أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم الثوري - رحلة الملتاع في عراق الجياع















المزيد.....

رحلة الملتاع في عراق الجياع


كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 2759 - 2009 / 9 / 4 - 15:05
المحور: كتابات ساخرة
    


رحلة الملتاع في عراق الجياع
- مدينة الثورة الصدرية - كيف غاب الضمير وبقي الانسان ؟؟
(أصعب الأشياء في الإجابة عليها ، هي أبسطها وأكثرها تداولاً)
عندَ بناية ساحة 55 في مدينة الثورة قبالة أثر الهرم الكبير المخلوع الذي كان يزود مدينة المحرومين بالماء ، هناك بناية كبيرة حولتها الطائرات والقذائف اثناء (صولة الفرسان) الى نسيج متهدل لحديد معوج مازالت بقايا الاسمنت متعلقة به كأثر لظل ِ حياة في خبر كان .
راحت عيناي تتفقدان الخراب وكأنها تلامس عن قُربٍ خراب الحواس وهي تستدرج التاريخ القريب البعيد فما جاء متاخرا عنها حاضر في مشهدها مُذ كان يحبو على أربع ‘ يبدو ان المكان كان ايضا سوقاً شعبيا من خلال بقع قشور البيض الذي لم يبارح اصفره مخيلة الطماطة الحمراء واشلاء الخضروات وقد علتها اكوام نثار الاحجار والاسمنت الممزق ومخلفات عربات الباعة تصورهم كما لو انهم أجساد ممزقة تروم اللحاق بالبنايات المحاذية اثناء مباغتة القصف الجبار المُباغت ‘ بقايا عباءات النسوة يعصف بها الغبار الاحمر فيحيلها الى زوبعات كانت مسنودة من اطرافهن باثقال المرميات. لعلهُ الشاهد المُتاخِر لصولة اصابت من حيث اخطأت فالناس هنا يمرون على المشهد باعصاب باردة يرمقونة بنظرة خاطفةمتسائلة ومقاربة بين هندامه الانيق وما يحيط من حوله من اشكال الخراب...
لولا انه جاء لدائرة النفوس في البناية التي تقع بالقرب من الحدث لتمرير معاملة إخراج بطاقات الاحوال الشخصية لما عاين المشهد المعطوب ‘ ساقته قدماه وقد تعودت تقاطعات بالفطرة القديمة الازقة الضيقة المتعرجة ومطبات الارض غير المستوية في بنيانه المحدودب كأرض ابتلعته زمنا ثم اعاته بشكلها الجديد فلم يكن بين التطابقين من غرابة فتهميشها من نفيه القسري؟
البُعد الثالث من زيارتي للعراق بعد غربة قاسية موجعة هو حصول اولادي الذين ولدوا في امصار الدنيا ولديهم بيانات ولادات في بلدان قادتني الصدفة الاقامة فيها النكتة كانت أن اسم ابيهم غيره المثبت في دائرة النفوس والسبب يعرفه اهل الحكم وكل من عاش المنافي فقد كنا نبدل اسمائنا خارج العراق خوفا على من تبقى من اهلنا في الداخل ومن هنا مربط الفرس كما يقال:
كنت اظن أن الامر سيجري بعد التغيير مُسايرا لهواي تعاطيا مع غربتي وتفهم المسؤولين لها سيما جلهم ممن عانى من قسرية وقساوة النظام السابق لكني ومنذ الدقائق الاولى لدخولي دائرة النفوس ومشاهداتي اوجسني قلبي خيفة فكما لو ان الامور تجري على طريقة سوق هرج سيما بعد ان تعرفت على الشرطي الذي فتشني وعرفني من خلال ارتباكي فعرض خدماته بطريقة مؤدبة لكنها موحية لجهة المقابل المادي لا الاعتباري حاولت تجاوزه فتركني لحالي بعد اصطياده لفريسة اخرى كان على موعد باقتناصها...
اتعبني الأمر بين الذهاب والإياب وتسلق المدرجات والطوابير الفقيرة التي ارادت اكمال معاملاتها بطريقة لا تملك الاها لسوء وضعها الاقتصادي ولكني في نهاية الأمر لم اجد غير مَن خيروني بين امرين... من هم؟
اولئك المرتبطون العاملون خلف الكواليس مع موظفي دائرة النفوس قالوا لي اتركها لمعقب النفوس مقابل مبلغ من المال وهو يستخرجها بطريقته وإلا فوقتك هباءاً فلسوف تضيع بين الممرات والطوابق صعودا ونزولا وتخسر من المال اضعاف مضاعفة لكني اردتها اصولية فحاولت التشبث بالنظام بعد معاينتي وسائل التزوير ولكوني وطني - تلك بقاياي - قلت لا والف لا قالوا تعال اذاً لنريك وفعلا اتصلوا بإحدى المحاميات العاملات معهم وقالت لي بالحرف الواحد ( بابا شلك بهل دوخة يرادلك اشهر واشهر ومال لا يُعد ولا يُحصى انصحك بما نصحوك ؟!)
اجبت نفسي يالخسارة وخسة ايام النظال والغربة يبدو انني كنت اراوح محلي والسنين تمر حتى اصطبغ الراس شيبا...
وفعلا وكلت امري الى الله وازحت وطنيتي قليلا قلت لها استريحي فكاهلي فقد اتزانه يكفيني ما اصابني منك كنت اتبعك العمر كله مرهونا على الرف وجاء دوري اليوم لاقول كلمتي الفصل وتم الآمر بثلاثة ايام كيف وكم ( بالمال لا بالمبادىء تُساق الحياة على كف عفريت ..؟
اخرجو لي بطاقات مزورة ولكن لها اصل وفصل في السجل الرسمي وهذا امر يطول شرحه وقد عاينته بنفسي بطريقة كيفما اتفق وعلى الشكل التالي موجزاً:
تزوج فلان من فلانه ... بتاريخ كذا وكذا حسب وثيقة الزواج المرقمة ( --) والمؤرخة في ( --) الصادرة من المحكمة الشرعية في.............
فلانة: ولِدت في مدينة بغداد بتاريخ..... حسب شهادة الولادة الصادرة من مستشفى - العلوية -المرقمة والمورخة بتاريخ....
فلانة: نفس الخرط....
فلان: نفس العفط..... وهولاء الثلاثة هم ابنائي بكيت من الفرح كونهم وبلمح البصر اصبحوا بغداديين منذ النطفة الاولى فمضغة فعلقة ثم كسونا العظام لحماً تبارك الله أحسن الخالقين...
بعدها اخذني معقب المعاملات وذهب بي الى سيدة محجبة ترتدي السواد من راسها حتى قدميها ناهيك عن معصميها ورموش عينيها وما اجمل ظلالها تحت حاجبيها وقد تمعنت به طويلا ...قدمتني على الذين سبقوني في الدور وكان الازدحام على قدم وساق فقام الشرطي المسؤول بطلب سجل النفوس قالت له عند فلانة في القسم الفلاني رقم الغرفة (-- ) تعجبت من ذلك وعرفت فيما بعد بأن سجلات النفوس تتداور حسب الحاجة بالاتفاق على الطريقة إياها؟
وفعلا اراني أسماء أولادي وزوجتي وقارنها باسمي ( وجه وقفا) مع السجل الرسمي العتيق جدا عندها اعطيته الاوراق الثلاث (الامريكية) 300$ مسرعا والأهات تعصف بي في عراق صار فيه لكل شيء ثمن يجب ان تدفعه لتحصل على ما تريد باسرع وقت..... اي شيء مهما بلغت غرابته او صعوبته سارعتُ وبمحفظتي
( الوثائق الرسمية الاصولية ) اغني على هواي كيفما اتفق فوجدتني اردد اغنية سعدون جابر كشاهد عيان
( الي مضيع ذهب بسوك الذهب يلكاه والي مفارك محب يمكن سنة وينساه - بس المضيع وطن وين الوطن يلكاه) وختمتها باغنية اخرى باغتتني وانا اصعد التاكسي( كول واتمنه عليه اطلب شما ردت مني روحي اقدملك هدية....$$$300 هدية)

كريم الثوري





#كريم_الثوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تكسر أنياب التماسيح
- الطرة والكتبة
- صديقي سيد
- الصحافة العراقية ... ضغط الواقع وإستيلاء النقابة 3
- الصحافة العراقية... ضغط الواقع وإستيلاء النقابة القسم الثاني
- مراتب البايات
- الطريق الى مدينة المحرمين الثورة الصامدة 2 يافقراء العراق وم ...
- سرابيت العام شقاوة السنة
- سررت بكم
- بين البائع والشاري يفتح الله
- الصحافة العراقية
- حوار مع خوذة جندي قتيل
- الاقليات في العالم
- سليل الدمعة الساكبة
- غِبارٌ العراق والوجوه الغابرة
- تفهامية المقهى المحاصر عابر في التيه
- حوار مع حيوان زاحف
- حين يوظف المال لا حين توظف المبادىء
- حوار مع حذاء قديم
- العراق سينهض من جديد في حاضرة التاريخ


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم الثوري - رحلة الملتاع في عراق الجياع