلمانية عند الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي والتي تثير غضب المتطرفين الإسلاميين، واليهود الذين يستحضرون التاريخ البعيد ليعيشوا على أنغام الأساطير التي حفل بها تاريخ الديانات الثلاث..!
22/5/2004
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟