|
السلطة والمعارضة في العراق -الذابح والمذبوح -ومابينهما
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 2767 - 2009 / 9 / 12 - 21:02
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بكيت كثيرا حين سمعت ان محمد القصير الضاحك ذو الوجة الكوميدي قد احترق ولم يتبقى منة سوى بقايا فحم لم تتعرف علية حتى زوجتة حين مسكتة ايادي "المقاومة " التي تريد "التحرير"؟ ومن اجواء القصب الخانقة المليئة بفيالق البعوض المزعج و نتانة الماء الضحل الاسن الملئ بالسمك الاكل للطين واشلاء القتلى المتفسخين في دواخلة وخلف الاسوار الترابية التي تحوي بداخلها انفاس متهالكة تشتري يوم رؤية وجو اطفالها باي ثمن تحتمي من رصاص "الاخوة الاعداء" وحرابهم في الجانب الاخر من السلاح تتلفت يمينا وشمالا حين تاخذ فرصة حرية مقطوعة في ايام اجازة معدودة بالساعات خوف طعنات حراب كامنة تخرج فجاة من بين الاكوام لتغمد نصالها الحادة في امعائها المتمعجة بالجوع . في الطريق الذي يربط الوحدة المقطوعة في اقصى الحدود البعيدة من مدن العمارة المتقطعة كان المشهد الذي لم ازل اذكرة و لم تبارحني فية روائحة النتنة اتحسسها كلما شاهدت لون و ذكراة ايام الخاكي القذر .حين دخل ذلك "القصير الضاحك" ..يجرجر خطوات حافية .بصوت خائف وخطى بدا عليها ارتجاف حقيقي بفم يابس ..اين الامر ..اين امر الوحدة ...هناك ..لماذا ...من انت ...وسط جمهرة الحرس الذي تمسك بة بقوة وهو يصيح ..سيدي .. سيدي ...الرائد ..الملازم الاول ..سيدي هناك ....ماذا حدث ..اي رائد ...امر سرية المخابرة .....مسكتة مجموعة من "المخربين " كما قالها "محمد" ...على الطريق ..وبسرعة لملم الجحفل العسكري نفسة برتل عسكري ينطلق .مع المقدم التي تمسك برشاش الكلاشنكوف ..لكنة مع كل تلك الشجاعة الجياشة التي تضفي عزما على افخاذ المرتجفين خوف الموت المختبى في زوايا معزولة ..تشجنت عضلات وجههة واحتضرتة نزعة قي لكنة تمالك عصبا تعود ان يتماسكة في اصعب المهمات امام الرصاص المتطاير لكن الدم المسفوح على ارضية الاسفلت السوداء اصاب اقوى اشخاص الدورية رباطة جاشا بهلع راجف بدا يتسلسل الى مفاصلة امام بركة الدم التي تخثرت واصبحت تنز سائلا اصفر . توسطتة بقايا لحم مهروس مقطعة لبقايا اشلاء الرائد..والملازم الاول ...... ومن بين انات مخفية في ثنايا القصب تمسك جنود الدورية باحد الجنود في حالة ذهول ..واعين مفتوحة لا تنطبق ...انة الحرس ..حارس الامر . سيدي . مسكة المقدم وانثنى امامة... .تكلم ....اين الرائد... واشار بيد لاتقوى على الرفع ......هناك بين بقع الدم ... الذي بدا ذباب القصب يتجمع ويتغذى على البقايا المدماة التي لم تستطع حتى خذاقة الطبيب من التعرف وتمييز اشلاء الرجلين المهروسة لمن هذة اليد او تلك القدم ..لكن " السائق محمد " الذي بدا يسترد شيئا من وعيا شارد . اشار بيد مرتجفة .هذة الكف للملازم الاول لانها تحوي على حلقة الخطوبة ....حين بدات مفرزة الطبابة تجمع الاشلاء سوية بجوف بطانية متسخة الى مقر الوحدة .. .وبعد ايام من تحقيق ممل مع اولئك الذين توسموا بالخيانة لانهم نجوا من حافة الطبر الحادة التي هرست اشلاء الرائد ..لماذا لم يقتلوكم اصبح الهم الاول لضابط الاستخبارات وسؤالة المحير الذي لم يجد لة اجابة ...لاندري يا سيدي ...وبدا ضابط الاستخبارات بيدة التي تصفع مع كل سوال ..على خد محمد السائق ومهدي الحارس الذي تمنى الموت بتلك الفؤوس الحادة مع االامر ..لا اعرف ياسيدي .. كنت اقود السيارة حين اشار الحرس بانة شاهد ظلا اسود يتحرك بين اجمة القصب في منتصف الطريق..لكن الامر ماكاد ان يسمع ماقال الحماية حتى تداخلت الرصاص في مقاعد السيارة التي انحرفت نحو اليسار بقوة اصبحت معها القيادة مستحيلة .. وحين ادركت ماحدث وجدت نفسي مطوقا بمجموعة ملثمة ترتدي السواد تحمل بنادق صوبت مواسيرها نحوالرؤوس ....مع اصوات متداخلة .... نريدهم احياء ...سحبوا الرائد بقوة ..سحلوة نحو جانب الطريق مع الملازم ....كنت اسمعة يقول لهم ....لم اقتل احدا ..منكم ..اننا مامورين ....حين احاطو ابهم من كل الجهات ..ووزعوا مجاميع الموت ..سحبونا نحو الجانب الاخر ..اين تسكنون ... ... وبكيت انا و مهدي الذي بدا يصيح انا من الثورة انا من بغداد ... الثورة ..صفعوة ..ثم ركلوة ..باخمص البنادق ..لم يسحب الرائد مسدسة وكانة نساة من هول ماشاهد ..حتى ان السلاح بقي في حزامة مع الملازم ..حين ضربة احدهم بطبر كبير مثل مايستخدم القصابون في دكاكينهم ..على ركبتة وهو يصيح ..خذ ...هذة ..من اجل ولدي ....صرخ الرائد معها بقوة . لا ..لا ....ومزقت الضربة لون الزيتوني وابانت العظم الاصفر الذي سرعان مالونتة دماء حادة انطلقت على شكل رذاذ بلل وجة محمد .كانت اشارة لبقية المجموعة التي توزعت بانتظام تضرب على الاجسساد التي صرخت بقوة ..ثم بدات تهدا مع صعود ونزول الفؤوس الحادة حتى سكنت رعشاتها تدفع لحمها الذي تناثر الى اشلاء صغيرة لايعرف حتى ايدي قاتلية حين بدات اقدامهم تنزلق في بركة الدم الذي انطلق .وماهي الى لحظات حتى اختلط لحم الجسدان معا وانتظمت مجموعة الموت تهرس اللحم على اسفلت الشارع اشبة بضربات لحم القيمة في قدور الطبخ الكبيرة ..كنا ننظر..ننظر فقط . لم استطع غمض عيني خوف ان يقتلوعها حين اغمضها حتى حين تقيات سائلا اصفر وهم يصرخون ..انظروا.انظروا الى هولاء القتلة ..بلغوا ضباطكم . كلابكم . حين يسالوكم ..ارحلوا من هنا الى مدنكم .. انها ليست قصة من قصص تاريخ الطبري اورواية للمسعودي ولا تاريخ نازية .كنت هناك .. في وسط بركة الدم التي تحولت الى لون اسود ..اذكرها حتى الان اين تقع ربما لايزال الاسفلت يحتفظ ببقايا الرائد ومساعدة صاحب حلقة الخطوبة ... لكن محمد السائق احترق مع امرة الجديد حين حين تغير الزمن وعادت معارضة الامس تاخذ مكان السلطة التي غيرت مكانها الى معارضة لكنها الان تقتل كل من هب ودب .
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دمنا المجاني المسال
-
الاصابة. بالسيلان السياسي
-
الابتلاء بمرض اسمة .... -المواطنة العراقية--
-
اعلان حالة الحرب
-
عن المرء لاتسل ..وسل عن قرينة
-
عودة.. الى لعق بصاق الدكتاتورية
-
الارستقراطية الشيعة.... والسلطة... والمال
-
الشماعة الجاهزة .البعث والقاعدة.ومسرحية ...ابو طبر
-
لينين ..اسطورة عصر ..ام عصر اسطورة
-
وزارة المولدات والامبيرات الجديدة
-
العراقيون اول المستفيد من الغاء تجربة الولي الفقية الايرانية
-
حين تخلت..( ام حنان)... عن ....نبيها
-
احزاب ..... طابو .... وسرقفلية
-
المثالي يقبض (بالكاش.). ولكم انتم الاجر والثواب.(بالاجل)
-
بعد ضرب لبنى الحسن .. دعوة لطرد الامم المتخلفة من الامم المت
...
-
الرابع عشر من تموز يوم الشموخ الحقيقي
-
جفاف الفرات.. هل هي اخر النبوئات الشيعية؟
-
كلنا نحتاج الافضل ..... يارساكوزي
-
ابو علي الشيباني هل هو نستر داموس.. العصر الحديث؟
-
البطاقة التموينية اخر مكتسبات الشعب الاشتراكية
المزيد.....
-
إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط
...
-
إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
-
حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا
...
-
جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
-
الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم
...
-
اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا
...
-
الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي
...
-
مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن
...
-
إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|