|
مسرحية حمدية صالح و ابنائها...
جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 14:30
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اكثر الكتابات تندد بالحكومات والانظمة السياسية في العراق و بعض البلدان الشرقية الاخرى وتنتصر لشعوبها المسكينة المغلوبة على امرها دون الاجابة على السؤال البسيط: كيف و لماذا اتت هذه الانظمة الى الحكم بقوة السلاح و الخوف او بوسائل اخرى مثل استغلال سذاجة و بساطة الناس و غبائها؟ الانظمة السياسية بجميع انواعها و خاصة التي تسمى بالجمهوريات لا تأتي من فضاء فارغ او بمعزل عن عقلية و ثقافة شعوبها. لايمكن ان تكون الحكومة دكتاتورية متسلطة اذا لم تكن طبقات كثيرة من شعبها بنفس العقلية المتحجرة في البيت و الدائرة و المجتمع. لقد تعودنا على القاء اللوم دائما على الاخرين دون التفكير ولو دقيقة واحدة بدورنا في هذه المعادلة . جميع الانظمة السياسية تتكون من ابناء شعوبها تربت على ثقافتها و عقليتها لا يمكن اصلاحها الا باصلاح البنية التحتية لشعوبها. اذا كان الحاكم لص فنحن ايضا لصوص و اذا كان الحاكم فاسد فنحن لسنا بملائكة. هذه ليست قضية سياسية بحته وانما بالدرجة الاولى اجتماعية و ثقافية واخلاقية و نفسية و اقتصادية و الانظمة السياسية ليست الا مرأة عقلية شعوبها و نحن لا نعرف كيف كانت تكون نوعية الحكومات لو تكونت من حمدية صالح و بناتها.
عراق اليوم ليس عراق مهد الحضارات السابق و لا يمكن ربط الاثنين لان مكونات ومقومات الشعب العراقي اليوم تختلف وهي ليست امتداد للماضي القديم. الثقافة العراقية اليوم دكتاتورية في جميع طبقاتها و مؤسساتها ابتداءا بسيطرة الاب وواجب ابناءه بالولاء و الطاعة العمياوية. هذه المجتمعات قاسية لا تحترم الضعيف و المعوق و العاهرة او المختلف جنسيا. هذه المجتمعات لا تزال تؤمن بضرورة وجود جيش من العسكر لمحاربة شعوبها و جيرانها لان الجيران بنفس العقلية ايضا و الا ماهو دور الجيش اذا لم يكن للقتل والانقلابات العسكرية او الهجوم على الجار و الدفاع عن النفس؟ هذه المجتمعات تؤمن بسياسة الغابة و البقاء للاقوى .
جميع بلدان العالم تخصص قسم كبير من ميزانتها لوزارة الدفاع المشؤومة بدل صرفها على فقراء مجتمعاتها او مشاريع اخرى . ولكن المجتمعات الذكية حتي اذا لا تستطيع القضاء على العسكرنهائيا يجب ان تحاول على الاقل ابعادهم تماما مثل الدين من المؤسسة السياسية و تحديد صلاحياتهم. لاحظ ان مصطلحات الجندي و العسكر هي اجنبية دخلت الى اللغة العربية من الفارسية و اللاتينية. والان يجب علينا ان نحلل : لماذا لم يتمكن الشعب العراقي القضاء على حكوماتهاالفاسدة دون الاستعانة بالعسكر وانقلاباتها او الاستعانة بالاجنبي ؟ بعد التخلص من الدكتاتوريات السابقة سنحت للشعب العراقي من دون الشعوب الاخرى في المنطقة اليوم فرصة ذهبية لمراجعة و فهم نفسه اكثر بعد خبرتها المرة الطويلة . يجب ان نسأل انفسنا اسئلة صعبة كثيرة و نحاول الاجابة عليها و وضع حلول واقعية لها بعيد عن الانفعالات.
الفساد و السرقة و اقتصاد ابناء العم هي مشاكل المجتمعات قبل الحكومات. فاذا تسلقت سلم المناصب الحكومية فلافراد عائلتك و اهلك الاولوية في المناصب الاخرى: الو ابو فلان بالله اذا ماكو زحمة صديقي ابو علان يحتاج اجازة السياقة راح يجي باجر صبح يمك ارجوك ساعده هو خوش ولد ... ولكن لا تنسى كلنا - خوش اولاد - نحتاج ان نفتش عن المرض في نفسنا بالاول فكلنا مرضى في حاجة الى علاج تعليمي واخلاقي والفساد يلاحق الانسان اينما ذهب . لا تتهم الاخرين بالفساد اذا كنت انت فاسد ايضا و حاول فهم و تحليل هذه الظاهرة قبل ادانتها. والسؤال هو: هل يمكن القضاء على الفساد في نفس الانسان؟
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طب الاعراض و التجارة
-
القائمة...
-
اضربي و اكسري السقف الزجاجي
-
زلة اليد و اللسان - في نقل القرآن
-
اقرأ بإسم الانترنيت الذي سلى ليطغى...
-
لماذا القصة القصيرة ؟
-
قسيمة اشتراك مسلم
-
شر النمو لاقتصادي
-
من هو عراقي ؟
-
عبيد الوقت و القنابل الزمنية
-
متى نتعلم قواعد المفاوضات؟
-
ابو فلان ...
-
اللغة ديموقراطية ...اولا و اخيرا - الحلقة الاولى -
-
اين هو ثلج لبنان و لبنها ؟
-
حياة الرجل الشرقي في الميزان
-
الشرطي اهم من الجندي
-
اعترافات مذنب
-
الكلب الذي ينبح كثيرا لا يؤذي
-
ما معنى – قرآن - ؟
-
حياة الرجل الشرقي اصعب من حياة المرأة الشرقية
المزيد.....
-
إعلامي مصري يشعل ضجة بدعوته إلى إلغاء تدريس التاريخ والجفراف
...
-
رواية غربية جديدة: زيلينسكي تراجع عن تفجير السيل الشمالي وزا
...
-
قائد الجيش الأوكراني السابق ينفي علاقته بتفجير -السيل الشمال
...
-
مفاوضات -الفرصة الأخيرة- تنطلق اليوم في الدوحة..فهل ستنجح؟
-
نساء أفغانيات فقدن وظائفهن -يرغبن في الصراخ-
-
ترامب تحدث مع نتنياهو عشية جولة مفاوضات -حاسمة- بشأن حرب غزة
...
-
صحيفة ألمانية: الجيش الأوكراني يستخدم في منطقة دونباس -الكلا
...
-
قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف عددا من بلدات الجنوب اللبناني
-
-الشمس الحارقة- الروسية تحصل على منصة دبابة -تي-80-
-
الكابينت الإسرائيلي يجتمع في -الحفرة-
المزيد.....
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|