|
عون يحاضر بالعفة
مسعود محمد
الحوار المتمدن-العدد: 2768 - 2009 / 9 / 13 - 17:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قال عون في تصريحات نقلتها قناة الجزيرة القطرية أمس إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تدخلت إلى جانب الغالبية النيابية عندما رفضت مشاركة حزب الله في حكومة الوحدة الوطنية ولوحت بضرب لبنان.هذا الكلام هو للجنرال ميشال عون و ليس لأحد قياديي حزب الله ، المضحك أن هذا الجنرال الذي لبس عباءة المقاوم لاسرائيل والغرب الامبريالي وعملاء هذا الغرب، هو نفسه استقبل قادة الغزو الاسرائيلي عام 1982. رفع الى قيادة الجيش في عهد الرئيس أمين الجميل الذي تنازل له في آخر عهده عن الحكم في لبنان فعين رئيسا لحكومة بعبدا مقسما لبنان الى قسمين متوجا عهده بحرب الغاء ضد القوات اللبنانية و حربا لتحرير لبنان من المحتل السوري مغمضا عينه عن الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان، زار صدام حسين سنة 1988 في ذروة الحرب الاستقطابية بين دمشق وبغداد ليقدم فروض الولاء و الطاعة و يتزود بالمدفعية و عتادها ليدك بها أحياء بيروت مفتتحا حربه التحريرية بقصف الأبرياء و المدنيين و باصات المدارس في الأونيسكو، و انطبق عليه في آخر عهده المثل الدارج و في الهريبة كالغزال حيث تخلى عن الجنود الذين آمنوا به و قاتلوا الجيش السوري دفاعا عن حرية ووحدة لبنان فتخلى عنهم و عن زوجته و بناته الثلاثة و فر باتجاه السفارة الفرنسية حيث أخذ معه ما تبقى من موازنة الدولة اللبنانية مبلغ خمسون مليون دولار فقط ليحولها باسم زوجته الى الدولة الفرنسية حيث كانت له في باريس اتصالات مع اصدقاءه القدامى في السفارة الاسرائيلية و كان خلف اصدار قانون معاقبة سوريا في الكونغرس الأمريكي. في العام 2005 خاض عون الانتخابات النيابية على أساس برنامج انتخابي شامل لخص بكتاب " الطريق الآخر " فأخذ الناس الى طريق آخر لا علاقة له بالطريق الآخر الذي أوهمهم به : فهو بحسب كتاب الطريق الآخر ضد عسكرة النظام السياسي فتحول الى أشد المحازبين لحزب الله و سلاحه و سياسته و ارتباطاته الخارجية و برر له اعتداءه على الجيش اللبناني فأطلق مواقف مريبة من أحداث مارمخايل و من قضية اغتيال الطيار سامر حنى . و بموجب ورقة التفاهم بند رقم عشره أعطى سلاح حزب الله قدسية و غطاء مسيحيا لم يكن يحلم به بغض النظر عن ما أعلنه في كتاب الطريق الآخر عن ارتباطات حزب الله الخارجية ، و بعد أن أعلن في الطريق الآخر ان مهمة حماية الحدود توكل الى الجيش اللبناني أصبحت الآن مهمة حماية لبنان من اسرائيل تقوم على عسكرة المجتمع و تحويله الى مقاومة على كافة الأراضي . أعلن في الطريق الآخر أن وجود معارضة و موالاة في حكومة واحدة هرطقة دستورية و كان من أشد المعارضين لشلل المؤسسات فصار مناديا بتعطيل تشكيل الحكومة لعيون الصهر و من أشد المتحمسين للثلث المعطل و خيم في الوسط التجاري لأكثر من سنة و نصف لأسقاط حكومة لبنان ووافق على اقفال المجلس النيابي و أخر انتخاب رئيس للجمهورية لأكثر من ستة شهور مما أوصل الى سبعة أيار حيث ثبت التعطيل باتفاق الدوحة و نادى بتثبيت و تطوير صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني فكان أول من يناطح الرئيس و يحاول الاستيلاء على وزارة الداخلية التي هي من حصة الرئيس و كأن الانتخابات لم تجري و لم تفرز أكثرية تحكم و أقلية تعارض فحاول فرض هرطقة مشاركة المعارضة و الموالات في نفس الحكومة متناسيا ما كان يدعو اليه . بسرعة غريبة عاد الجنرال الذي كان مرفوضا بالأمس القريب من منفاه إلى لبنان و استقبل استقبال الأبطال وخلال ساعات فقط سقطت كل التهم بحقه ومهدت الطريق أمامه وفرش له السجاد الأحمر في المطار..مما أوحى بحصول تحولات وانقلابات درامية تحدث وستحدث في لبنان ..إنها تحولات منطق "الأقوى" التي أخافت جنبلاط فعزلته في حدود طائفته، وهي نفسها تحولات منطق القوة التي دفعت حزب الله الى جريمة سبعة أيار... فهل من دور جديد للرجل الذي بدا واضحا أنه تم إحضاره من الخارج بضوء أخضر ايراني سوري..لا ليستجم في مصايف لبنان، وإنما ليمارس دورا نجهله ونجهل حجمه وأهميته حتى اللحظة، لف الجنرال لفته الكاملة ليزور طهران الثورة الخمينية محرقا البخور فوق عمائم الملالي، ومشيدا بحيادية الدور الإيراني في لبنان، و زار سوريا معلنا ان ما كان بينه و بين سوريا تباين و ليس خلاف فبدى كزانية تلقي محاضرات بالعفة هذا هو ميشال عون الذي عودنا على كلامه الذي هو من الزنار و بالنازل انه الرجل السبعيني الذي عاد إلى لبنان وفي رأسه هم واحد ..وهو منصب الرئاسة..متكئا على سنوات من تاريخه العسكري ونضاله السياسي في المنفى وعلى جماهيرية أغلبها لجيل الشباب الذي لم يعاصر الحرب الأهلية.. ظل "الجنرال" طوال سنوات نفيه يحلم بالعودة إلى بلاده على غرار عودة نابليون بونابرت من جزيرة إلبا، وتسلمه العرش! قرضاي لبنان مرتبط بخطة خارجية لإحداث تغيير في الخارطة السياسية اللبنانية... أطلق عنوانها السيد محمد حسين فضل الله بكلامه عن مجد لبنان المرتبط بالمقاومين و حديثه عن أكثرية و أقلية عددية و الجنرال ليس داريا بما يدور حوله يرفع الجنرال شعار تجريد حزب الله من سلاحه بالحسنى بدل أن يُنزع منه بالقوة، ثم تجريد خصومه السياسيين من صفة "الوطنية" والتقارب مع إسرائيل، واهما أن ذلك كفيل بتنصيبه رئيسا أو "قرضايا "للبنان الجديد! حسنا فعل الشيخ سعد الحريري بتمسكه بالمناصفة و بالدستور فبذلك وحده نحافظ على لبنان الرسالة المتميز بتعايش طوائفه و بحد أدنى من الديمقراطية المراد الغائها لصالح نموذج جمهوريات الموز المحيطة به .
#مسعود_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى اليسار در
-
فتح و غصن الزيتون
-
الطائفة مقابل الوطن
-
غزه تحت سياط الارشاد و التوجيه
-
المصالحات المسيحية و روح معركة شكا الكوره
-
اليمن اللا سعيد
-
حكومة لبنان أولا
-
الانتخابات الكردستانية و مستقبل الكرد
-
حاوي الوطن
-
تثبيت سلطة النظام الصفوي
-
أبعد من المثالثة
-
سبعة أيار المثالثة
-
عيد بلا عمال
-
صفحة جديدة في العلاقات الأرمنية التركية
-
حزب العمال الكردستاني الى أين
-
الشيوعي و الانتخابات النيابية اللبنانية
-
الأشرفيه البدايه
-
اليوم الجديد لدى الكرد
-
باكستان في ميزتن مصالح أميركا
-
الدور الذي يمكن أن تلعبه اخوان سوريا
المزيد.....
-
لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف
...
-
أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
-
روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ
...
-
تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك
...
-
-العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
-
محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
-
زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و
...
-
في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا
...
-
النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
-
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|