أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - سعيد جبار فرحان ..مفردة بكر تشذب التفاصيل.














المزيد.....

سعيد جبار فرحان ..مفردة بكر تشذب التفاصيل.


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 841 - 2004 / 5 / 22 - 08:46
المحور: الادب والفن
    


اللوحة لدى الكاتب والفنان التشكيلي العراقي سعيد فرحان ، قراءة لمخيلة تبسط إشاراتها ورموزها ومفرداتها ، فهو ينغمس بقياماته ، بإشارات تكثف المرئي ، و بكتابات ورموز تتعاطف مع مفردتها البكر.

المفردة التي تشذب التفاصيل وتبسط الأشكال وتختزل الدلالات .

انه عالم بصري خاص يدوّن الطفولة و استرجاعاتها نحو عوالم لا تتخفى وراء تورية ، بل تتلمس الأشياء وتقيس جدواها ببصيرة الحواس وصفاء المخيلة ، وبيان اكتشافها االمبكر .
لذلك كثيرا مايوظف الفنان وبإخلاص ، عفوية الطفل ، حيث تنشد بهجتها على قماش اللوحة المندهش باستسلام لكرنفالية البراءة وهي منشغلة بتسجيل أطيافها في بياضه .

الفنان سعيد فرحان ينحاز بوعي لطفولته من خلال بث ملامحها الغضة بالرموز والشخبطات ، ورسم شكل الحروف ومدلولاتها ، و ربما جاء هذا الانحياز كتناص ينسحب من تضاد صارخ بين خلفية تاريخية وحضارية تنحسر بعتمة الخراب وبين حاضر اغترابي يتعثر في تثبيت هويته في وعي وكيان هذا الكائن المنكفيء لدواوين وقصص تفتحه الغضّ .
لذلك كثيرا ماتولّد أعماله في المتلقي حنينا إلى الطباشير وتفتته على سبورة الدرس مانحا سطحها تضادا يتناغم مع عوالم التشكيل ، وصياغة الوعي الأول بالمادة وتأثيرها .

العمل لديه ترنيمة لعبث ندي يرسم أفكار طائر يغرد نشيده المدرسي .

سعيد غير معني بقوانين صناعة اللوحة أو كيمياء اللون وتدرجاته ، فهو معني بالمكوث في قارعة الأشياء التي تنادي صخبه الوديع ورهافة خطوطه العزلاء إلا من سحرها وتلقائيتها ، وهي تتشظى بخصوبة الرمز ، وتتناغم مع الشكل المجرد الذي ستؤول اليه ، مستوعبة أسرار المادة وجدل المعنى . إنه يقود تحريضا على حيز العمل الفني وايحاءاته ليطلق حكمة الإشارة ودلالة الخطوط وفوضاها ، معززا رؤيته للمشهد باعتباره تجريدا يستوعب التأويل والافتراض وتجلياتهما .

الخامة مفردة يومية ، يؤمّها سعيد ليرث مكنونها الفني . يبصر غناها و قيمتها وملامحها التي ستؤوّل في مخيلته ، فهويستجلي و بثراء ذهني تشكلها وهي تشارك إشاراته وخطوطه وعلاماته وأحباره وألوانه ، جغرافية العمل ومعطياته .
الخامة لدى سعيد فرحان غير متكلفة أومترفة بل هي مواد تصادفنا كل يوم ابتداء من قطع القماش المهملة إلى بقايا ورق الصحف الممزقة و العيدان أو الخيوط و المواد الصمغية المبذولة ، كلّ هذة الخامات يستنطق الفنان محسوساتها وهي تعيد بناء سطح العمل الفني ( اللوحة ) لتشكل ملمسها وتعيد قراءة الفضاء الذي سيوشم بكلّ تلك الإشارات والرموز جنبا إلى جنب مع الملمس الذي سيتيحه الورق المصنوع وتأثير الكولاج أو تقنية الكرافيك على سطح العمل .
المادة مكنون يعبر بنا مفردة اليومي إلى فضاءات وايحاءات تستنطق المشهد المصاغ عبر مناخات لونية مرنة ومختصرة تندرج بين الأبيض والأوكر والأصفر والأزرق أو الأخضر الندي ، كلّ هذه الألوان تشكل عناصر بهجة وصفاء عفويين وهي تتيح لسطح العمل على تشربها وتكثيف قيمتها الجمالية ، بينما تنفتح على مشروعه الطفولي في ختم عوالمه المذهلة الحساسية والبراءة لرصد رهافة العمل وقيمته المعرفية التحديثية .
اللوحة لدى سعيد أفق للتذكر واستدعاء لأزمنة تسري ضدّ فجاءة النضوب ، وعصيان لذيذ في سماوات النبع الأول ... اللوحة لدية مشاعة لتذكارات لونية تضيء ثنائيات منسجمة ومتوحدة بين الكائن وأسفاره .
إنه الحنين الذي يحمل خشبته فوق ظهره ، حنين إلى زمن لم يبق منه سوى كوة للتذكر ، يطلّ منها الفنان على ألف باء قيامته الأولى قبل أن يترك البلاد ، ويترك رائحة الفجر وملمس الجدران القديمة وعتبة البيت وضجيج الصبية وحميمية العائلة ، اللوحة لدى سعيد مفاضلة تتحق في نبوءة الخيال ودفء الانتماء .

الفنان العراقي سعيد فرحان والمقيم في سويسرا من مواليد بغداد ( 1955 ) ، درس الفن في بغداد وجنيف ولوزان وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في لوزان وجنيف والقاهرة ولندن وبيروت وبرلين . نشر العديد من القصص في الصحف والمجلات ومنذ منتصف السبعينيات ، وصدرت له مطبوعت وكتب في مجال القصة والكتابة .



#علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غصة السرد
- منير السعداوي ... قلق يرمم المعرفة ويعري الساكن
- خرائط مدبوغة بالذعر
- ناصر مؤنس.... توق يتخطى السائد
- حسن عبود الكائن عالم يؤرق المخيلة
- هامش الصورة
- زمن الوأد وجاهلية المرأة العورة
- تركي عبد الامير قراءة لقيم جمالية تتلمسها الرؤيا
- محمد مهر الدين دلالة الأغتراب وفاعليته
- محمد صبري أجندة لذهالة الوجوه
- حسني أبو المعالي ترنم يكسر حدة الأشكال
- جان دمو والصائغ حياة باسلة ... أم بسالة التزويق وتبييض السوا ...
- الحوار المتمدن ... قدسية المفردة ونصاعة البوح
- الى جان دمو في زمن الفجيعة
- أي زمن رديء هذا ...
- العهر الأخلاقي والثقافي 6
- العهر الأخلاقي والثقافي 5
- سلاما لسعدي يوسف وهو يستعير صوت العراق
- العراق الذي نريد
- العهر الأخلاقي والثقافي 4


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - سعيد جبار فرحان ..مفردة بكر تشذب التفاصيل.