ماجد الرقيبة
الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 00:22
المحور:
الادب والفن
امرؤ القيس بعد أن اعتزل العالم جميعاً
نام في ظلال البيت
تحت أشعة القمر الناعمة
..
كانت أعمدة البيت في الظلام
كقصر أبيه في كندة
..
عالية
ومستبدة في الهواء الطلق
..
على قمة كل عمود
رأس وعل مضيء
وحول هذه الأعمدة
تنبعث رائحة العطر المميزة
التي تنام في الديوان
امرؤ القيس بعد أن اعتزل العالم جميعاً
تذكر أيامه القديمة
أبواب المدارس بما توحي من حب وحداثة
صباحات رفح على البحر
الأحاديث المتكررة عن الملابس والفتيات والمدن
شوارع المهدية الضيقة
بما تحمل من عصور في كتب التراث
..
تذكر سهراته التنكرية مع الأصدقاء القدامى ذوي الهيئات الرثة
ذوي الشعور الطويلة
والعيون المتسعة في الظلام
كانوا يشبهون ذئاب جبل الحلال
ولا يعرفون من العالم سوى أغاني خالد عبد الرحمن
وسعدون جابر
تذكر الصحراء التي تتحسر في دماغه ليل نهار
حينما كان يطاردها في روائح الأقمشة التي يرتديها البدو
في آثار العربات التي تشبه عربات أوروبا في العصور الوسطى
وفي أشعة الشمس الهاربة من ضجة المدينة
...
امرؤ القيس بعد أن خذله الجميع
وأوصدت الأبواب في وجهه
..
خسر كل شيء
..
ما عدا الصحراء التي ظلت على بيوتها الطينية
وأعشابها البرية
وبقية الأطلال التي تربطها
بحِمْيَر وسبأ
وبالمطر الذي تساقط على قافلة الرسول في هجرته للمدينة.
#ماجد_الرقيبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟