|
ومن يأتي .. للفحول .. بحقوقهم
إبراهيم المصري
الحوار المتمدن-العدد: 841 - 2004 / 5 / 22 - 09:46
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
حينما نتحدث عن وضع المرأة في العالم العربي .. فإننا نتحدث عن حقيقة مفادها أن المرأة معطلة الكيان والوجود والطاقة .. ومن العدل أن تأخذ حقها كاملاً . لكن السؤال هو .. من أين تأخذ المرأة حقها ومن هو المسؤول عن هضم حقها ؟ .. والإجابة المباشرة .. تأخذ المرأة حقها من الرجل بالطبع .. هذا الفحل المتوحش .. الذي طالما قمع المرأة وفرض عليها رحلة حياة من الرحم إلى القبر وما بينهما سجن تهان فيه المرأة جسدياً وجنسياً وحياتياً إلى آخره . ومن الصحيح تماماً .. أنَّ وضع المرأة تجاه الرجل في العالم العربي على كفتي ميزان يُرجح دائماً كفة الرجل .. لكن الصحيح تماماً أيضاً أن من أعطى هذا الرجحان للرجل ليس فقط الأنظمة العربية كما تقول الكاتبة وجيهة الحويدر وإنما .. ثقافة بالكامل .. تساهم فيها المرأة بنصيب في قمع المرأة والرجل معاً . بل وتأخذ المرأة أحياناً .. ما ليس حقها .. في هذه الثقافة التي لم يعد يهمها رجلاً أو امرأة بقدر ما يهمها إعلاء قيم سيطرة أبدية بمستويات مختلفة يختلط فيها الدين بالعادات بالتقاليد بالمصالح بغياب القيمة في العمل والإبداع والإنتاج . على فضائية عربية تظهر .. امرأة شاعرة .. أو هكذا تدعي وتتحدث بيقين يتلف الروح والعقل عن كونها شاعرة فعلاً والمذيع .. الرجل .. الذي يحاورها يفعل ذلك بوصفها شاعرة لما تكتبه قيمة إبداعية وبوصفها شخصية عامة ومثقفة تملي على الرجال والنساء آرائها في الحب والشعر والمرأة .. وذلك في تواطؤ لا يحتاج إلى دليل على أن ما تقوله الشاعرة المرأة والمذيع الرجل يفتقد إلى قيمة حقيقية .. إلا إذا اعتبرنا أن جملة مثل هذه شعراً : تشتكين دبوراً غزاكِ غزو المغول وهرب .. وتقصد الزهرة أو المرأة العاشقة التي خانها عاشقها . وهذه المرأة التي تكتب هذا الكلام الفارغ تأخذ حقاً ليس لها من شاعرات وشعراء لا حظوظ لهم في الظهور على فضائية عربية .. كونهم لا يمثلون جزءا من ثقافة التفاهة وانعدام القيمة التي تسيطر على حياتنا بامتياز . ليس ذنب صاحبة الدبور بالطبع ، فلم تضرب هي أحداً على يده لكي يضعها في الصدارة وإنما الذنب يكمن في الثقافة العربية المعاصرة التي يفاقم الإعلام تفاهتها وبوجوه نسائية أشهرها المطربات . وقد يكون مثال الشاعرة هيناً وبسيطاً ، غير أن هناك من راقصات مصر من لها سطوة رهيبة على الرجال حتى إن إحداهن على ما تقول الشائعات أو الحقيقة لم تتورع عن صفع ضابط شرطة رجل . تعرف الكاتبة وجيهة الحويدر أن الرجل العربي .. ليس هذا الإنسان الحر .. وإن كان يتسلط على المرأة فلأنه في الأساس نتاج ثقافة تعطيه اللقمة الأفضل والمكان المريح للنوم وتقدمه على شقيقاته وتسهم المرأة .. الأم .. بنصيب وافر في تربية الجميع على ثقافة القمع هذه .. وفي صعيد مصر تصر المرأة .. الأم .. أكثر من غيرها على عادات الثأر البغيضة في نفي كامل للقانون وفي إسالة دماء .. فحول .. قد لا يكون لهم ذنب مباشر في قتل ضحايا . ثم إن الأنظمة العربية أو السلطات العربية أو الحكومات العربية يتمتع نساؤها كما رجالها بنفوذٍ كبير وإن لم يكنَّ في الصدارة من اجتماعات القمة أو المؤتمرات الصحفية لجامعة الدول العربية .. وهذا لأن المجتمع العربي ليس مقسماً فقط إلى رجال فحول ونساء جاريات .. وإنما مقسم في الأساس إلى مناطق نفوذ يمكن أن تتصرف فيها المرأة انطلاقاً من ثقافة القمع وغياب العدالة والقانون كما يتصرف الرجل تماما .. ويمكن أن نذكر هنا السيدة هدى عبد المنعم ( السيدة الحديدية ) كما يطلقون عليها في مصر وهي كما تقول الأخبار لصة بنوك أخذت 55 مليون جنيه في مشروعات إسكان وهمية وهربت إلى اليونان ، ولها زميلة أخرى أشد شراسة هي علية العيوطي التي أخذت كما تقول الأخبار مائة مليون دولار من البنوك المصرية وهربت إلى باريس ، ولا شك أن رجالا سهلوا للمرأتين ما فعلتا ولكن هل تصرفت المرأة هنا حينما أتيحت لها السرقة إلا كما يتصرف الرجل .. وهل الأموال المسروقة هذه بنساء أو برجال على ما يُعرف في مصر بنهب أموال البنوك .. أموال مُشاعة أم أنها تعود للبشر رجالاً ونساءً . ثم إن الأخطر في نكوص المجتمع العربي تساهم فيه المرأة أيضاً ، ولا أعرف إنْ الكتابة وجيهة الحويدر تعلم أنَّ هناك نساءً بالملايين .. في مناخ ما يُسمَّى .. بالصحوة الإسلامية .. لا يجدن غضاضة في قبول تعدد الزوجات بل إنَّ إحداهن قالت لي وبالحرف الواحد إنها لا تمانع أن تكون زوجة من بين زوجات ومعهن جاريات أيضاً إذا عادت الدولة أو الخلافة الإسلامية .. وهناك من نساء الصحوة الإسلامية هذه من يجدن في إرهابي بجدارة مثل أسامة بن لادن .. بطلا إسلامياً وقومياً . المشكلة الحقيقية في رأيي ليست حقوق المرأة أو حقوق الرجل .. مع اعترافي الكامل ومساندتي التامة للمرأة وحقوقها .. وإنما المشكلة الحقيقية تكمن في غياب .. مفهوم الإنسان وحقوقه .. عن ثقافتنا وقوانيننا وأنظمتنا وحياتنا .. الإنسان .. رجلاً كان أو امرأة أو مُسنَّاً .. ونعرف أنَّ المسنين يعانون إهمالهم من نساء ورجال المجتمع الشباب .. كما أن الأطفال يعانون أيضاً من محن لا أول لها ولا آخر ولا يمكنهم بالطبع أن يطالبوا بحقوقهم مثل النساء . ومفهوم الإنسان يعني الدفاع عن حقوق واحدة وقيم واحدة للجميع نخرج بها من هذا الظلام الشاسع الذي يُشظي المجتمع العربي إلى حاكم ومحكوم وإلى رجل وامرأة وإلى صاحب نفوذ أو صاحبة نفوذ وإلى منعدمي النفوذ . تقول الكاتبة وجيهة الحويدر إن للنساء حقوقاً مادية مهضومة وتعدد مجالات لذلك .. وهي محقة بالتأكيد .. ولكن ماذا عن حقوق الرجال المهضومة ، حين يعمل هؤلاء في كل عمل وفي كل وظيفة متاحة ويكدحون ليل نهار من أجل تأمين لقمة العيش في مناخ من أزمات تطحن إنسانية الرجل والمرأة معاً ، حتى أنَّ أحد أسباب الضعف الجنسي عن الرجال المصريين هو نكد الزوجات .. ونكد الزوجات المصريات ليس طبيعة متأصلة وإنما نتيجة مباشرة لأزمات اقتصادية رهيبة تضغط على أعصاب الجميع .. فيصرخ الرجل ويضرب زوجته وتعاقبه بحرمانه من أنوثتها .. وهكذا في هذه الدائرة الجحيمية التي لا خلاص منها إلا بالدعوة الصريحة والواضحة والشرسة لحقوق الإنسان الذي يمكنه رجلاً كان أو امرأة أن يجد حقه وطاقته ودوره في حياة كريمة بدون تمييز عنصري أو طائفي أو ديني أو جنسي . ... مع المحبة التامة والمساندة الكاملة للمرأة وحقوقها .
#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلامٌ عليك
-
مَجَـرَّة الرمَّان
-
ماذا فعل بنا .. هؤلاء .
-
قفا .. نضحك
-
ليحفظنا الله .. من يوم الجمعة
-
جنود السيد .. أحلى جنود !!
-
لماذا أنا .. المصري .. أكتب عن العراق ؟
-
ما هي حكاية .. الأطفال والنساء والشيوخ ؟
-
رسالة خاصة .. إلى صديق عراقي
-
حديقة الأرواح
-
صلاح السعدني .. خيالٌ واسع .. ومعطوب
-
END OF VIDEO CLIP
-
هل أنا .. عميلٌ .. للموساد والسي آي إيه ؟
-
حدث في .. الفلوجة
-
الروض العاطر
-
النبأ الطيب .. من تونس
-
أيتها الفراشة .. يا اسم حبيبتي
-
ماذا يريد العالم .. من الشعب الفلسطيني ؟
-
إعرابُ الفاكهة
-
الله / الوطن .. بالأمر
المزيد.....
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|