|
حوار مع مؤسس الحريكة الشعرية في قضاء الزبير المبدع ثامر المالكي
سجاد سيد محسن
الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 19:51
المحور:
الادب والفن
حاوره / الشاعر والكاتب: سجاد سيد محسن -------------- شاعر تمرد وتمرد على الجروح حتى اتكئ عليها ... أتكئ على الجبال لكنه وجدها فخاً في عراق محدود ودنيا محددة وكلمات متهمه .. و تغاريد أعطى أهمية كبيرة لأشجار الزيتون حتى تهاطلت أعشاشه على وجنات الذئاب . افلاطون يعرّف الشاعر بأنه ذلك الكائن الأثيري ذو الجناحين المقدس الذي لا يمكن أن يبتكر قبل أن يلهم ... أما المالكي ثامر جعل من الزبير مدينة ألإلهام إذ ترتل فيها شياطين الشعر وتطهر أذنيها بعبارة البصرة بيها الزبير.... بيها النخل بيها الخير ... اطرب بيها حتى الطير احيا واموت عالبصره .... دمث الخلق.. تقطر من شفاهه عذوبة تنساب منا رائحة العراق .. بسمته أشراقة جوريه .. دموعه نشوة القصيدة يقطن في القصيدة.. يزمر للمزيفين فيخرجون بوجههم أولا من داخل المنصة حتى صار منقباً عن المزيفين وعن مستسهلي القضية الأدبية عيناه دائما تنطق هذه العبارة المشهورة لشينيه (( نحن نطيل الكلام عندما لا يكون لدينا ما نقوله)) وعبارة فولتير ((السر في كونك شخصاً مثيرا للملل، هو أنك تقول كل شي))كلما حلم بالقصيدة (غزاله) ومسكها وجدها أماً رؤوم وما أحلى النوم لو استطاع الإنسان أن يختار أحلامــه.... ... يسير مع الجميع بخطوة وحيدة كما يقول العملاق العراقي سعدي يوسف فحين أردت أن أحاوره وجدت قلمه السبابة وحبره الريق لأنه يقضم الوجع
..... امتطى صهوة الأوراق حتى أضحى فارساً للحداثة وتصدر أخر الصفحات قبل ان اجري الحوار معه وجدته يقول :(( على الرغم من شحت التغاريد إلا ان ازدحام الأقفاص ساعد في انتشارها (( ثامر المالكي اليوم في امتحان عمري .... س/ من صفات الشاعر الشيطنة , الذكاء , روعة الحدس , دقة الاقتناص وألاحساس المرهف صف لنا كل واحدة فيك وكيف تكون فيها ؟
ج/ هذه الصفات وغيرها يجب أن تكون في الشاعر لكي يصبح شاعر أما عن نفسي فالإنسان لا يصف نفسه اترك هذا الأمر لك وللمختصين بالأدب الشعبي ، أما من جملة الصفات التي ذكرتها في سؤالك الشيطنه هذه المفرده دخيلة على الشعر ابتدعها بعض المتشاعرين لأن الإبداع لا يبنى على هذا الأساس وكما يقال قديماً إن الشاعر إله مصغر وفي اعتقادي يجب أن يكون للشاعر الحقيقي وحي وليس شيطان ٠ س/ هل يستحق من يكتب الكلام المقفى والموزون أن يسمى شاعر ؟ والذي ينقل لكَ الصورة ألجزلة والعبارة الرصينة شاعر مبدع أم إن كل شاعر مبدع وإلا لا يستحق أن يسمى شاعر؟ ج/ هناك شاعر وهناك كاتب شعر وسأوضح كلامي بهذه اللوحة الشعرية : موكل بشر يكَدر يكتب اشعار و لا كلمن كتب يتسمى شاعر الشعر بحره غميج وكلش اجبير ومو كل بشر يكَدر بي يغامر يصح واحد تعلم كل الاوزان بس ياهو اليعلمه اعلى المشاعر الشاعر لو حجه تسجدله الاقلام ويخضعن من يشوفنه الدفاتر
س/ هل أنت مع حداثة الأسلوب أم مع حداثة التركيب أم لا توافق الاثنين بدون حداثة الصورة وطرحها ؟
ج/ كثير من الشعراء لا يعرفون ما معنى الحداثة فأغلبهم يأخذونها من حيث الشكل وليس المحتوى والشائع بين اغلب الشعراء إن جميع قصائد {المفتوح} هي حداثة وهذا خطأ كبير والحديث عن موضوع الحداثة يحتاج إلى بحث طويل والخلاصة إن الحداثة لا تبنى على شكل القصيدة وإنما على ما تحتويه القصيدة من صور ومفردات وأساليب ...الخ س/ من خلال اطلاعنا على ديوانك الأخير الموسوم أجمل القصائد للشاعر ثامر المالكي وجدناك تحث على الحداثة فهل لك أن تطلعنا على هذا المنجم الذي حفرته بأناملك على مدى عشر سنوات ؟
ج/ قبل البدء بالحديث عن الديوان أود أن أتقدم بالشكر للأخوة في مؤسسة (ن) الذين قاموا بجمع ونشر هذا الديوان أما عن الديوان فهو كلمات خطت بأشجانٍ بلون الطبيعة أهديتها إلى (( سر الوجود وبعد الإله المعبود)) مثلما أهديت ديواني البكر { بير الحزن} أما عن جوهر سؤالك فأنا انظر للشعر بعين من ثلاثة أجزاء جزء من الإيحاء وجزء من الواقع وجزء من المستقبل هذه الأجزاء لا تتحقق إلا بالحداثة والقصيدة المثقفة الواعية٠ س/ على الرغم من وجود عمالقة الشعر الشعبي في العراق ولكن القصيدة الحسينية تدنت جدا إلى مستوى هابط لا يتعدى الوزن والقافية والتأثير المباشر فما هو رأي ودور ثامر المالكي في ذلك؟
ج/ القصيدة الحسينية في سباق دائم مع الزمن متى ما عرف الشاعر زمنه عرف الإبداع في القصيدة الحسينية أما سبب التردي فيها فيعود إلى إن بعض الشعراء لا يكتبونها بخيال مبني على البعد الحسيني وإنما يأتون بالرواية ويضعون لها وزن وقافية ويسمونها قصيدة يجب أن تكون القصيدة الحسينية قصيدة واعية مبنية على المعاني السامية لرسالة ألطف الخالدة وكما تعلمون إني كتبت العديد من الخلود الحسيني ونزفت عدة قصائد كانت بمثابة دعوة للاهتمام بالقضية الحسينية كقصيدة الزيارة وقصيدة المسيح و من وجدان الروح الحسيني وغيرها س/الناس كتله من الحزن تتذمر من العالم الذي لا يكرس نفسه لإسعادها فهل تعالج الحزن بالحزن أم بمجابهة الحزن ؟ وكيف تشفي غليل الناس كشاعر؟ خصوصا وان الناس تعودت أن تقول هذه العبارة بصمت واضح ومفهوم (( من يُسمِعــك الكلام المعسول يطعـِمك بملعقة فارغة )) ؟
ج/ الشاعر هذا الكائن المسكين الذي يتنفس هموم الناس من حوله ويعالج قضاياهم ويشفي جراحهم لكنه لا يجد من يشفيه ومن يعالج له ما في داخله من نزيف شعري وإيحاء روحي إلا إن إرادة السماء قدرت سعادة الشاعر بحجم ما يعالج من قضايا مجتمعه وهناك نقطة حساسة كي يصل الشاعر إلى السعادة الشعرية السامية وهي أن يعطي الناس ما يعطيه له وحيه الشعري بصدق وإحساس بهذا الأمر يسعد جميع الناس . س/ أنت أسست أول جمعية للشعراء الشعبيين في قضاء الزبير ويقال إن ثامر المالكي شاعر لا يتعدى الثلاثين من عمره أنجب جيلاً شعرياً ؟ متى وكيف أسست هذا المشروع التاريخي ؟
ج/ الزبير مدينتي التي أنجبتني والتي كتبني الشعر فيها وجميع أهالي هذه المدينة يتنفسون شعر فلا بد من أن يكون لهم كيان رسمي يجمعهم وينميهم فأنا منذ ان عرفني الشعر وأنا أفكـّر في هذا المشروع حيث بدأت به في بداياتي الا ان السلطة الحاكمة في ذلك الوقت والظروف حالت دون تحقيقه وبعد أن أشرقت الشمس بعد نيسان 2003 تحركت على هذا المشروع فأسست الجمعية بمساعدة بعض الأخوة وأعلنت البيان التأسيسي لها في منتصف عام 2004 ، أما عن الجيل الذي ظهر في الزبير فانا فتحت قلبي لكل من كتب الشعر أو حاول أن يكتبه وأعطيتهم كل ما اعرفه عن الأدب الشعبي ولهذا الوقت وأنا الآن رئيس منتدى شعراء الزبير اعمل على هذا المنوال . س/ رأيناك تكتب جميع الأساليب الأدبية فهل مهمتك أصعب من باقي الشعراء؟
ج/ هناك شعراء يمتهنون الشعر فهؤلاء لا يحسون بالمعاناة وهناك شعراء يكتبون الشعر بجميع جوارحهم فتكون المهمة صعبة والأصعب بالنسبة لي هو إن هناك أساليب لا يفهمها غالبية الجمهور بل قسم من الشعراء أيضا فانا عملت على تربية الذائقة وهذه مهمة صعبة لأن تغيير الأذواق ليس بالأمر السهل فمهمتي صعبة من كلا الجانبين . س/ لماذا لا تضع منصة لتمثال ألسياب ؟ ولماذا أعطى ظهره لشط العرب بعد العناء الطويل والعشق؟
ج/ المنصة الحسية أعظم من المنصة المادية فانا وضعت لجميع المبدعين منصة ، أما السياب فلن يعطي ظهره لشط العرب بل وقف هذه الوقفة المقدسة كي يتلقى السهام بصدره لكي تدوم الحياة بمباركة الطبيعة .
س/ ما هو السؤال الذي يتمنى ثامر المالكي أن يطرح عليه وما هو الجواب الذي يجزي عن جميع جروح وألام المالكي ثامر؟
ج/ لماذا طُبقت عليك مقولة (( اتقِ شرَ من أحسنتَ اليه )) والجواب لأني عشقت الطبيعة بإرادة السماء مصيري مصير الشجرة المثمرة تُرمى بالأحجار لا لشيء انا لأنها مثمرة))
#سجاد_سيد_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قناة العراقية ... خلصت وصارت سوالف
-
الى سعد مشكور العبادي ومنه
المزيد.....
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
-
الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا
...
-
روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم
...
-
كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا
...
-
مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م
...
-
“نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma
...
-
مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
فنانة مصرية تصدم الجمهور بعد عمليات تجميل غيرت ملامحها
-
شاهد.. جولة في منزل شارلي شابلن في ذكرى وفاة عبقري السينما ا
...
-
منعها الاحتلال من السفر لليبيا.. فلسطينية تتوّج بجائزة صحفية
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|