أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء الرغيوي - العيد














المزيد.....

العيد


فاطمة الزهراء الرغيوي

الحوار المتمدن-العدد: 2765 - 2009 / 9 / 10 - 21:23
المحور: الادب والفن
    



"إليها في ذكرى غيابها"

فكرت أن لا بأس بدقيقة نوم أخرى. تركت الغطاء يغلف جسدي في حشمة. لم أخاف التعرى دون قصد ليلا؟. لاعبت النعاس على جانبي الأيسر. القِبلة لا تهمني الآن. ليس مهما إن مت وأنا نائمة وكنت غير مقبلة ولست على جانبي الأيمن. ناحية اليسار كان الحائط الذي لونته بأحلام وكتابات غير منتهية. تسلل الضوء عبر رموشي. أزعجتني فكرة يوم جديد، ماذا أفعل به؟.. لم أهتم بالنهوض إذا وأغسل وجهي وأمسح عرق حلم غير منته وأخبأ عريي تحت ثياب ملونة وصيفية؟
انتبهت إلى صوت الآخرين الذين يتحركون في البيت. يحاولون إضفاء العادة على اليوم الجديد. رائحة القهوة تتسلل إلي. أبعد عني الغطاء وأنهض. يبدو أن لا مفر من الأشياء الروتينية. أتجاهل الوجه الذي يشبهني في المرآة. أُصمِتُ بوحه المزعج. لست راغبة الآن، اليوم، في ملاحظة وجه التطابق بيننا: هي وأنا.
- عيد ميلاد سعيد..
الوقت صيف، مرة أخرى.. الطقس حار. اليوم أمتلك الوقت لآخذ حماما باردا. أدفع بجسدي تحت صبيب الماء، أدعي أنني غير منتبهة للماء المملح الذي ينسكب من مآقيّ. يختلط الماء بالماء ليغلفني بضباب هلامي يغطي شكلي في المرآة.. أفرح قليلا لأنني لا أتعرف عليّ فيها.
لا حاجة بي إلى الأكل اليوم. الفراغ الذي يملأني لا يفسح مجالا لامتلاءٍ ما. أكتب على ورقة، أقطعها ثم أرميها مباشرة: ما الجدوى من الولادة ثم الموت؟
أمشي مصطنعة هدوءا مفتعلا، باحثة عن تعب ينسيني نفسي. الشارع ليس مؤثثا بي، هو مستسلم لخطوات العابرين.. أنا الغريبة اليوم. المسكونة بالخوف وبالفقد. ما معنى أن يكون لوجودي ضرورة بعد ؟
أخبأ نفسي خلف النظارات السوداء. ألتف جهة اليسار، ثم يسارا، ثم يسارا.. أدور حول المكان الخالي إلا منكِ. أؤجل قدر ما استطعت لقاءا بالحجارة المعمدة بطهرك. المدينة تستسلم لروتينها اليومي، ضجيج السيارات وساكنيها، لعب الأطفال في مفترق الطرق وانبعاث النبات في الحجارة المتراصة للرصيف. أخبأني عنكِ. كان حريا بي أن أنام لدقيقة أخرى. أن أنسى يومك هذا الأخير، الأول في الغياب.
نامت الحجارة، مطمئنة إليكِ. جهة اليمين، كان هناك الله الحكيم العالم لم اصطفاك إليه. جهة اليسار، كنتُ، اليائسة، الخائفة، المتوحشة دونك.
لملمت عنك أوراق النعناع اليابسة وسقيت جذورها المتشبعة بك.. كم هي محظوظة بقربك!
أخفي عنك ألمي.. مازلت كما عرفتني، مبتسمة. ومازال شعري يلاعب الريح. ويدي مازالت تخط الكلمات جهة القلب.
- إنك تشبهينها أكثر فأكثر..
قالت المرآة بدون ابتسامة: كانت تحاول وضع تطابق لوجهينا وقد كان الضباب قد انقشع عنها وكنت قد تخليت عن النظارات السوداء.
بدا النوم خيارا صائبا إذ اصطف النهار في خانة الأمس. تفاديت الوجوه المهنئة بالعيد وجلبت الغطاء فوقي.. كان الحائط مغطى بأحلامي غير المنتهية، تجاهلتها ووضعت رسما جديدا: شكلا يشبهنا نحن الاثنتين.

فاطمة الزهراء الرغيوي
تطوان- المغرب



#فاطمة_الزهراء_الرغيوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة الفراغ.. رسائل بين فاصلتيّ السماء والحرب
- حب أيسر
- لم يعد ساعي البريد يضحك
- جلباب للجميع
- حالة سقوط
- متاهة العشق (أو أنت وأنا.. وأنت)
- الثامن من مارس.. وأشياء أخرى
- مرآة لجسد يحتضر
- مد وجزر


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء الرغيوي - العيد