سُلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 08:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد يوم الأربعاء الدامي، كنت أشاهد فلم يوم الحادي عشر من سبتمبر، وأتيقن أن جريمة ذلك اليوم جريمة بحق الإنسانية، لا تختلف عن كل الجرائم التي تم ارتكابها خلال التاريخ البشري، مثلما هو يوم الأربعاء الدامي، في عراقنا المبتلى بالدماء والقتل والضياع. لهذا حاولت أن أقارن بين اليومين، لكي أتوصل إلى ما هو مشترك بينهما .
فقد امتلأت روحي حزناً، وأنا أرى الضحايا الأبرياء، يتساقطون قتلى بدون ذنب ارتكبوه. ربما لا يعرف أحد منهم ذلك الذي قاد الطائرة، ليفجر مركز التجارة العالمي، وربما لا يعرف أن هناك بشراً يعملون من أجل أن يذهب أطفالهم إلى المدرسة، أو أن هناك من يعمل من أجل أن يرتبط بمن يحب، أو من يعمل من أجل أن يرى العالم واحة خضراء للحب والحنان، يسافر إلى مدن أخرى، وبلاد أخرى ويتعلم أكثر من لغة. وربما هناك من عقدت الآمال من أجل أن تهيئ بيتاً من الورد والحب لفتى أحلامها، أو تفكر في أن تتناول، في ذلك اليوم، طعام الغداء مع منْ تحب، وربما وربما ......... وربما كان منْ قــُتل في يوم الأربعاء الدامي يحمل عريضة موافقة تعينيه لكي يعيل أفراد عائلته، أو ربما كان شاباً طموحاً يرغب في أن يتواصل مع هدفه في الحياة، يفيد وطنه ويفيد نفسه، ولربما امرأة تجاوزت الخمسين من عمرها وهي أمية، ولا تعرف غير أن تقوم بعمل التنظيف. غير أن أكثر ما يثير حزني امرأة تحمل موافقة لعلاج ابنها في مستشفى خارج الوطن.
كل هذا التشابه بين يومي الأربعاء والحادي عشر من سبتمبر وارد، لكن التشابه الحقيقي، يكمن في أن الفاعل هو، في الجوهر، نفسه، والمدرب هو نفسه، والممول هو نفسه، والاختلاف هو بين أبرياء من الشعب الأمريكي، ووقود حرب من الشعب العراقي والاختلاف الثاني بين من يقود طائرة بعلمهم، ومن يقود سيارة بعلمهم ومعرفتهم، الفاعل واحد والضحية واحدة، الفاعل واحد والضحايا مئات الأبرياء.
#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟