أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الفلسفجيه والشعراء














المزيد.....


الفلسفجيه والشعراء


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2767 - 2009 / 9 / 12 - 23:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


خيالات الفلسفجية محدودة ومحكومة بأسوار منطقية , وخيالات الشعراء تتسع للكون ولأكثر من الكون , والشعراء نقبل منهم كل شيء والفلسفجية لا نقبل منهم أي شيء , والشعراء يكتبون ويذهبون ليناموا ومن ثمّ ينهض الفلسفجية ليبدءوا ا درساً مهما تحليليا ومنطقياً تنصهرُ فيهم المذاهب الدينية والزمنية .

الفلسفجية والشعراء يختلفون عن بعضهم البعض اختلافاتٍ عكسيةٍ , فالشاعر ليس علمياً ولا هو دقيق في تصوراته , إن معالجته للأمور ليست علمية ونزعته ليست علمية , فالشعر لا يهدف للإصلاحات الفكرية , الشعر وظيفته إظهار تشوهاتنا العقلية والوجدانية وهذه التشوهات تبدو لأصحاب الأذواق محط إعجاب وتقدير كبيرين بعكس الفلسفجي الذي تكون نزعته قبل كل شيء علمية فالفلسفجية إما اشتراكيون وإما ليبراليون وإما ثوريون , ولكن الشعّار ليس من الضروري أن يكون لهم مذهب علمي ولكن من الممكن أن يكون لهم مذهب فني مصبوغ ومطبوع بطابع الأيديولوجيات , والمصيبة الكبرى أن يكون الشاعر فيلسوفاً أو حكيماً مثل أبي تمام والعقاد فيظهر شعرهما مقموعاً من داخل سلطة النص الأيديولوجية التي يدين فيها .


الشعر لا يتطورُ فنياً بقدر ما يتطور ذوقياً وحسياً وجمالياً , من هنا تبدأ مقولتنا ونظريتنا في التجديد وليس من الضروري أن يتطور الشعر للأجمل ,فالهدف الأسمى من الشعر هو تغذية الجوانب الحسية فينا والعاطفية والوجدانية وليس المطلوب من الشعر أن يقدم لنا حلولاً منطقية لمشاكلنا اليومية , الشعر يكفيه أنه يعبّرُ عن حياتنا بأساليب مختلفة من التعبير فمثلاً يستطيع 10 شعّار أن يصفوا لنا جدولاً مائياً وفي كل مرة نستقبل منهم صوراً وإيحاءاتٍ جديدة , قصائد الحب والغزل في وصف العيون ما زالت كل يوم تتظهر بتعابير جديدة وموحية وكذلك كافة أدوات وأغراض الوصف الجمالي ,وهكذا دواليك في كل الصور الشعرية والتي يسعى لنا فيها الشعراء لتوضيحها ولتقديمها بأساليب تعبيرية جديدة , فالعرب لوحدهم من جعل للشعر قوالب جاهزة لا تخرج عنها الألسنة والأفئدة , وانتظرنا وما زلنا نستهجن الخروج على بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي , والنقد العربي الحديث وقف من الشعر موقف المجدد ولكن أولئكَ النقاد ما استطاعوا ولا للحظة واحدة كتابة نص مفعم بالتجديد , كلهم ارتقوا بنقدهم للسماء وسقطوا للأرض السابعة حين كتبوا الشعر , أمثال العقاد و(حفني ناصف).


لقد كان حفني ناصف من المأدبين للطفي السيد ولعبد العزيز فهمي , وكان أحمد شوقي يعرض عليه كل نتاجه الشعري وينتظر منه التعديلات والتصحيحات , وكذلك كان حافظ إبراهيم يقدم قصائده لحفني ناصف قبل نشرها اسوةً بشوقي لقد كان حفني ناصف مرجعاً للغة والبلاغة وأسرارها , ولكنّه لم يكن يملك الأدوات الحسية والوجدانية التي يمتلكها شوقي وحافظ إبراهيم .


كان حفني ناصف قاضياً وشاعراً وهو من الأوائل الذين أشرفوا على إخراج النسخة الأولى من القرآن مطبوعة بدون أخطاء لغوية وإملائية , وكان يكتب الشعر ليس كحافظ وشوقي فلم يتكسب جنيهاً واحداً من شعره بالرغم من أنّه رثى الأصدقاء , لقد كان شعره فنياً عالياً وصنعته ومهنيته كانت كبيرة وتجربته في هذا المضمار رائدة , ولكنّه كان يخلو من الحس والوجدان ونبرات الحزن والعواطف الوجدانية .

الشعر فلسفة ذاتية تهدف إلى كشف اللواعج النفسية والفلسفة مرحلة علمية تهدفُ إلى نقد الحياة العامة والدين والأخلاق بصورة مختلفة عن الشعر , فالشعر يهدف إلى طمس العلم وتجاهله ,وإلى تهذيب النفوس, والفلسفجي يهدف إلى تدريب العقول على المنطقيات , والشاعر شخصية فردية متجمعة بالأنا , والفلسفجي مثل الروائي شخصيته مبعثرة .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم على الصامت
- اخترنا لكم:قصيدة (الهبر) للشاعر العربي الكبير مصطفى وهبي الت ...
- درس مُهمْ في الفلسفه1
- كل عام وأنت بخير
- مفطر رمضان
- الخوفْ من الموتْ
- أهداف خُطب الجمعه
- غسالتي الأردنيه وغسالة ماما اليابانيه
- ضع دائره حول الإجابه الصحيحه
- ما فيش أحلى من الشرف
- المرأة الصوفية 2
- المرأه المتصوفه1
- ابلادنا حلوه اكثير وبتجنن
- الدين للفقراء
- الدراما العربيه
- الجمال
- الوطنيون الهمج
- التوراه مصريه؟
- اللغه العربيه لغه أثريه
- ضعف القوى الإستهلاكيهْ للعامل العربي


المزيد.....




- صور وتفاصيل مقتل حارق نسخة القرآن سلوان موميكا بالرصاص في ال ...
- مجددا.. ترامب يتوعد دول البريكس إذا ابتعدت عن الدولار
- تحقيق CNN.. معلومات صادمة بحادث طائرة الركاب والمروحية العسك ...
- بعد -صدمة- نتنياهو.. إليكم مشاهد من خان يونس لعملية إطلاق سر ...
- نشطاء: بطل نفق الحرية زكريا الزبيدي يعانق الحرية بقرار من كت ...
- وزير خارجية أمريكا يفسر رغبة ترامب في شراء غرينلاند: -ليست م ...
- مصر.. هل ستحل الاكتشافات الجديدة وعودة الحفر بحقل ظهر أزمة ا ...
- استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، واقتحامات لمدن ...
- تونس: احتجاز 11 روسيا بشبهة -أنشطة إرهابية- بعد العثور بحوزت ...
- سوريا: الشرع يتعهد بإصدار إعلان دستوري للمرحلة الانتقالية وع ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الفلسفجيه والشعراء