صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 22:33
المحور:
الادب والفن
"معارضون، غاضبون، ثوّار-/ صابون أحمر/ في كيس ضخم من الصابون الأبيض./ صابون عائلة واحدة/ في دكان واحد./ بعضه يصير، في الأعجوبة، سجنا/ بعضه يصير سجّانا
"وماذا تقدر مدينة أن تكتب،/ فيما يكون فعلها تحت الورق،/ و اسمها خارج الحبر؟...
" ولماذا لا يزال الشعر حليفا للموج؟"
أدونيس
أنصار الرّماد
في مدينتي
عقلانيون
يناطحون السحاب
بعلكة ببغاء
في مدينتي
لبراليون
يدرّبون الكلاب
علي حبّ الاعداء
في مدينتي
وطنيون
يَحمرّون ويَبيضّون و يَصفرّون...
بالسّوط و بصعقة الكهرباء
في مدينتي
يساريون
ورديون- بنفسجيون
في مدينتي
عصاميون
لا عصابة ولا أحزاب
ولا أكواب تقطر من السماء
في مدينتي
وطنيون طيبون و متزهدون
يعبدون الاحمر بلا ابيض
أو الابيض بلا احمر
الاحمر علي الشفاه و الابيض علي القتلى
وآخرون
يعشقون الازرق بلا احمر
او الاحمر بلا ازرق
مع بعض البياض
أزرقهم تبعيد للبنفسجي عن الاحمر أو
تمييع للبنفسجي بالابيض أو
تحميض
في مدينتي
يسار حكومي
يُعِدّ الرقاب الى الولاء
في مدينتي
تُغبَّرُ الالوان كقيئ الجوف
في مدينتي
لوجه الامّ لون
الخبز في المدخنة
الملح و الماء
وقود السراب
في مدينتي
لوجه الام لون
كلون الاقدام اذ تدمى
كلون الرغام في مجري الشهداء
كلون الخز في الامعاء
كلون الصّديد في المفاصل
كلون الريح في بطون من يمصّون عيون الناس وان كانت بلا الدّماء
في مدينتي
وطنيون لا حق لهم حتي في بولهم
في مدينتي
كل الالوان رماد
في مدينتي
يبدّدون حتى الرماد
صلاح الداودي،
أحدهم، أيا كان، كائنا من يكون
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟