أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الخير شوار - الشاعرة الجزائرية الراحلة هادية رجيمي.. صديقتي التي لم أرها














المزيد.....

الشاعرة الجزائرية الراحلة هادية رجيمي.. صديقتي التي لم أرها


الخير شوار

الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 21:11
المحور: الادب والفن
    


قبل حوالي شهر من الآن، رحلت الشاعرة الجزائرية الشابة هادية رجيمي عن عالما ولم تتجاوز الثلاثين من العمر إلا قليلا.. الشاعرة التي كانت تشتغل ضابطة شرطة، وجدت جثتها في حالة تحلل في بيتها الذي كانت تسكنه منفردة، وبينت التحريات أنها وضعت حدا لحياتها بنفسها، لأسباب مازلت غامضة، وهي التي صدر لها قبل ذلك بقليل ديوانها الشعري الأول (والأخير) "عطر الثرى" عن منشورات التبيين لجمعية الجاحظية التي يديرها الروائي الطاهر وطار.
عندما دعاني الصديق الكاتب الصحفي سليم بوفنداسة للمساهمة في ملحق "كراسة الثقافة" الذي يشرف عليه بيومية "النصر" الجزائرية، فتحت أرشيفي وكان أول ما رأيته، تقديمي لباكورة الشاعرة هادية رجيمي "عطر الثرى" للشاعرة هادية رجيمي، وكنت أنوي إعادة تحريره بما يتماشى والنشر في صحيفة، لكني ولسبب لا أعرفه تم تأجيل الأمر وبقيت تلك المسودة تنام بين ملفات "الوورد". وفجأة قمت بتحريرها وأرسلتها على الفور إلى بريده الإلكتروني. وعندما نشر المقال بعد ذلك، وقد حمل عنوان "نصوص بكر وشؤون كبيرة"، ثم نشر في مجموعة من المواقع الالكترونية العربية، كنت أتوقع بأن تقرأ الشاعرة ما كتبت، وأطمع في أن يبعث فيها ما كتبت شيئا من الغبطة، فكثيرا ما ينتظر أصحاب البواكير الأدبية الأقوال على قولهم الأول، ولم أكن أدري بأن صاحبة الديوان الذي كتبت عنه لم تقرأ ذلك لأنها ببساطة غادرت عالمنا أسبوعا قبل ذلك.
وعندما كلمني الصديق سليم مرة أخرى في أحدى الليالي الرمضانية، سائلا إياي إن كنت أعرف شاعرة من منطقة سوق اهراس(بأقصى الشرق الجزائري)، كنت قد كتبت عنها، وهل هي ضابطة شرطة؟ وأكدت له ذلك مما قاله لي الروائي الطاهر وطار قبل أن يضطره المرض للسفر إلى الضفة الشمالية من المتوسط وقد طالت غيبته بعض الشيء، ليخبرني سليم أنها نفسها ضابطة الشرطة التي نقلت بعض الجرائد الوطنية نبأ انتحارها قبل حوالي أسبوعين من ذلك ولم أتمالك نفسي وأصبحت بحالة اكتئاب شديدة وعدت إلى أرشيف "أخبار غوغل" أحاول البحث عن تفاصيل ذلك الغياب الإرادي المفاجئ، وكم كانت مفجعة طريقة الغياب تلك التي رحت أتخيل تفاصيلها الأخيرة، وأنا أقرأ نصوصها التي بين يدي وأتذكر أول مرة سمعت اسمها.
كان ذلك في مقر جمعية الجاحظية، وعمي الطاهر يغري بكأس شاي من يد "عمك السعيد"، قبل أن يريني مخطوطا يحتوي على أوراق كثيرة، ويقول بأن صاحبته ضابطة شرطة من سوق اهراس تكتب شعرا، ويريد النشر لها ضمن سلسلة جديدة اسمها "في الطريق" سبق وأن صدرت ضمنها مجموعة بعنوان "ورد هشيم" للقاصة ياسمين بن زرافة. وأرادني أن أكتب لها شيئا كالمقدمة، وعندما تناولت تلك الأوراق الكثيرة لم أبد تحمسا للموضوع لأن المخطوط أكبر حجما بكثير من مجموعة شعرية، وكان فيه الكثير من الخواطر الشخصية التي تنقصها اللمسة الأدبية، وافترقنا على هذا. وكان لقاء آخر سلمني فيه مخطوطة أخرى أقل حجما ومصففة بشكل جيد ليقول بأن الشاعر عبد الرحمن عزوق تكفل بانتخاب تلك النصوص الأجمل من بين كل النصوص الكثيرة الأخرى وبدا المخطوط أقرب لمجموعة شعرية حقيقية يفترض أن تنشر ضمن سلسلة "في الطريق" المخصصة لأدب الناشئين، وتمت العملية بسلام وصدرت المجموعة الشعرية تلك واستلمتها صاحبها بكثير من الفرح كما قيل لي ولم ألتقها إطلاقا. واحتفلت الشاعرة الضابطة هادية رجيمي بكتابها على طريقتها الخاصة وهي تقدمه لبعض منتديات الانترنيت وتكتب شيئا لطيفا عني وعن المقدمة التي وضعتها للديوان وكم كان صدرها رحبا وروحها الكبيرة لنظرتي القاسية لبعض محاذير بداياتها وكنت أتوقع مثلما توقع لها عمي الطاهر وطار أن تتجاوز البداية تلك بنصوص أقوى، لكنها تجاوزت تلك النصوص وكل الحياة لتلك نصها الأخير بطريقتها الخاصة.
هادية رجيمي ارتبط اسمها عندي منذ أيام قليلة بالراحلة صفية كتو، التي عادت إلى تفكيري بقوة منذ أشهروالمقر الجديد للجريدة التي أعملها بها يقترب كثيرا من النقطة التي سقط فيها جسدها عندما وضعت حدا لحياتها في أجواء أحداث أكتوبر 1988، ومعها أذكر عبد الله بوخالفة وفاروق اسميرة وآخرين، وها أنا الآن أضيف اسم الشاعرة هادية رجيمي إلى القائمة، تلك الصديقة التي ربطتني الأقدار معها ولو بشكل غير مباشر ولم التقها في حياتي، بل ولن ألقاها.



#الخير_شوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مجموعة -عطر الثرى- لهادية رجيمي.. نصوص بكر وشؤون كب ...
- طريق الشمس
- محمود درويش.. زهرة النرد وطريق كولومب


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الخير شوار - الشاعرة الجزائرية الراحلة هادية رجيمي.. صديقتي التي لم أرها