أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سعاد خيري - مسرحية الانتخابات في ظل الاحتلال وادواته واول فصولها تفجيرات الاربعاء الاسود ومحكمة دولية















المزيد.....

مسرحية الانتخابات في ظل الاحتلال وادواته واول فصولها تفجيرات الاربعاء الاسود ومحكمة دولية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 15:47
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


اتخذت الادارة الامريكية من العراق منصة لعرض مسرحياتها على العالم تحت شعارات التحرير والديموقراطية وحقوق الانسان . وشهد العالم افضع جرائم الحروب والابادة الجماعية بافضع اسلحة القتل المحرمة دوليا والتدمير الشامل لكل المعالم حضارية ومنجزات اجيال وقتل العلماء والمفكرين اذ لم تكتف بقتل وتدمير الحاضر بل والمستقبل ايضا تحت شعار تحرير العراق من النظام الدكتاتوري!! وتحت شعار الديموقراطية شرعت افضع الدساتير رجعية وملأته بالعديد من التناقضات اللفضية. واحتفظت باكثرية قوانين النظام الدكتاتوري المكبلة لحقوق الجماهير ولا سيما القوانين المكبلة للطبقة العاملة والمنظمات الجماهيرية . وتحت شعار حماية حقوق الانسان استباحت اهم حقوق الانسان في العراق ولاسيما حقه في الحياة. ومن افضع جرائمها بحق الانسانية ما تعانيه الطفولة في العراق جراء حربها واحتلالها ، الذي يمر في عامه السابع، من قتل وتيتيم. اذ يعاني ما يقرب من خمسة ملايين طفل عراقي من اليتم والتشرد ، وتعرضهم لعصابات الاتجار باعضاء البشر وبالجنس، فضلا عن اصابة الالاف منهم بالتشوه والامراض الخطيرة جراء استخدام اليورانيوم المنضب. ولايقل عن ذلك ما اباحته من قتل وتحكم بمصير المرأة تحت شعارات حقوق المرأة وضمان مساهمتها في صنع القرار، وراء واجهات من نساء وزيرات وبرلمانيات، تختطف النسوة وتستباح في الشوارع والبيوت وتحرم من العمل والدراسة. وتطرح الغاء العمل بقانون الاحوال الشخصية الذي لم يجرأ حتى النظام الدكتاتوري على الغائه!!
وشهد العراق والعالم ثلاث مسرحيات للانتخابات الديموقراطية في ظل الاحتلال لا تختلف من حيث هدفها الرئيس اقامة برلمان وحكومة مطيعة تنفذ كل المخططات والاتفاقيات الهادفة الى ادامة الاحتلال والهيمنة الاقتصادية والسياسية والعسكرية واشغالها واشغال الشعب بمناقشات وقضايا ثانوية واقامة عروض لمسرحيات تحت شعارات وطنية وديموقراطية ، محلية وعالمية، كالمسرحية التي نشاهدها اليوم في زج الامم المتحدة في قضية حماية الشعب العراقي من الاعمال الارهابية التي جيرت هذه المرة على حساب سوريا خدمة للمخططات الامريكية في تركيع سوريا وتستير للمخطط الرئيس في ترويع الشعب العراقي بافضع جرائم القتل واشغاله بالقلق على حياته عن كل مطلب اخر وشعوره باليأس والضعف وحاجته للحماية حتى وان كان الشيطان نفسه!! أي الاحتلال. فحتى الانسحاب الشكلي من المدن الذي جرى تحت ضغط الازمة الاقتصادية والضغط العالمي والشعبي العراقي والامريكي، ورغم تغلغل الخبراء والمستشارين الامريكان في كل مرافق الدولة والمؤسسات والمشاريع الاقتصادية والخدمية، فان مراكز القرار الامريكية التي لا تزال بيد اقطاب الادارة السابقة تناهضه، وتعمل على العودة عنه . فقد تم مؤخرا وعلى اثر التفجيرات الاخيرة اقرار تشكيل قوات مشتركة عراقية وكردية وامريكية تجوب شوارع المدن حماية للامن!!
ومع ذلك لايمكن التغاضي عن الاختلاف بين المسرحيات الانتخابية الثلاث ولاسيما في تطور وعي الجماهير ومواقفها من الاحتلال وادواته ومن المساهمة في الانتخابات نفسها، فضلا عن تطور ادوات الاحتلال من وزراء وبرلمانيين و تطوراساليبهم في خداع الجماهير وكسب اصواتهم وفي تطور اساليب ووسائل المنافسة بين فصائلهم وتكتلاتهم. فاذا كان الاندفاع الجماهيري نحو الانتخابات في اول مسرحياتها هائلا باعتبارها اول تجربة انتخابية بعد سقوط النظام الدكتاتوري وعدم اتضاح المخطط الاجرامي لقوات الاحتلال ، فضلا عن الشعارات البراقة للكتل السياسية والطائفية للمرشحين وتسترهم وراء مواقفهم السابقة المناهضة للدكتاتورية وتحالفاتهم الواسعة ، فقد شهدت المسرحية الثانية تطورا في وعي الجماهير ولاسيما في الموقف من قوات الاحتلال ومن المطالب الشعبية الملحة كقضايا الامن والخدمات ولاسيما توفير الوقود والكهرباء . وطورت كتل الادوات السياسية وسائل واساليب كسب اصوات الجماهير باستغلال اسلحة ايديولوجية وفي مقدمتها سلاح الطائفية بتوجيه من اسيادها المحتلين الذين استخدموه كافضل سلاح ارهابي لشق وحدة الشعب العراقي السياسية والاجتماعية. ولعبت الحوزات الدينية دورها في التاثير على نتائج الانتخابات . ولم تستطع القوى الوطنية بلورة برامجها الوطنية دع عنك تثبيت مواقعها الجماهيرية تحت شعار انهاء الاحتلال وربط النضال من اجل تحرير الجماهير من الارهاب ومن جميع اشكال معاناتها بالنضال ضد الاحتلال ، بل وتحالفت مع تكتلات وقوى تعلن عن تبعيتها للمحتلين.
واذ نعيش اليوم فصول مسرحية الانتخابات الديموقراطية الثالثة في ظل الاحتلال وادواته، وكان من ابرزها التفجيرات في مركزين حكوميين رئيسيين وزارة الخارجية والمالية ، التي اودت بحياة ما يزيد على مائة وجرح الف وارعاب الملايين واشغالهم بالقلق على حياتهم وحياة اعزائهم. وتتصاعد يوميا تبعاتها وتتسع لتشمل دول اخرى ولاسيما سوريا بل ونقل التحقيق فيها الى المحافل الدولية . لقد تطور الوعي الجماهيري ولم يعد سلاح الطائفية قادر على خداع الجماهير . فقد عرت اربع سنوات من الحكم تحت الشعارات الطائفية زيفها وخدمتها للمصالح الفئوية والشخصية وخدمتها لمخططات المحتلين. وتصاعدت النضالات الجماهيرية ولاسيما نضالات الطبقة العاملة من اجل حقوقها النقابية والنضال ضد الاتفاقيات الامنية مع المحتلين وفضح محتواها الاساسي في ادامة الاحتلال والهيمنة على حاضر ومستقبل شعبنا والنضال ضد مشروع قانون النفط والغاز الذي يبيح هيمنة الشركات النفطية على ثرواتنا النفطية لعشرات السنين. ولكن كل ذلك لم يؤدي الى أي نصر حاسم في أي من مجالاته، لانه جرى في غياب القيادة السياسية الوعية لضمان التنسيق بين جميع هذه القوى الجماهيرية وتوحيدها في تيار وطني يربط بين اهداف ومطالب جميع القوى الوطنية وتضامنها وتطوير وسائل واساليب كفاحها ورطها بالنضال من اجل انهاء الاحتلال. في حين طورت قوات الاحتلال من ادوات ووسائل تركيع شعبنا ولاسيما بتطوير اسلحة الرعب والفتك. و طورت ادوات الاحتلال من كتل وتجمعات سياسية اساليب خداعها للجماهير بشراء اصواتها بالمال بعد فشل اسلحة الطائفية وغيرها وشهدنا خلال الاشهر القليلة الماضية سرقة العديد من البنوك من قبل القوات والمليشيات التابعة لهم، فضلا عن تصاعد التنافس فيما بينهم وبلوغه مرحلة الاغتيالات والتفجيرات بما فيها تفجير الاربعاء الاسود ولا يمكن تصور او حصر ما قد تتفتق عنه قرائحهم الفاسدة والمدعمة بقوات الاحتلال حتى الانتخابات الحالية وما بعدها.
ورغم كل ذلك فان مسرحية الانتخابات تفتح المجال امام القوى الوطنية لتعرية ادوات الاحتلال وفضح كل اساليبهم ووسائلهم وفي توعية وتعبئة الجماهير في النضال من اجل مطالبهم الانية وربطها بالنضال ضد الاحتلال ولعل مظاهرة يوم الجمعة التي حملت المطالب الانية للجماهير وفي مقدمتها حماية الامن تشكل الانطلاقة الاولى في استثمار مسرحية الانتخابات لتحركات جماهيرية اوسع واكثر فاعلية في النضال الوطني والعالمي ضد اعداء شعبنا واعداء الانسانية
سعاد خيري في 6/9/2009



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنجعل دورة الجمعية العامة للامم المتحدة القادمة محكمة عالمية ...
- اخطر اسلحة الامبريالية لادامة هيمنتها اقامة انظمة تابعة اشد ...
- الاسراع بمحاكمة مجرمي الحرب على العراق ضمان لحماية البشرية م ...
- الطبقة العاملة العراقية تقاوم التركيع وتعزز ثقة شعبنا بدورها ...
- دعم اضراب عمال النفط في البصرة مهمة وطنية وعالمية لحسم الصرا ...
- احتدام تناقضات عصرنا في ظل التطور العاصف للمعلوماتية العلم و ...
- المجد لشهداء الوطن والانسانية والتحية للشهداء الاحياء
- ثورة 14/تموز
- الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال جزء من استراتيجية فاشلة لحل ا ...
- الشعب الايراني اخترق في انتفاضته عصرين من التخلف ودخل عصر ال ...
- دعم كفاح عمال وزارة الصناعة ضد تعليماتها بغلق معامل الدولة م ...
- الماركسية علم ونهج مادي دايلكتيكي وليس ايديولوجيا
- الانتفاضة الايرانية اسطع برهان على افول عصر الايديولوجيا
- لن يقتلوا السليقة الثورية للشعب العراقي وضميره الحي بقتل حار ...
- تحت شعار الحرب ضد الارهاب لبوش وغصن زيتون اوباما نفقات التسل ...
- استرشاد رئيس القطب الاكبر للعولمة الراسمالية بحكمة خادم الحر ...
- في يوم الطفل العالمي يباد ملايين الاطفال في العالم رغم القوا ...
- كيسي يدق طبول الحرب ويعلن العراق قاعدة متقدمة لها في محاولة ...
- نوارس دجلة تعزز الثقة بقدرة المرأة العراقية على تحدي ظلام ال ...
- الغاء المادة 41 من الدستور العراقي والالتزام بقانون الاحوال ...


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سعاد خيري - مسرحية الانتخابات في ظل الاحتلال وادواته واول فصولها تفجيرات الاربعاء الاسود ومحكمة دولية