أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عماد البابلي - الطوطمية الرائعة وأشياء أخرى بغيضة .. إله البراغيث !!














المزيد.....

الطوطمية الرائعة وأشياء أخرى بغيضة .. إله البراغيث !!


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2767 - 2009 / 9 / 12 - 20:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


(( لا تجئ إلى الأرض كمستأجر ولكن كما لو كان العالم ملك أبيك .. ))
ناظم حكمت
الطوطمية .. واحدة من أقدم أشكال الديانات التي عرفها الجنس البشري في بدايات ظهوره على هذه الكوكب البائس ، أول ما استخدمه ( جون لانج ) في عام 1791، السمة الرئيسية للطوطمية هي الرابط المشترك بين مجموعة من البشر ونوع محدد من الحيوانات أو النباتات ، أي التأكيد على الهوية المشتركة بين القبيلة وبين السلف الحيواني القادمة منها هذه القبيلة .. وبعد تداولها تطورت إلى مفهوم أنثروبولوجي صارت تستعمل بمعنى كائنات تحترمها بعض القبائل البدائية ، ويعتقد كل فرد من أفراد القبيلة بعلاقة نسب بينه وبين ما يسميه طوطمه !! اتخذ الطوطم طابعا ثيوسسيلوجي ( ديني- اجتماعي )، حيث يحظى بتقديس مطلق: لا يمس، لا يقتل، لا يؤكل، ويدفن وفق طقوس ..نجد الطوطمية الآن في بعض قبائل الهنود الحمر وبعض قبائل استراليا.. توجد العديد من الأدلة التاريخيــــــــة التي تثبت لنا علاقة العرب بمعتقد الطوطم ، فالآلهة التي كان يعبدها العرب تجسمت بأشكال حيوانات ، فهناك يعوق يشبه الفرس ، ويغوث الذي يشبه الأســــــد ، و نسرا الذي يتجسم بشكل نسرب حربي ، وشجرة ذات أنواط ، وهي شجرة كانت لدى قريش قرب مكة وذكر ها المؤرخ ياقوت الحموي في معجمه : ( أن العرب تأتيها كل سنة فيعلقون عليها أسلحتهم ويذبحون عندها ويعتكفون عندها يوما.. ) .. كما وتسمت أشهر القبائل العربية في العصور التي سبقت ظهور الإســـــــلام بأسماء حيوانات ونباتات وهذا دليل واضح على علاقة الطوطمية مع تلك القبائل ، فمثلا : بنو أسد، بنو جعدة، بنو ضب، بنو فهد، ضبعة، بنو كلب، أعنزة، بنو جحش، بنو جراد ، بنو الحارث ( الأسد ) .. الخ ، ويؤكد المستشرقون أن العرب مارســــــــــــوا طقوس دفن الحيوانات ، حيث أن قبيلة بني الحارث إذا وجدت غزالا ميتا كفنته ودفنته وحزنت عليه ستة أيام..
وهكذا تؤكد لنا الطوطمية على التناغم مع الطبيعة وصولا لتنظيم تلك المجموعات البشرية الأولى التي عاشت في استقرار نسبي أفضل بكثير من حالة الاستقرار التي تدّعيها حضارة اليوم ، الطوطمية نمط من المعتقدات سيطر على النظام المشاعي الأول لكن تطور الوعي البشري جعلها لا تسايير الأنماط الزراعية الحديثة التي بها ترك البشر الصيد ولجأ للزراعة ، أي مع اختراع الزراعة كان لابد من اختراع نمط من المعتقدات الجديد وهكذا ولدت الآلهة التي تسيطر على الوجود فبدلا من عبادة النهر نفسه عبد البشر الأوائل قوة تسكن في داخل النهر تنظمه !! ومع توالي الحقب اتخذت تلك الآلهة أو القوى سلوكيات أكثر تعقيدا مع تطور العقل البشري ، واستمر الحال حتى جاء العهد الذي توحدت فيه تلك الآلهة على يد شخصية بشرية غامضة ذكرت في مواضع متفرقة من الكتب المقدسة باسم ( أبرام ) أو ( إبراهيم ) ، بحث إبراهيم على قوة كونية اكبر اعتبرها كقوة تحكم لهذا الوجود ، قوة وحيدة لا تحتمل التعدد ، مات إبراهيم وجاء أولاده من إسحاق ليؤسسوا الكهنوت الخاص بآله إبراهيم المجهول ! خرج بعد سنين بفورما جديدة رب ينطبق عليه المثل العراقي الدارج ( كلب أبن كلب )، هذا الرب الجديد كان سلطان السلاطين وملك الملوك رب النخبة ورب الخاصة من البشر ، تاجر خراف بشر في أغلب وقته .. بعد نبي القصب ( موسى ) جاء يسوع محملا لنا بنسخة جديدة ، بصراحة هي الأروع من بين كل الفورمات ، كان اله رومانسي محبا للسلام ، موسيقيا ورساما في غالب وقته !! لكن دوائر الأكليروس شوهت الرب اليسوعي وحولته لرب غريب الأطوار يعاني من عقده تشبه في كثير من الأحيان عقدة هاملت ! بقى هاملت المعقد المنفي في حجرة صغيرة في الفاتيكان حتى جاء عصر التنوير حين أعلن غاليلو وكوبرنيكوس ( عليهما السلام ) كروية الأرض وأنها ليست مركز الكون .. بعد يسوع دخل النبي محمد في سوق تنافس الآلهة !! وجاء برباً لا يعرف من الدنيا إلا رائحة الأباعر يربض على الهلال يستمني بمجلة ( Playboy ) !! الله العربي هاو رؤوس مقطوعة يعلقها في متحفه الخاص ويفاخر بها باقي الآلهة في قصر الأولمب الشهير ، حتى كالي الهندية التي اشتهرت بافتراس أولادها ارحم منه !!
من ما سبق نستخرج معادلة بسيطة : الرب = الاشتقاق السلوكي لمجموعة من البشر
فأين هو الله ؟؟؟؟؟
الطوطمية كانت رائعة على الرغم من بربريتها ، بحيث اتمنى لوكان سلفنا بجعة جميلة ولا تلك الألهة .. هل تتفقون معي ؟؟؟؟
أختتم مقالتي بمثل ألماني ما نصه ( إذا نمت مع الكلاب فسوف تستيقظ مع البراغيث )
اترك الكيبورد الأن لأن احدى البرغوثات تناديني
شكرا لكم



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحي بأربعة أبعاد .. المشهد الأول
- بغض الجنس البشري ( كوكب الذباب ) .. توليستوي يقدم الأدلة
- ديانة الويكا .. ثم مقاربة رائعة مع فلسفة بن عربي والديانة ال ...
- الثيوقراطية العاجزة .. تقييم لحكومة الكهنة
- حوار مع سيدة تعشق الملائكة !! .. قصائد
- حيوانات وبشر و.. أشباه بشر !! .. رسالة في الأنثروبولجيا
- مفهوم ال Gender .. الهورمونات الأنثوية التي صرخت : لا !!!
- رئيس الملائكة ميخائيل يتحدث ؟؟ .. حكاية مزرعة القطط !!
- فرجينيا وولف .. تفاصيل جنسية وتحليل نفسي
- أوراق حب ل ( غايا ) .. قصائد
- ما لم يذكره سلمان رشدي في روايته .. المقال الأبيض !!!
- ما لم يذكره سلمان رشدي في روايته .. الأيات الرحمانية !!!
- الجنس في الجنة .. رؤية أنجيلية
- زواج سعيد على طريقة ماركس .. ما بعد ذئاب التخمة وعناكب الأني ...
- مختارات ضوئية من ماقاله القصيمي !! شاي الساعة الخامسة الرائع
- البخاري والكليني .. حكايات عن الدمى التي صنعت من القش
- من تقويم العار الشرقي .. حين تبيع أم أبنتها !!
- العلاقة بين أردوغان والثعلب ريكس !!!!
- حابل ونابل المجتمع العربي .. صوفيا المريخ تصبح مربية أجيال ! ...
- ( شيلان ) قصائد لأميرة كردية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عماد البابلي - الطوطمية الرائعة وأشياء أخرى بغيضة .. إله البراغيث !!