أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - تمر البشرية باعظم واخطر منعطفات تطورها














المزيد.....

تمر البشرية باعظم واخطر منعطفات تطورها


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 14:26
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تتزاحم الاختراعات والاكتشافات العلمية على الصعيد العالمي ويعجز الفرد مهما بلغت درجة تطوره العلمي وانفتاحه الفكري عن ملاحقتها بل وحتى سبر اغوار أي منها ومدى تأثيره على حياة البشرية عموما والشغيلة خصوصا . فمن اكتشاف مصادر جديدة للطاقة تجعلها في متناول كل انسان بابسط الوسائل المتوفره للجميع . وما تعنيه من تحرره من تكاليف انتاجها وصعوبة الحصول عليها بل وما خلفه افتقار اكثر من مليار من البشر للطاقة ولاسيما الكهربائية من حرمان . وما ستحدثه من تطور في مستوى البشر الثقافي والاجتماعي وعلى علاقاتهم الاقتصادية والاجتماعية ومستوى تفكيرها. ويبقى تأثير ذلك على اسس التركيبة الاجتماعية لعلاقات الانتاج الراسمالية أي على كل من الراسمالية والشغيلة. فلا يمكن مقارنة ما سيؤدي ذلك الى نشوء شركات عملاقة جديدة تحتكر بعض مفاصل الانتاج المعقدة المتناقصة، مع افلاس مئات الشركات الاحتكارية الجبارة المهيمنة على انتاج الطاقة. فضلا عن تضاؤل القيمة الزائدة نتيجة اغلاق الملايين من المؤسسات والمصانع ومراكز البحوث لتطوير كل فرع من فروع الانتاج القديم للطاقة ومصادرها . والمؤسسات والادارات والجيوش العاملة لادامة الهيمنة على مصادرها . ومن الجانب الاخر مصير ملايين الشغيلة من عمال ومهندسين وعلماء الطاقة التقليدية أي الكهربائية الميكانيكية والمائية والكيمياوية وحتى الذرية وعلى وقودها ولاسيما النفط، الذين عملوا وعاشوا على انتاجها وتطورها خلال اكثر من قرنين.
واليوم تتوالى الاخبار عن امكانية نقل الطاقة الكهربائية دون الحاجة الى اسلاك وبطاريات أي تحرير البشرية من تكاليف صناعة الاسلاك الكهربائية التي تشوه منظر المدن وتستهلك الكثير من المعادن والطاقات لانتاجها وانشاء العديد من المصانع التي تلوث البيئة ولكنها من الناحية الاخرى ستؤثر على مكونات التركيبة الاجتماعية الرئيسية السائدة لحد الان أي على الطبقة الراسمالية والطبقة العاملة حيث تشهد البشرية تضاؤل في دور الطبقتين الرئيسيتين المكونتين للمجتمع البشري. حيث تتعطل اهم قوانينها الاساسية في الركض وراء الارباح من خلال استغلال المزيد من العمال وتعظيم فائض القيمة وانتهاء دور علاقات الانتاج الراسمالية في تطور البشرية وتحولها الى عائق امام تطورها بل والى خطر يهدد وجودها. فالامبريالية تستعبد الشعوب وتشن الحروب مستخدمة احدث الوسائل التكنولوجية المبيدة للبشر لحماية وجودها . وفي نفس الوقت تدمر طاقات ملايين العمال برميهم في اتون البطالة وتعريضهم وعوائلهم الى الفقر المادي والمعنوي. في واقع يحرم الطبقة العاملة من اهم وسائل كفاحها، تحشداتها في المصانع والمشاريع الكبرى وما تتيحه من اقامة تنظيمات نقابية وسياسية جبارة استطاعت عبر قرنين من بناء صرح فكري جبار والتوصل الى نهج مادي ديالكتيكى يتيح لها لعب الدور الطليعي في اجتياز البشرية لكل ما يعترضها من مشاكل وصعوبات ومكنها فعلا من تحقيق الكثير من المنجزات والحقوق والنهوض بتجارب جبارة كمحاولة بناء مجتمع اشتراكي تلعب فيه الطبقة العاملة الدور القيادي من خلال تحويل الملكية الخاصة لوسائل الانتاج الى ملكية عامة ، رغم فشلها لعدم توفر الشروط المادية لتحقيق ذلك على الصعيد العالمي كما تحققه اليوم الثورة العلمية التكنولوجية
وامام هذا المنعطف الجبار وما يعترضه من مخاطر على البشرية نتيجة تبعثر طاقات الشغبلة الفاعلة ، يتعاظم دور فئة متقدمة من الشغيلة هم شغيلة الفكر في مجاله التكنولوجي المتعاظم . فالعلماء بمخترعاتهم الجبارة يحررون البشرية من العمل المأجور وان كان من خلال تعرضهم للبطالة وتمرير الملايين منهم في جحيم الافساد المادي والروحي نتيجة غياب القيادة السياسية التي تستطيع تطوير اساليب ووسائل حياتهم وليس فقط اساليب ووسائل كفاحهم وفقا لمتطلبات العصر الجديد التي تختلف كليا عما فرضه العصر الزائل وفشل القيادات السابقة في تطوير نفسها بل وتحولها الى عوائق امام هذا التطور . فقد تحول الكثير منها الى ادوات الهيمنة الراسمالية بابشع صورها والى مبررين لوجودها .
ان التطور العلمي والتكنولوجي يحطم كل القواعد المادية لبقاء الراسمالية. وتدفع مستلزم استمرار الحياة ملايين البشر العاطلين عن العمل للبحث عن عمل منتج غير مأجور والى ابتكار وسائل واساليب تعزيز تعاونهم وتنظيم حياتهم الفردية والجماعية واخذ زمام المبادرة بالاستفادة من تجاربهم التاريخية ورصيدهم الفكري لتنضيج افكارهم ووسائل واساليب كفاحهم وتطوير قيادات سياسية وفكرية تقود مسيرة البشرية دون تعرضها للمخاطر نحو افقها المشرق .
سعاد خيري في 10/9/2009





#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية الانتخابات في ظل الاحتلال وادواته واول فصولها تفجيرات ...
- لنجعل دورة الجمعية العامة للامم المتحدة القادمة محكمة عالمية ...
- اخطر اسلحة الامبريالية لادامة هيمنتها اقامة انظمة تابعة اشد ...
- الاسراع بمحاكمة مجرمي الحرب على العراق ضمان لحماية البشرية م ...
- الطبقة العاملة العراقية تقاوم التركيع وتعزز ثقة شعبنا بدورها ...
- دعم اضراب عمال النفط في البصرة مهمة وطنية وعالمية لحسم الصرا ...
- احتدام تناقضات عصرنا في ظل التطور العاصف للمعلوماتية العلم و ...
- المجد لشهداء الوطن والانسانية والتحية للشهداء الاحياء
- ثورة 14/تموز
- الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال جزء من استراتيجية فاشلة لحل ا ...
- الشعب الايراني اخترق في انتفاضته عصرين من التخلف ودخل عصر ال ...
- دعم كفاح عمال وزارة الصناعة ضد تعليماتها بغلق معامل الدولة م ...
- الماركسية علم ونهج مادي دايلكتيكي وليس ايديولوجيا
- الانتفاضة الايرانية اسطع برهان على افول عصر الايديولوجيا
- لن يقتلوا السليقة الثورية للشعب العراقي وضميره الحي بقتل حار ...
- تحت شعار الحرب ضد الارهاب لبوش وغصن زيتون اوباما نفقات التسل ...
- استرشاد رئيس القطب الاكبر للعولمة الراسمالية بحكمة خادم الحر ...
- في يوم الطفل العالمي يباد ملايين الاطفال في العالم رغم القوا ...
- كيسي يدق طبول الحرب ويعلن العراق قاعدة متقدمة لها في محاولة ...
- نوارس دجلة تعزز الثقة بقدرة المرأة العراقية على تحدي ظلام ال ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - تمر البشرية باعظم واخطر منعطفات تطورها