|
رحمة ابن الإنسان وجرائم رجم الزانية والزاني- 2 من 3
رياض الحبيّب
الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 19:23
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
يأتي القسم الثاني من موضوع هذه المقالة (رحمة ابن الإنسان وجرائم رجم الزانية والزاني وجلدهما في الحديث والقرآن) في أعقاب صدور حكم قضائي يوم الإثنين 07.09.2009 على الصحافية السودانية لبنى الحسين بدفع غرامة قدرها 500 جنيه سوداني (209 $US) أو السجن مدة شهر واحد- بحسب القانون- في حال الإمتناع عن دفع الغرامة، على رغم مطالبة منظمة العفو الدولية الحكومة السودانية بإلغاء العقوبة وإلغاء القانون الذي حوكمت بموجبه. وقد فضّلت الصحافية السجن إزاء محاولة محاميتها إقناعها بدفع مبلغ الغرامة، لأنّ هدف الصحافية هو إلغاء البند المرقم 152 من قانون العقوبات السوداني، الصادر سنة 1991 والذي يقضي بعقوبة تصل الى 40 جلدة لكل من ارتكب فعلاً فاضحاً أو يخدش الحياء العام أو من ارتدى ملابس غير محتشمة، كالبنطلون (أي السروال) والذي بسببه تمّت إدانة اثنتي عشرة فتاة من رفيقاتها اللائي اعتقِلنَ معها- من ضمنهنّ مسيحيّات- وقد تلقّى عشر منهنّ عشر جلدات، بحسب مصادر صحافية عالمية، رويترز وفرانس برس وبي بي سي أمثلة. لذا آثرت الصحافية لبنى- التي تعمل اليوم ناشطة في حقوق الإنسان- رفع القضية إلى المحكمة الدستورية وهي العليا في السودان، لأنّ القضية لا تمسّها وحدها بل تمسّ حقوق سائر النساء في السودان والعالم الإسلامي. وفي الرابط أدنى حديث من لسانها وآخر من لسان محاميتها، بالإضافة إلى مشاهد من الإحتجاجات العامّة المؤيدة لموقف الصحافية الشجاعة لبنى الحسين: http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2009/09/090907_hh_sudan_lubna_tc2.shtml
وبالعودة إلى القسم الأول في هذه المقالة، لم ترق تعليقات المدافعين عن الدين المحمّدي في هامش الموضوع إلى إدانة رجم الفتاة الأزيدية {دعاء أسود} حتى الموت ولا إلى إدانة المجرمين في حقوق ضحايا “جرائم الشرف” من النساء العراقيّات ولا سيّما تلك التي ارتفعت نسبتها في إقليم كوردستان العراق. علماً أنّ الرجم -أو الجلد أو كليهما- لا يزال معمولاً به في بعض المناطق من العراق والسعودية والقسم الشمالي من السودان وإيران وحيثما استفحل الإسلام. وفي رأيي الذي قلت في إحدى المناسبات: إنّ الإسلام سياسي أنّى كان متمكناً ولا يمكن فصله عن السياسة في أي وقت منذ ظهوره. ولو استلم المتطرفون الإسلاميون الحكم في أيّة دولة فسيعملون بسنّة نبيّهم كما هي منذ 14 قَرناً، لأنهم يحاولون تقليده في كلّ شيء ما استطاعوا إلى التقليد سبيلاً والشواهد حاضرة وكثيرة. وندائي إلى الأحرار هو أن نمدّ أيدينا جميعاً في سبيل التصدّي لتعاليم الإسلام، لأنّه حجر عثرة وأداة قمع لجهود المحبة والسلام وحقوق الإنسان والتقدم، والسلاح الوحيد في رأيي هو توعية أهالينا وسائر أحبّائنا {بحكمة} بأنّ الإسلام دين غير سماوي إطلاقاً {وهذا ما أقوم به جنباً إلى جنب مع الكتاب المتخصّصين} وغير إنساني- وهذا ما يقوم به الكتّاب العلمانيّون {غير المُزيّفين} في العالم كلّه. أمّا إشكاليّة التبشير بمفاهيم المحبة والسلام وحقوق الإنسان على أنّه تبشير بتعاليم السيد المسيح فيا ليتني أعرف ما هي مشاكل المعترضين مع السيد المسيح، لأنّ مفاهيم المسيحيّة لا تتعارض مع المفاهيم المذكورة. وفي الأقلّ، لا ينوي المُبشّر أيّ مُبَشّر- لو كنت من المبَشّرين- الحصول على أيّ امتياز أو منصب أو سلطة. أمّا الحقيقة التي قد تغيب عن البال فهي أنّي لا أعرف وسيلة أخرى مُحْكمة غير الأسفار المسيحيّة المقدّسة لإثبات الإسلام ديناً غير سماوي لجميع المؤمنين بوجود الله- فأرجو وضع هذه الحقيقة في الحسبان والتريّث لطفاً في إطلاق الأحكام والأوهام.
وها هنا في موضوع القسم الثاني كشفٌ عن حقيقة أخرى من الحقائق الدامغة التي تثبت بأن القرآن من تأليف محمد ولا علاقة له إطلاقاً بإله أهل الكتاب، الإله الذي قام محمد بتلويث سمعته في القرآن والحديث والسّنّة، ناسباً إليه أقوالاً وأفعالاً تتعارض مع محبّة الله المعلنة في الكتاب المقدّس. وهذه الحقيقة تتلخص في قيام محمد بإنزال قرآن في الرجم والعمل به- والذي بات عمره اليوم حوالي 3500 سنة- وقرآن بالجلد وضمنه الشهود الأربعة على الزنا، بحسب ما سمع من جهلة اليهود في زمنه ولم يقم شخصيّاً بقراءة التوراة لتقصّي الحقائق، لأنها لم تكن مترجمة إلى العربية في جزيرة العرب آنذاك، متجاوزاً عهد الخلاص الذي جاء به السيد المسيح {من كان منكم بلا خطية فليَرْمِها أوّلَاً بحجر!}- يوحنّا 7:8 وعائداً إلى عهد الشريعة الموسوية والتي أصبحت أحكامها من تاريخ الشعب العبراني الذي كان مزمعاً أن يأتي منه المسيح المخلّص، ما استوجب نزع أصناف الشرّ كافة عنه- ومنها الزنا والقتل والسرقة والكذب والشهادة بالزور وسائر وصايا الله. وقد استمرّ عمل اليهود بالرجم والجلد والصلب قبل مجيء المسيح وبعده أيضاً؛ لأنهم لم يصدّقوا بأنّه المخلّص الذي كانوا ينتظرون بحسب النبوءات، في وقت كانت أرضهم محتلّة من الرومان وظنّوا بأنّ المسيح حين يأتي سيخلصهم من حكم الرومان ويقيم مملكة أرضية، بَيْد أنّ مملكة المسيح كانت سماويّة. وقد كان الحكّام الرومان يحترمون كهنة اليهود ويصادقون لهم على أحكامهم الدينية ومنها الصلب مثالاً. لكنّ هذه العقوبة لم تشمل المواطنين الرومان، لأنّهم كانوا يعتبرونه عقوبة تحقيرية. فمقابل الحكم بالصلب عند اليهود كان لديهم حكم بقطع الرأس- وهذه العقوبة كانت من نصيب القديس بولس في روما القيصرية لأنه كان مواطناً رومانيّاً وقد كان في إمكانه النجاة بنفسه من تلك العقوبة بسهولة مقابل إنكار المسيح والذي يؤدي اعتراف الرومان بسلطانه إلى زعزعة كرسي القيصر، لكنّ بولس لم ينكر بل تلقى الحكم بدون اعتراض. ومعلوم أنّ اليهود قاموا بصلب السيد المسيح بعد موافقة الحاكم بيلاطس، أمام مرآى أمّه ومرآى يوحنّا الإنجيلي وجند الرومان والشعب اليهودي، بشهادة مؤرّخين من اليهود والرومان- بالإضافة إلى الإنجيليّين الأربعة: متّى ومرقس ولوقا ويوحنّا- ومنهم مثالاً المؤرّخ يوسفوس فلافيوس المتوفى سنة 100م تقريباً والمؤرّخ بلينيوس المتوفى سنة 79م وهو صاحب كتاب “التاريخ الطبيعي” في 37 قسماً.
ولم تختلف مصائر تلاميذ المسيح الإثني عشر وسائر أتباع المسيح عن مصير بولس وعن مصير بطرس (أحد الإثني عشر) والذي التمس أنْ يُصلب ورأسه إلى أسفل- في روما أيضاً. هكذا بات أتباع المسيح مدانين ومطلوبين للعدالة اليهودية، بسبب تبشيرهم بالمسيح والشهادة على قيامته من الموت، أينما وعظوا وعملوا المعجزات باسمه- كما ورد عنهم في سِفر أعمال الرسل من العهد الجديد.
أمّا يهود الشتات فكانوا يخضعون للحكّام أينما تفرّقوا في الأمم، منهم يهود المدينة التي كان حاكمها محمد- المدّعي بالدين الجديد- وكان لا بدّ لهم من أخذ موافقته لكي يقوموا بتنفيذ حدّ الرّجم. لذا أنزل محمد قرآناً وهو الوارد في سورة المائدة- وهي والتوبة من أواخر ما أنزل- مُؤمِناً بأنّ في التوراة والإنجيل حكم الله! أقول (مؤمناً) ولكنّه في الوقت عينه كان متحايلاً بهدف استمالة أهل الكتاب، حتى أنزل لهم كلمات معسولة في آيات قرآنية عدّة. فشكراً لك يا محمد ولكنْ هل التزمْتَ يا محمد بحكم الله الذي في إنجيل المسيح لكي يحترم أهل الكتاب رسالتك ولربّما اعتبروك آنذاك من رسل المسيح الجدد في جزيرة العرب إمّا التزمت؟ هذا ما سنرى في موضوع اليوم وفي تكملته يوم غد لو يسمح الوقت:
وكيف يحكّمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين- المائدة: ٤٣ [تعليقي: لا يا محمد، لم يتولوا من بعد ذلك، لكنك قد فرضت سلطتك عليهم قسراً وقد فعلوا الصواب لكي يعرفوا ما حكمك وما جديدك، كما فعلوا من قبل مع المسيح يوم أتوه بالمرأة الزانية] ولأعُدِ الآن إلى تفسير الآية القرآنية لأنّ الكاتب يحترم قلمه ومشاعر أحبّائه من المسلمات والمسلمين- وباختصار شديد:
يقول الرّجم- حديث 9384 في كتاب “جامع البيان في تفسير القرآن” للطبري (ت 310 هـ) قال: (وكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ) وكيف يقرّون بحكمك (وَعِندَهُمُ ٱلتَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ ٱللَّهِ) يعني آية الرجم- “تفسير بحر العلوم” للسمرقندي (ت 375 هـ) وكيف يُحَكِّمُونَكَ وعندهم التوراة فيها حكم الله بالرجم وهو استفهام تعجيب أي لم يقصدوا بذلك معرفة الحق بل ما هو أهون عليهم “ثم يتولون” يعرضون عن حكمك بالرجم الموافق لكتابهم “من بعد ذلك” التحكيم- تفسير الجلالين (وكيف يُحَكِّمُونَكَ وعندهم التوراة فيها حكم الله) قالَ الحَسَن: هُوَ الرَّجْم- تفسير القرطبي (ت 671 هـ)
إنّا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيّون... ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون (٤٤) [تعليقي: أحسنت يا محمد بقولك: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) ولقد عرفنا حكم التوراة في الرجم وتاريخيّته وأسبابه فيما تقدّم وسنعرف أحكام الجَلد أيضاً- في القسم الثالث من هذا الموضوع. والآن جاء دور القرّاء الكرام ليحكموا من هو الكافر ومن هو الفاسق؟ من خلال سورة المائدة ذاتها]: وقفّينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدّقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدّقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين (٤٦) وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون (٤٧)
في البداية، يدلّ كلام القرآن في الآيتين ٤٤ و٤٧ على إيمان محمّد بأنّ كلام الله في التوراة والإنجيل خالٍ من التحريف وإلّا فمنطقيّاً لا يجوز للقرآن أن يعتبر الكلام المنزل في التوراة والإنجيل كلام الله إذا كان مُحَرّفاً- وهذا الكلام موجّه إلى الذين يدّعون بتحريف الكتاب المقدّس- حاشا. أمّا لو صحّ ادّعاء محمد بأنّ اليهود (من الذين هادوا يحرّفون الكلم عن مواضعه- النساء: 46) فلا يقصد به تغييراً في النص- وإلّا لكان بادّعاءه هذا من الكافرين لأنّ كلام الله غير قابل للتحريف بما في التحريف من معان، بل يقصد تفسير المعاني بوحي الهوى والتفسير بحسب الهوى جائز عند بعض الطوائف المنشقة عن الكنيسة.
وأمّا بعد فقد اتضح حكم الإنجيل ومن المفيد أن أكتبه مجدّداً: مت-5-17 {لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل} {من كان منكم بلا خطية فليَرْمِها أوّلَاً بحجر!- يوحنّا 7:8} أما لماذا فعل المسيح هذا، أي لماذا قضى بإطلاق سراح المرأة الزانية فواضح في كلامه أيضاً: {لأن ابن الإنسان أتى لا ليهلك نفوس الناس، بل ليخلّصها}- لوقا 9: 56
ويُلاحظ في كلمات السيد المسيح كلّها والتي تبدأ بالقول (سمعتم أنه قيل… وأمّا أنا فاقول) أنّه يعالج أصل المشكلة وليس أعراضها فقط؛ يعالج مثالاً قضية القتل بالدخول الى أعماق المشكلة التي تقود الى القتل وهي الكراهية والحسد والبغض والغضب... إلخ. وأمّا عن قضية الزنا فيترك العرض الظاهر وهو خطيئة الزنا ويصل مباشرة الى أصل المشكلة وهو دونيّة النظرة إلى الجنس الآخر وتلوّثها! راجع مثالاً كلام السيد المسيح في الموعظة على الجبل- الأصحاح الخامس في الإنجيل بتدوين متّى- فليس في عمل المسيح إذاً أيّ تغيير لشريعة موسى وإنما تغيير في طريقة التعامل مع شريعة العهد القديم بالنظر في أصل المشاكل وأبعادها وتالياً طرق علاجها، لإتمام عهد الله وإكماله باستقبال العهد الجديد للسيد المسيح إذ قال عن الناموس- أي الشريعة- والذي فيه التزام بالوصايا ولكنْ ليس به الخلاص: {لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل}- متى 17:5 فحينما جاء المخلّص انقسم التاريخ إلى قسمين- ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد- فحلّ عهد النعمة وتمّت معرفة الخلاص: {من آمن واعتمد خلص ومن لا يؤمن يُدَنْ!}- مرقس 16:16 أمّا الديّان فهو الله وحده لا شريك له- فليس من حق البشر أيّاً كانت مناصبهم أن يدينوا الذين لا يؤمنون بالله وبخلاص المسيح وباليوم الآخِر!
ولو افترضنا جدلاً بأنّ الله (احتاج) إلى رسول جديد ليكمل الرسالة السماوية وافترضنا عبثاً أنّ الكتاب المقدّس (لم يكتمل بعد) ويحتاج إلى نبيّ منتظر ليأتي بعد مدّة ستة قرون ونيّف لينجزه، بغض النظر أيضاً عن نسل الأنبياء الشرعي وعن اللغة الآرامية والعبرية واليونانية؛ فمن المنطق السليم أنْ يأتي (النبي الجديد) بأحسن ممّا أتى الذين سبقوه وأن يكون على خلق عظيم فعلاً- لا مجرّد قول هراء وضحك على الذقون- لكي يصحّح أخطاء مجتمعه أو أمته! فيا أيها المسلمون، الشرفاء منكم والمنصفون، بماذا أتى محمد لكي يكون خاتم النبيّين وبماذا ختم؟ وهل أنتم راضون بأخلاقه التي لا ترقى إلى أخلاق العامّة- بحجّة العصمة؟ علماً أنّ عصمة أيّ نبي تنتهي بارتكابه خطيئة واحدة، لأنّ عصمة العقل تشبه غشاء البكارة عند المرأة والذي متى تمزق فلا ينفع أقوى ترقيع تحت الفحص الدقيق! ولا وجود للمصطلح (عصمة الأنبياء) في الكتاب المقدّس كلّه بل يقول الكتاب بصراحة ووضوح- ترجمة فاندايك: في العهد القديم: {الكل قد زاغوا معا فسدوا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد}- المزامير 14: 3 وفي العهد الجديد: {الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد}- رسالة بولس إلى روما 3: 12
إنّما ختمت مقالتي في القسم الأول بالقول: أمّا بعد ستة قرون ونيّف فقد ظهر محمّد مدّعياً بأنّ الله أرسله رحمة للعالمين، عاد بأمّته إلى شريعة موسى، على أنه من الأنبياء أيضاً بل (خاتم النبيّين) فماذا فعل؟ إنّ كتب السيرة المحمدية تروي عدداً من أحكامه حول هذا الموضوع [أي الرّجْم والجَلْد والصَّلب] بالإضافة إلى القرآن، وقد كانتْ أحكامه الأساسية مقتبسة من كتاب التوراة- المكتوب بالعبرية يومذاك- ممّا سَمِعَ من بعض اليهود في عصره ولكنْ بلسان عربي فأنزل قرآناً! وقد ذكرت- بالمناسبة- مثالاً في سياق ردّ لي على تعليق ورد إلى مقالتي السابقة فكتبت هناك: يُشبه محمد- في نظري- حاكماً في دولة عبثية حكم على طالب جامعي بالجلوس إلى جانب تلميذ في الصف الأول الإبتدائي مدى العمر والسيف مسلّط على رقبة الطالب!
وفيما يلي أدلّة على أنّ محمداً قد قام بالرجم: روى البخاري في صحيحه ج 8 ص 25 والذي أخرجه في كتاب الحدود، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت، رقم: 6442 قال ابن عباس عن عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله (ص): أمّا بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدّر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها فليحدّث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحلّ لأحد أن يكذب عليَّ. إن الله بعث محمداً (ص) بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها، فلذا رجم رسول الله (ص) ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله (والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الإعتراف) http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=617
وروى البخاري في الرابط المذكور في ج 8 ص 113 (قال عمر لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي) وروى نحوه مسلم في صحيحه ج5 ص116 وابن ماجة في سننه ج1 ص625 وج2 ص853 وأبو داود في سننه ج2 ص343 وفيه: (وأيم الله لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله عز وجل لكتبتها) وقد أخرجه مسلم 1317:3 في الحديث: 1691 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=118902
والمقصود بآية الرجم [الباقي حكمها إلى اليوم على رغم نسخ تلاوتها] في هذين الحديثين الصحيحين هو: (وَالشَّيْخ وَالشَّيْخَة إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا البَتّة) وهي مذكورة في الرابطين المذكورَين.
وقد ورد عن آية الرّجم هذه روايات أخرى، منها التي تقول إن عمر (رض) قال: إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ لَا نَجدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) وَرَجَمْنَا. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: زَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَتَبْتُهَا (الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ)- الموطأ للإمام مالك، كتاب الحدود، باب ما جاء في الرجم
ومن الروايات: ورد ذكر قراءة الرسول (ص) آية الرجم على الناس في رواية زيد بن ثابت- وهو أحد كُتّاب الوحي- يقول: (سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة)- المستدرك للحاكم، ج 4 ص 360
والجدير ذكره في كتب التراث، قراءة أخرى لآية الرجم- في المصدر السابق: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة) - المستدرك للحاكم، كتاب الحدود- الصفحة 359 -------
أمّا الدليل القاطع على اعتماد محمد على ما رُويَ له من التوراة في إنزال آية الرجم فمكتوب في تفسير الآية الخامسة عشرة في سورة النساء- مثالاً، كتاب “الجامع لاحكام القرآن” للقرطبي، وهو ممّا يأتي قريباً جدّاً عن آيات الرّجم والجَلد، لأنّي أطلت على القرّاء الكرام- مع محبتي
#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شكراً أختنا العلمانيّة د. وفاء سلطان
-
من وحي حوار مع د. وفاء سلطان
-
كذِبتَ فلا تقلْ كذِبَ الرّصافي
-
رحمة ابن الإنسان وجرائم رجم الزانية والزاني وجلدهما في الحدي
...
-
ردّاً على فقيه ولو على مضض
-
غلطة القرآن من جهة مريم بنت عمران
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الحادي
...
-
من أوراق العراق- سادساً
-
هكذا يُشهِرُ فقيهٌ إفلاسَه
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة العاشر
...
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة التاسع
...
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة 8
-
المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- سادساً
-
من سيرة الرصافي وردود الفعل على كتاب الشخصية المحمدية
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة السابع
...
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة السادس
...
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الخامس
...
-
ألا يُعْتبَرُ سُجُودُ المَلائكةِ لآدَمَ في القرآن شِرْكاً با
...
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الرابع
...
-
تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الثالث
...
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا
/ وسام جلاحج
-
المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما
...
/ محمد كريزم
-
العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا
...
/ فاطمة الفلاحي
-
نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟
/ مصطفى حقي
المزيد.....
|