أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمان حلاّوي - الملامح الحقيقية للفكر الديني















المزيد.....

الملامح الحقيقية للفكر الديني


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 23:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظهر الدين كضرورة إيديولوجية لأغناء حقبة الإقطاع واستجابة لحاجتها لاستعباد الإنسان وشرعنه الرق ..
والرق ظاهرة جاءت حتمية مع اكتشاف الزراعة وبداية استغلال الأرض لإخراج متطلبات الحياة والبقاء من المحاصيل، وكان لابد من وجود أيدي عاملة تقوم بهذا المجهود.
وبتوسع أساليب الزراعة والري وما يتضمنها من حراثة وقلب الأرض ونقل الماء فكان لابد من توفر أيدي عاملة كثيرة تم جمعها عن طريق استغلال أسرى الحروب والمداهمات والاختطاف . وبما أن الأسير والمختطف لا حقوق له كونه داخل قبيلة ثانية لا ينتمي لها بمفهوم الدم السائد أو الانتماء ألسلالي فتحول إلى كائن معلق بين الإنسان والحيوان المدجّن لذا نرى أن الزنوج المخطوفين من افريقيا والذين استعبدهم واستغلهم العباسيون في كسح السباخ واستصلاح الأراضي في القرن التاسع الميلادي كانوا ينامون في زرائب الحيوانات ولا يسمح لهم بالتزاوج الكيفي ويأكلون ما تتناوله الحيوانات بل وصل بهم التعسف بأن لا يسمحوا لهم بالتكلم كالإنسان !!. إذن فالعبد بمفهوم القبيلة البدائية هو كائن حيواني تم تدجينه ليقوم مقام الحيوانات مثل جر النير للحراثة بدل الثور أو إدارة النواعير لرفع الماء من الأنهر المنخفضة بدل الأحصنة والبغال .
وبما إن النص الديني هو نص الأسياد صمم وتمت صياغته لخدمة مصالح السلطة المتمثلة بالأب / الإله الغائب صاحب السطوة التي يمارسها أبناؤه, لذا من الطبيعي أن يكون متضمنا" شرعية الرق ولا جدال على كونه صوت الرب / الغائب العلوي الذي لا يمكنك أن تطاله ، حتى أضحى الرق سمة من سمات المجتمعات المتمدنة توا" من أصلها البدوي كالمجتمع الإسلامي الذي رآى أن الرق جاء منسجما لتطلعاته في المرحلة الجديدة ما بعد البداوة وهو بالتأكيد الاستقرار بعد الفتوحات ، واستغلال الأرض المفتوحة الممتدة شمالا" لتشمل العراق وبلاد الشام وشمال أفريقيا تلك الأراضي الخصبة التي لم يعرف مثلها ابن الصحراء , وكما في الآيات :

• وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا. (سورة النور / آية 33)
• ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنّ ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم ...( سورة البقرة / آية 221 )
• واعلموا أنـّما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ...( سورة الأنفال / آية 41 )

لذا فأن الدين صنيع وقته وظرفه ولابد من إيقافه في زمانه وعدم التطاول على الأزمنة التي بعده والتي حكمتها إيديولوجيات تلائم حاجاتها وتخدم مصالحها حين تحررت فيها البرجوازية الصناعية من رحم الإقطاع نفسه كطبقة ثورية وقتها ، ولتشيخ وتفقد ثوريتها باستغلال الشغيلة وسرقة جهدهم ( كما شرح ذلك بالتفصيل كارل ماركس في فائض القيمة وساعات العمل المسروقة من جهد العامل التي لا أجور عليها بل تذهب إلى جيب المستثمر وصاحب العمل الجشع) لتولد طبقة جديدة أكثر ثورية هي الطبقة العاملة ومن رحم البرجوازية نفسها ..الخ . إذن فلكل زمان طبقته الثورية التي تطالب مستغليها بالانتهاء فقد ولى زمنكم وأفكاركم وإيديولوجيتكم منتهية المفعول ..
لذا فأن الدين ظهر كايدولوجيا لحقبة الإقطاع والأرض . ولا يمكن للنص الديني الاستمرار في كل زمان ومكان .

**********
وخلاصة القول أن في زمن لم يكن فيه العقل البشري قد توصل إلى إدراك الكون المحيط ودواخل الإنسان نفسه , استغل المستغل النص الديني وصاغه لمليء هذا الفراغ ووصفه بالغضب الإلهي بسبب عدم إطاعة المستضعفين لسيدهم (الزعلان !!) عليهم , وانتهت هذه الحقبة من عدم الإدراك والغموض ، و لم يبق هناك حوار للأديان مع بعض أو مع العلمانية في نهجها العلمي الحضاري لان الأديان أساسا" قد ولى زمنها وانطوى مع حقبتها الغابرة التي اندرست وجاءت بعدها حقب وحقب تحمل مفاهيم اندرست هي الأخرى . وهكذا تعلمنا المادية التاريخية أن لا رجعة للزمن إلى الوراء أبدا" فأحداثي الزمن يسير نحو الأمام ولا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ( كما في فانتازيا جول فيرن الممتعة في آلة الزمن ) ، وليصمت أولياء الدين وليغطوا وجههم خجلا" أمام تقدم العالم والحضارة ونهوض التكنولوجيا التي سبرت أعماق الكون بمركباتها الفضائية وحولت العالم الشاسع إلى قرية صغيرة بتقنية الاتصالات عالية الدقة ، وتقارب الشعوب في منظماتها الإنسانية في معالجة وإنقاذ أي إنسان بحاجة إلى إنقاذ ولو كان في أقاصي الأرض كالصليب الأحمر وأطباء بلا حدود واليونيسيف والفاو والعفو الدولي وحقوق الإنسان وحقوق المرأة..الخ .
أذن أين هي الأديان من هذا كله ؟!
كفى سكوتا" ومداهنة . أقولها وعلى كل منبر أن لا ضرورة للأديان بعد , إنها عبء ثقيل وخطير ومحرض للإرهاب والشرور ويجب أن نزيلها من حياتنا ومن دساتيرنا ..
فقد تحول الدين إلى مؤسسة إرهابية لأنه بأيديولوجيته الدوغمائية الجامدة لايستطيع أن يتفاهم ويتواصل مع رحلة الإنسانية المتطورة قدما" إلى الأمام.وأقصد بذلك الدين الإسلامي حيث أن الأديان الأخرى قد انحسرت وخصوصا المسيحية بعد الثورة الصناعية وتقويض الكنيسة إضافة إلى ثورات التمرد داخل الكنيسة والتي قادها مارتن لوثر وغيرة وأصبحت الكنيسة حاليا موقعا" للنزهة أيام الآحاد لا تتدخل في الشأن الحضاري الثقافي والنهج العلمي التكنولوجي والبحث المعرفي التجريبي لكل مناحي الحياة . أما الدين اليهودي فهو أساسا دين مغلق سري لا ينح نحو التوسع والتبشير وانتهى داخل المعابد المغلقة ( وأتكلم هنا عن الدين اليهودي وليس الصهيونية العالمية ) وبقي الدين الإسلامي على قارعة الطريق ينبح وينازع نافقا" فلم ينحسر كما المسيحية كون سلطة الخليفة والحاكم الشرقي الثيوقراطي الحالي يحمل السلطتين الدينية والدنيوية لا كما المسيحية والتي يحملها البابا أما الدنيوية فهي للملك وبما إن الملك يملك القوة العسكرية والرجال لذا كان سحق الكنيسة سهلا" حين تصدت لسلطة الملك .
وبما إن الفكر الإسلامي قد يبس ولا يمكنه مجاراة التقدم الحضاري الهائل والمتسارع ، وان نصوص الكتاب الإسلامي مشبعة بالوعيد وإباحة دم من لايطيع أولياء الدين وأوصيائهم على الأرض بكل ممارساتهم (من قمع للمرأة وحجبها عن الحياة والتعلم ،والعيش على ذكرى أولياء ماتوا قبل ألف ونيف سنة والبكاء عليهم وتلطيخ الحياة سوادا" ورفع كل أساليب الحضارة عن متناول الناس ).
لذا كان إباحة دم الحضارة والتمدن ضرورة دينية وتشريعا" تؤيده نصوص القرآن من أول الغلاف إلى آخره ( ولا يمكنني كتابة نصوص القرآن المتعلقة بالموضوع في هذه المقالة كون القرآن بمجمله جاء تهديدا ووعيد لمن يفتح فمه ويناقش ما يقول الرب من فانتازيا لاعقلانية ).
وبذا أعطى الفكر الديني الصلاحية لجهلاء القوم و متطرفيه في استغلال نصوصه شرعا" في القيام بأعمالهم وكما نسمع عن بشاعتها والتي دلتنا بكل وضوح إلى أن أيام الفكر الإسلامي المتردي والأديان بالعموم إلى الزوال
جمان حلاّوي/ أميركا



#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنيوية الذهنية والسلوك البشري
- ممارسة الطقوس .. عبادة , أم تراكم مازوخي ؟
- ماهيّة ما يسمى بالثقافة الأسلامية
- أيقونات الانحطاط
- ليس هناك مفهوم حياتي لديهم غير الكذب والدعارة
- حوار الأديان أم تعريتها وتقويضها
- أزمة المثقف العربي مع ما يسمى بالمقدس
- المرأة في النص الإلهي
- الدين الإلهي أم العلمانية هي النور المبين والحصن المتين ( رد ...
- العمّ الأكبر والمجتمع اللامنطقي
- الثقافة والصرح الثقافي ، وعاصمة الثقافة !
- دروس في العلمانية 3 : (التحليل المادي للفكر الديني )
- دروس في العلمانية 2 (الايدولوجيا الدينية والصراع الطبقي)
- دروس في العلمانية
- البصرة وغزّة
- الدين الإلهي أم العلمانية هي النور المبين والحصن المتين
- في ذكرى سقوط الهمجية وولادة الحوار المتمدن
- تأبين روزخون
- ماهيّة ( الثقافة الإسلامية )
- فتوى اللحيدان


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمان حلاّوي - الملامح الحقيقية للفكر الديني