|
ا علاقة ثورة اكتوبر بجلكانات البنزين؟
أمير الحلو
الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 11:11
المحور:
كتابات ساخرة
يلومني بعض القراء حول قيامي بالكتابة عن امور(باردة) في ظل اجواء (ساخنة) ما ينطبق عليه المثل المعروف(عرب وين طنبورة وين)ولكني اقولها بامانة ان هذا الاسلوب مقصود مني فانا لا اكتب بصيغة مباشرة حول موضوع ساخن وانما ادور في الحلقات الباردة ثم الدافئة التي تصب اخيراً في المياه الساخنة بحسب التعبيرات السابقة التي كانت تتهم الاتحاد السوفيتي السابق بالرغبة في الوصول الى المياه(الدافئة)اي مياه الخليج العربي الغنية بالنفط والتي تخضع الى الهيمنة الاميركية بشكل او باخر قبل ان(يفرض)على العراق مثل هذا الوضع ونصبح ضمن مناطق النفوذ الخارجي بعد ان كنا ضمن منطقة النفوذ (الداخلي)والانفراد السلطوي مع بعض العلاقات الخارجية من وراء الكواليس لذلك وجميع الصحف تكتب في افتتاحياتها ومقالاتها واعمدتها عن الانتخابات المقبلة وتوقعاتها فاني(ابتعد) عن قصد لاتحدث عن خبر قرأته واستفزني،وهو يقول ان روسيا قررت إلغاء الاحتفالات بذكرى ثورة اكتوبر 1917 وبالرغم عن(بعدي) من القضية و(ابتعاد) القضية عن قضايانا الراهنة إلا انني اصبت باحباط شديد عندما ارى ان الاحداث العظيمة التي هزت وغيرت مجرى العالم طيلة ثلثي القرن العشرين يراد لها ان تلغى بجرة قلم،والواقع ان بعض السياسيين والمحللين يقعون(حتى عندنا) بخطأ عندما يقيمون احداث الماضي بمقاييس الحاضر،وصحيح ان اسبابا عدة ادت الى انهاء الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية عبر اجراءات مسبقة لا تقل (شفافية)!عن التي سبقت احتلال العراق بقيادة الولايات المتحدة الاميركية(بالطبع) ولكن من الصحيح ايضا القول ان ثورة اكتوبر هي التي صنعت الاتحاد السوفيتي الذي حقق تقدما صناعيا وعلميا و(فضائياً) كبيراً والانتصار الحاسم على النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية والذي وقف مع الشعوب والقوى التحررية في العالم كله وقد(دفع ضريبة ذلك في اقتصاده وعلاقاته الدولية ثم ترتيب اجراءات انهيار نظامه) وبالرغم من كوني (قومجي)من(نعومة اظافري)إلا انني احترم لينين والاتحاد السوفيتي والفكر الماركسي اللينيني كاسلوب للتحليل العلمي وكتبت مقالات عدة حول ذلك في مجلة(الثقافة الجديدة) الشيوعية كما القيت محاضرة عام 1967 في مركز الماركسية اللينينية في مدينة يريفان عاصمة ارمينيا حول(لينين والقضية الفلسطينية)تفلسفت خلالها متوصلا الى(قناعة) بأن لينين لا يمكن ان يرتضي بوجود كيان عنصري صهيوني على حساب شعب يعيش على ارضه . وفي الزيارة نفسها زرت مع الشاعر الكبير المرحوم عبد الوهاب البياتي وشخصيات سياسية وثقافية اخرى ضريح لينين،ولاننا وفد رسمي فقد سمحوا لنا باختراق الصفوف التي تقف يوميا منذ ساعات الصباح الاولى وعلى مدار السنة لزيارة ضريح لينين ورؤيته محنطاً … وكانت لحظات مؤثرة بالنسبة لي ان ارى ذلك الرجل الذي(هز العالم في عشرة ايام) ثم لتهز العالم لاكثر من سبعين سنة . أنني لا أريد التدخل في شؤون روسيا الداخلية فانا اكن لها ولشعبها كل التقدير والمحبة ولكني لا يمكن ان اتصور انها يمكن ان تلغي عقودا من تاريخها بالرغم من مرارتها وحلاوتها انتصاراتها،وتضحياتها مع اخطاء في الدكتاتورية وعبادة الفرد في عهد (الجبار)ستالين الذي لا يمكن إلا ان نعترف بقوته وشخصيته وجبروته وحتى انجازاته. ان مطالبتي بعدم الغاء احتفالات اكتوبر ورفع ضريح لينين من مكانه يأتي وسط( سيادة جلكانات البانزين)وتعطيل دور محطات الكهرباء والوقود ووسط كل مظاهر (السعادة) في الخدمات المقدمة للمواطنين ما يعطي الانطباع بأنني (بطران) في دعوتي ولكني اعتبر القضايا الاخلاقية واحدة في كل العالم ومن يرضى باحتلال اليوم لا يمكن له ان يلغي ذكرى ثورة العشرين عندما قاوم اجدادنا الاحتلال البريطاني،فالشعوب تحترم تاريخها النضالي وتلغي الصفحات السود من ذلك التاريخ خصوصاً اذا كانت دكتاتورية مقيتة + تخلف وضياع الثروات وعدم تحقيق اي انجاز او مصلحة للشعب وخصوصا طبقاته الفقيرة. وانا اختم كتابتي لهذا الموضوع هتفت من اعماقي وبصوت خافت حتى لا يسمعني أحد ويتهمني بما لايحمد عقباه(فلتحيا ذكرى ثورة اكتوبر وقائدها لينين)… وانا بانتظار(شتائم) من لا موضوع لديه للكتابة !
#أمير_الحلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى اين تؤدي هجرة وتهجير العراقيين؟
-
حسنة
-
لينين المفكر والثائر
-
الطريق الجديد في الاشتراكية
-
الماركسية اللينينية وحركة الثورة العربية المعاصرة
-
لينين والصهيونية
-
وداعاً خسرو توفيق انساناً ومناضلاً
-
الى استاذي الراحل (ابراهيم كبة) صاحب فكر ثائر ورحيل صامت
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|