أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وجيه أبو ظريفة - المفاوضات مع اسرائيل بين سباق الامل وسباق العمل














المزيد.....

المفاوضات مع اسرائيل بين سباق الامل وسباق العمل


وجيه أبو ظريفة

الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 07:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


بطريقة أو بأخرى بدأت عجلة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في الدوران الي الامام ببطء شديد لكن بتقدم، حيث لا يمكن تفسير اللقاء بين وزير الاقتصاد الوطني الفلسطيني باسم خوري ونائب رئيس الوزراء وزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي سلفان شالوم بعيدا عن مفهوم التفاوض، سواء التفاوض بالمغزى السياسي او التفاوض على تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين والتي فرضتها اجراءات اسرائيلية عقابية، ايضا نتيجة توجه سياسي وليس مجرد تفاصيل اجرائية، كما ان قبول الرئيس ابو مازن لمبدأ اللقاء مع نتنياهو في نيويورك في الاسابيع المقبلة على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة بحضور الرئيس اوباما لا تبتعد كثيرا عن رغبة فلسطينية وان كانت خجولة حتي الآن في العودة الى طاولة التفاوض مع اسرائيل على امل ان يحدث اختراق في المفاوضات بين الطرفين خاصة مع توجه الرئيس الامريكي باراك اوباما لاعلان خطة للتسوية في الشرق الوسط في اجتماعات الامم المتحدة.
ان الاعتماد الفلسطيني على الأمل بتحقيق تقدم في المفاوضات - نتيجة التصريحات الامريكية حول اهمية وقف الاستيطان في كل الاراضي الفلسطينية المحتلة وتاكيدات الرئيس اوباما الاعلامية حول حل الدولتين وحقوق الشعب الفلسطيني – لا تدعو للتفاؤل، فاسرائيل تحكمها مجموعة من المتطرفين اقلهم تطرفا بنيامين نتنياهو وايهود باراك اصحاب المواقف المبدئية تجاه حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في انكار الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 ورفض تقسيم القدس وعدم القبول بمجرد الحديث عن عودة اللاجئين، اي ان القضايا الاستراتيجية الرئيسية في قضايا التفاوض على الحل الدائم لا يمكن الاتفاق معهم بشأنها وهم الاقل تشددا في الحكومة الاسرائيلية، فكيف يمكن ان يكون هناك اختراق او تقدم في المفاوضات خاصة وان التفاوض الآن حول هذه القضايا، وسبق ان جربت السلطة الفلسطينية التفاوض مع الاثتين سويا وايضا كل منهم على حده عندما شغلا منصب رئيس الوزراء في اسرائيل.
كما ان السياسات الاسرائيلية ليس فقط تصريحات اعلامية او مناظرات تلفزيونية او شروط نظرية، فاسرائيل تمارس على الارض اجراءات لفرض رؤيتها للتسوية، فتهويد القدس وطرد سكانها العرب وتغيير الواقع الديمغرافي الحالي فيها وتغيير حتى الشكل الحضاري والثقافي والديني يتم بسرعة البرق، وتعيد اسرائيل يوميا رسم الحدود بحكم الامر الواقع نتيجة الاستمرار في توسيع المستوطنات خاصة الكبرى منها تحت مسمى التوسع الطبيعي، وتواصل التهام المزيد من الاراضي الفلسطينية وتواصل بناء جدار الفصل العنصري ليعمل على رسم معالم جديدة للدولة الفلسطينية التي تريدها اسرائيل، والتي لا تزيد عن كونها مجموعة من الكنتونات الفلسطينية المتفرقة في خضم بحر من المستوطنات والمستوطنين تربط بين هذه الكنتونات طرق وجسور وكباري ايضا تحت سيطرة اسرائيل.
ان المتتبع لما يجري على الارض يرى بوضوح ان اسرائيل تواصل مفاوضاتها مع السلطة الفلسطينية باجراءات عملية لفرض الحقائق الجديدة على الارض، والتي يصعب تغييرها يوما بعد يوم، وستستطيع اقناع المجتمع الدولي بالبحث عن حلول بديلة للتغييرات التي فرضتها بالقوة، مثل تبادل السكان وتبادل الاراضي وربما منح الفلسطينيين اراض جديدة لتوسيع دولتهم، ولكن ليس من اسرائيل بل من جيرانهم العرب، هذه هي المفاوضات الحقيقية التي يمكن ان تقبل بها حكومة اليمين في اسرائيل، استمرار التوسع الاستيطاني وبناء الجدار وتهويد القدس، ولا تمانع ان جملت هذه السياسات ببعض اللقاءات مع الفلسطينين لانها تدرك ان المفاوضات لا تتم فقط على طاولة المفاوضات او في اروقة الامم المتحدة او البيت الابيض بل ان المفاوضات الحقيقية تتم على الارض عبر استخدام قوة كل طرف على فرض متغيرات جديدة تغير من توازن القوه والصمود على طاولة المفاوضات، وتدفع الطرف الاضعف للتعاطي معها وتقديم التنازلات اللازمة لمعايير توازن القوة والاستجابة لمتطلبات الأمر الواقع الجديد.
ان المفاوضات واللقاءات المبنية فقط على الامل الفلسطيني في احراز تقدم، والاستفادة من الواقع الدولي الجديد عقب فوز اوباما برئاسة الولايات المتحدة الامريكية لا تغدو مجرد مطاردة لفقاعة من الصابون ستنفجر في وجه من يطاردها، فالواقع الفلسطيني مرير في ظل الانقسام والانفصال والاقتتال الداخلي وغياب الوحدة السياسية والجغرافية، والواقع العربي في اسوأ حالاتة، وبالتالي لا يمكن فقط المراهنة على تعاطف اوباما او غيره لتحقيق الحلم الفلسطيني، بل يجب العمل اولا على انهاء الانقسام واعادة توحيد الفلسطينيين والبحث عن وسائل لتقوية الموقف الفلسطيني ومواصلة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال والاستيطان من اجل دفع اسرائيل الى القبول بالتفاوض من اجل الحل وليس التفاوض من اجل التفاوض، والا فان الحقوق الفلسطينية ستتآكل بين سباق الامل الفلسطيني وسباق العمل الاسرائيلي.
د. وجيه أبو ظريفه
الخبير في الشئون الاسرائيلية
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني



#وجيه_أبو_ظريفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاءات القمة اعلى جلسات التفاوض .... وليس مجرد لقاءات مجاملة
- لضمان دور أمريكي ايجابي في المنطقه نحتاج الي دور عربي فاعل ف ...
- خطة اوباما للسلام خطة لادارة الصراع لا للتسوية
- حركة فتح علي الطريق السليم ...........ولكن الي اين
- خطة نتنياهو للتسوية خطة للسلام ام تخطيط للحرب
- الحوار الفلسطيني بلا ارادة حقيقية لن يؤدي الي مصالحة
- الحوارالفلسطيني الداخلي وسيلة للمصالحة وليس مناورة لإهدار ال ...
- غزة- بيروت أولا... والمنطقة علي شفا الهاوية
- التهدئة مع إسرائيل بالعصا أم بالجزرة؟
- عزيزي فضل لن تدفن الحقيقة وبالدم سنكتب لفلسطين
- اسرائيل تبحث عن مفاوضات دائمه لا حل دائم
- الاستيطان ومعركة ما بعد الخطابة
- وحدة اليسار ضرورة موضوعية ومطلب شعبي


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وجيه أبو ظريفة - المفاوضات مع اسرائيل بين سباق الامل وسباق العمل