أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - كريم عزمي - الخروج عن النص














المزيد.....

الخروج عن النص


كريم عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 08:10
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


كل انسان منا ولد و نشأ و تربي و عاش و مر بظروف مختلفة تماماً عن أي انسان أخر .. كل هذه الظروف و التجارب التي خاضها هذا الانسان تخلق منه شخصية فريدة من نوعها تلك التي من المستحيل أن تتشابه مع أي كائن أخر فوق هذه الأرض .. بل أن هذا الاختلاف و التميز و الفردية تجدها أيضا بين هؤلاء الذين ولدوا و نشأوا و تربوا و عاشوا و مروا بنفس الظروف و الاختلاف بينهم هنا يرجع إلي التكوين النفسي الداخلي أو الاستعداد النفسي لهؤلاء الاشخاص .. قد توجد تشابهات بين بعض الشخصيات و لكن من المستحيل ان يوجد تطابق بين الأشخاص .

لهذا و من هذا المنطلق يجب علينا ان نكون على وعي تام عند دخول شخصان في علاقة حب او ارتباط انهما سيواجهان شىء عظيم و هو الاختلاف بينهم و محاولة الوصول لحالة الاندماج التي عندها يصل الاثنان لأعلى درجات السعادة .. و اذا نظرت حولك ستجد صدامات كثيرة بين المرتبطين في السنوات الأولي من علاقتهم .. و هذا شىء طبيعي يجب ان يعيه الطرفان و يكونا على استعداد تام لمواجهة هذا الاختلاف وصولاً للاندماج .

و هذا الصدام يرجع الى ان كل شخص منا لديه السيناريو الافتراضي و المتوقع من الحبيب او الطرف الأخر .. هذا السيناريو الافتراضي الذي تكون طبقاً لظروف و افكار و ميول و توجهات كل شخص منا .. و تحدث المشكلات و الصدامات حينما يسلك الطرف الأخر طريقاً او تصرفاً او رد فعل غير مطابق لما رسم في السيناريو الخاص بنا .. و حينما يحدث هذا الاختلاف او الخروج عن النص المتوقع نجد ان ردود افعالنا تختلف أيضا كل منا حسب شخصيته .

قد يحاول البعض لفت نظر الطرف الأخر انه أخطأ و قد كان عليه أن يسلك هذا الطريق او يقوم بتصرف معين او رد فعل أخر بدلاً من هذا الذي قام به و الذي يختلف تماماً مع ما نتوقعه منه .. أو قد يكون رد الفعل أن يصمت البعض منا متمنين ان يفهم الطرف الأخر ان هناك خطأ ما فيحاول هو الوصول بمفرده للتصرف او رد الفعل المتوقع دون أي توجيه او ارشاد منا للطرف الأخر .

مثال على ذلك :
ماذا تفعل اذا اخذ حبيبك الموبيل الخاص بك بدون علمك و قراء الرسائل الواردة إليك و راجع دليل الهاتف الخاص بك ؟ و جاء إليك يواجهك ان هناك صديق ارسل لك رسالة ما قد تحوي كلمة حب او فيما معناه انك مقرب له مع العلم ان هذا الشخص مجرد صديق لا أكثر و انك لا تحمل له أي مشاعر أكثر من كونه صديق و انت عندما قرأت هذه الرسالة لم تفهم هذا المعنى الذي هو يتهمك به الآن؟ كيف سيكون رد فعلك ؟

ستختلف ردود الافعال تماماً من شخص لأخر .. قد ينفعل البعض و يعترض على المبدأ اساساً من انه أخد هاتفك بدون علمك .. قد يدافع البعض عن نفسه و انه ليس هناك أي شىء بينك و بين مرسل هذه الرسالة و انه مجرد صديق .. قد يسكت أخر و يبكي لاحساسه بالجرح و انه مُتهم بالخيانة ... و كثير من ردود الأفعال التي ستختلف باختلاف شخصيتنا

و لكن هل جاء في عقل أي منكم أنه من المفترض انت أيضا أن تقوم بنفس الفعل و أن تأخذ هاتف حبيبك هذا و تقرأ الرسائل الواردة إليه و تبحث في دليل الهاتف الخاص به كدليل على اهتمامك به و حبك له ؟ ربما يجيب البعض بالموافقة و ربما يعترض الأخر على هذا .

اذا فالوصول لمرحلة الاندماج ليست بالشىء الهين أو البسيط .. فالسيناريوهات لدى كل منا مختلفة تماماً باختلاف شخصياتنا .. لذا فما الداعي لوجود هذه السيناريوهات مادامت لن تتطابق مع تصرفات من نحب و انها ستختلف دائماً .. أليس من الأفضل ان نهتم بمعرفة الطرف الأخر و اكتشاف شخصيته و اكتشاف ايجابياته و سلبياته و كتابة سيناريو جديد يتفق مع اتجهاتنا و اتجاهات من نحب .

لذا يجب على الطرفين ان يتحاورا و يتناقشا بشكل مستمر و دائم لمعرفة كل منهما الأخر تاركين كل السيناريوهات المتوقعة و ألا يستحوذ طرف منهما على الأخر طالباً من الطرف الثاني أن يتغير و يتشكل في تصرفاته و ردود أفعاله و تفكيره بنفس الصورة الافتراضية التي رسمها الطرف الأول في السيناريو الخاص به .. لانه من المستحيل أن تمحو شخصية انسان و تستبدلها بأخري .. قد يستطيع هو ان يتقمص تلك الشخصية التي كتبتها انت في السيناريو الخاص بك لفترة محدودة كما يفعل الممثلين وقت العمل و لكن لن يستطيع ان يستمر لفترة طويلة حيث دائماً لابد ان يعود لشخصيته الحقيقية .. و اذا أثر طرف من الاثنان على أن السيناريو الخاص به هو الأفضل و هو المثالي و هو الطريق الوحيد للوصول للسعادة في هذه الحالة ستكون العلاقة بينهم تتجه نحو النهاية المحتومة .

لذا تخلصوا من سيناريوهاتكم الافتراضية للحبيب و اكتشف شخصية حبيبك الحقيقية و حاولا سويا الوصول للسعادة – الهدف الأول للعلاقة – عن طريق الاندماج و التغيير في الطرفين .. و اذا لم تتحق السعادة فالافضل عدم الاستمرار بها لانها ستكون سبب للشقاء المستمر .



#كريم_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء على الشعب المصري
- لن يعود .. قصة قصيرة
- هاكاتاه .. قصيدة
- قُبلة .. قصة قصيرة
- تمنيت أن أعيش في الهواء
- أدم و الشجرة المُحرمة
- ليلتها الأخيرة .. قصة قصيرة
- دِول العالم النائم
- تاريخ حركة الدفاع عن حقوق المثليين
- إخناتون و سمات الرجولة
- حبك داخلي أبداً لن يموت
- اللقاء الثاني .. قصة قصيرة
- لما أكبر هتغير !!!
- حوار جمعية القوس مع كريم عزمي
- للوقاية من المثلية الجنسية
- حينما يتزوج المثلي امرأة
- إيساف .. قصة قصيرة
- المثلية الجنسية و التدين
- التفاح الأخضر و التفاح الأحمر و المثلية الجنسية


المزيد.....




- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - كريم عزمي - الخروج عن النص