أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد بوزكَو - ممحاة لمحو الجهل بمحو الأمية














المزيد.....

ممحاة لمحو الجهل بمحو الأمية


محمد بوزكَو

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 08:54
المحور: كتابات ساخرة
    


ثامن شتنبر يوم عالمي لمحو الأمية... اعتمدته اليونسكو يوما لِجبد أذنين الدول التي تمحو الحق في التعلم أو على الأقل تعرقله... ومحو الأمية يقتضي التعريف بالأمية أولا قبل السؤال عن الممحاة... فالأمية ليست سوى مصطلح يعني عدم القدرة على القراءة والكتابة... أما الممحاة فلن تكون غير القراءة والكتابة... ومحو الأميّة هي في الأخير سياسة تجعل من التعليم حق للجميع، بل وعامل ضروري للقضاء على الفقر، وخفض معدل وفيّات الأطفال، والحدّ من النمو السكاني، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وضمان التنمية المستدامة والسلام والديموقراطية... كلها كلمات ليست لي وإنما جمل أتت من فم اليونسكو علها تصل لفم السماء... ولكن دائما ما تبقى الأعمال بالنيات...
والمغرب، كذلك، يضرب على نفس البندير ولكن بدقات مختلفة وترانيم نشاز لإيقاع الوطن والشعب، يعزف أنشودة الانسلاخ بكلمات تدعي المحو... نعم لدينا سياسة تطيب على نار هادئة من أجل محوٍ جاهلٍ لأمية مفترضة لشعب ظل حبيس كلماته وثقافته ولغته، وخارج الزنزانة تنتعش ثقافة ولغة أخرى، تَتَبَوْرَدُ علينا… تنمو بالدعاء، تتوطد بالصلاة، تكبر بالترهيب والترغيب، تتسلح بالأضرحة لتتجذر بالمحو… محو الأمية العربية طبعا ... فلنقلها صراحة أن محو الأمية يعني جبر الإنسان الأمازيغي على تعليم العربية ومحو هويته ولغته هو... ولنقلها صراحة أيضا، أن الشعب المغربي في غالبيته العظمى أمي... يجهل كتابة وقراءة لغة هذه الأرض، أرض الأمازيغ... فلماذا لا تسن الدولة سياسة أبدية، وليس مجرد يوم واحد، لإعادة الاعتبار لهذا الشعب الذي يعاني السكيزوفرينية.. يتكلم لغة ويكتب ويقرأ بلغة أخرى.. ليبقى السؤال حول ما الذي يجب محوه، وما الذي يجب تعليمه ؟... فاليونسكو حينما تدعو لتحقيق المساواة بين الجنسين، وضمان التنمية المستدامة والسلام والديموقراطية، إنما تتحدث عن لغة الأرض.. لغة الأم... لغة الوطن الحقيقية... فأية تنمية لبلاد تتكل على لغة بالتبني ولغته الأصل تتآكل في صمت على الهامش...
اليونسكو تريد أن تجعل من محو الأمية طريقا للتعليم... وعندنا يريدون أن يجعلوا منه محوا لمحو الأمية أي تكريسا لهاته الأمية عبر جهل الذات وتعليم الوارد من اللغات... في حين أن المغرب في حاجة لمحو الجهل بالذات، واستعمال الممحاة للأسطر المكتوبة بقلم الرصاص على حين غفلة من التاريخ... فالشعب قد ينام، وقد يغفو من شدة السهر لما أصابه من ضرر... لكن التاريخ يهوى السمر ولا ينبطح لحر الجمر، ولا لتزوير الأصل... يتماها مع ضوء القمر وحر الشمس للكشف عن حقيقة الأرض الوطن...
المهم، محو الأمية موجهة أصلا لتوطيد التعريب وتقريبه للمواطن، فلم تقنعهم ما تم تحقيقه في هذا المجال عبر المدرسة العمومية والخاصة، وعبر التلفزة و الإدارة ووووو... أرادوا بهذا المحو/ الإلغاء الوصول إلى ابعد كائن ولو استدعى ذلك دخول الجحور بالسبورة والتباشير ورزمة حروف الأبجدية وعصا "للهاكم"... فالتعليم عندنا يقترن حتما بالعصا فما بالك بالمحو...

بلا عقــــــد...
نحتاج ليوم عالمي لمحو التزييف...
ومحو الجهل بالذات...
وبالذات، تعليم لغة الأرض..
وبعدئذ، ستنمحي الأمية حتما...
وبدون ممحاة...



#محمد_بوزكَو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيْ اِتْشْ وانْ إن وانْ... و الدَمْعُون
- طير يا حْمامْ
- اللغة والبكاء...والإنصاف
- انتخابات.. ولا أصوات
- الكذب على الذات
- الرقص على لغتين
- تعريب السحور ..
- أَيور وشهر أيار... وباسل.
- أكوام عظم في الأرض.. واِثْري* في السماء
- ختان المرأة بالمركب الثقافي بمناسبة عيد المرأة
- أني كتبتُكِ وقرأتُكِ غدا...
- الرابطة المنحلة... فكريا
- تلفزتنا... قد نشاهدك لكننا لا نراك
- ماذا لو ذبح ابراهيم اسماعيل...
- التعريب...التغريب
- المغرب وطن لنا أم موطن لنا؟
- متاهة


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد بوزكَو - ممحاة لمحو الجهل بمحو الأمية