موسم الانتخابات

عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

ربما يصيب سوء التقدير البعض من السياسيين عندنا فيعتقدون ان لاشاغل للمواطن سوى متابعة انباء التحالفات والتكتلات الانتخابية، ومن سيبقى في كتلته القديمة ومن سينتقل الى كتلة جديدة. واذا وجد مثل هذا السياسي بهذا الاعتقاد فهو واهم لا محالة. الزمن كما يقال معلم كبير، وما حصل في انتخابات العام 2005 والاجواء الايجابية المشحونة لن تتكرر مرة اخرى.
اخشى ان يكون السياسي والمواطن باتا يتكلمان لغتين لا يفهم احدهما من الاخر شيئا، واذا كان من المفهوم ان يكون مطلب السياسي الاول والاخير من المواطن ان يذهب لسواد عينيه الى صناديق الانتخابات ثم التكرم عليه وتركه وشأنه، فليس من المفهوم ان كان السياسي قد فهم جيدا ماذا يريد منه المواطن، وتجربة السنوات التي تلت التغيير دليل واضح.
واذا كانت العلاقة والحاجة بين السياسي والمواطن قد حددها السياسي سلفا بمواسم الانتخابات، فأن المواطن قد توقع الكثير من السياسي، توقع ان يكون ممثلا حقيقيا له، يحس بما يختلج في صدره من مشاعر واماني وآمال، وان ينزل السياسي الى مستوى البسطاء من الناس للتعرف على مشاكلهم اليومية وطلباتهم، والتي لا تزال عند الحد الادنى من مشاكل وطلبات اقرانه من مواطنين دول الجوار.
نسمع ونقرأ ان النواب في دول ديمقراطية يبقون على تواصل مع الذين انتخبوهم، يتفقدونهم ليس فقط طمعا في التصويت لهم مرة اخرى، ولكن ليبدوا مخلصين للذين انتخبوهم ووضعوا كامل ثقتهم فيهم، وعندما تحل كارثة طبيعية او شخصية يحرص نواب المناطق المنكوبة على ان يكونوا اول من يتواجد، يواسون ويتضامنون ويطالبون حكوماتهم بتعويض المتضرريين، كأنهم شموع من نصفين نصف من اخلاص والاخر من نزاهة.
لم يقف احد ضد سعي البعض من نوابنا وسياسينا من ضمان مستقبل اولادهم وربما احفادهم، مكاسب مادية عظيمة، حتى صحت مقولة ( اكبر راتب تقاعدي لاقصر خدمة مدنية)، وبعيدا عن الاسماء فثمة من اتى العراق لاشهر قصار وعاد من حيث اتي وراتبه التقاعدي ألوف الدولارات. هذا شأن، واحوال المواطنين هو الشأن الاهم وهو واجب السياسي الاول.
لن يكترث احد بمن سيبقى تحت قبة البرلمان ومن سيرحل، بقدر اهمية من خدم وقدم للمواطنين. جميع الامور باتت مكشوفة، ثمة من شارك وهمه ان يخرب المعبد على من فيه، ومن أخرّ نكاية بخصومه السياسيين وكان السبب في عرقلة قوانين كانت ستصب في صالح المواطن البسيط، وفريق آخر لا يبدي ادنى اهتمام واحترام للذين صوتوا له وانتخبوه، وكأنما اصبح نائبا بتصويت اهل المريخ ..

#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات