أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - بمرور الزمان هل يشعر قاضى ( الدولة الاسلامية ) بالأمان !














المزيد.....

بمرور الزمان هل يشعر قاضى ( الدولة الاسلامية ) بالأمان !


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2757 - 2009 / 9 / 2 - 19:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الأستاذ / محمد عبد الله عنان مصرى من مواليد يوليو 1896 أصدر عام 1931 كتابا عن " تاريخ الخطط المصرية " ثم أعيد طبعه عام 1968 بعد إضافة فصول مستحدثة كان عنوان احدها " القضاء فى مصر الإسلامية " قد يهم القاضى المعاصر قراءته معنا :
يستهل المؤلف هذا الفصل بأن العصور الوسطى لم تعرف نظام فصل السلطات ( التشريعية والقضائية والتنفيذية ) " ولم تطبق بالأخص فى ظل أنظمة الحكم المطلق التى سادت فى تلك العصور " .. " ولكن هذه السلطات الثلاث كانت دائما ما تمتزج من الوجهة العملية وتخضع سواء منفردة أو مجتمعة لرأى الخليفة أو السلطان أو الأمير وكان هذا الرأى دائما فوق كل قانون أو قضاء أو نظام , وإن كان صاحب السلطة عادة ما يلتمس لنفسه ظاهرا من القانون أو النظام " ... " وهكذا كان القضاة أعوانا للسلطان قبل أن يكونوا أعوانا للعدالة .. أما تقدير مدى إستقلال القضاء أو حريته فقد كان يرجع فيه قبل كل شئ الى إرادة السلطان نفسه " .
ثم يورد المؤلف ما كتبه المؤرخ الفيلسوف إبن خلدون عندما تولى قضاء المالكية بمصر سنة 786 هـ فى عهد الظاهر برقوق .. " كتب كلاما طويلا عما كان يسود القضاء المصرى يومئذ من فساد وإضطراب وما يطبع الأحكام من غرض وهوى وعما كان عليه معظم القضاة والمفتيين ( من المفتى ) والكتاب والشهود من جهل وفساد فى الذمة " .. ثم يستطرد الأستاذ عنان " لذلك لم يدم زمن تولى إبن خلدون القضاء لأكثر من عام .. لقد كان خضوع القضاء لرأى السلطة ووحيها يتبدى بنوع خاص عند الحكم فى بعض القضايا الجنائية عندما تريد السلطة العليا أن تسبغ لون القانون والعدالة على قصاص أو إنتقام تبغى إجراءه , كذلك فى القضايا المدنية الهامة التى يراد منها إغتيال مال وثروات يطمع فيها بإسم الشريعة وقضائها .. حقا كثيرا ما كانت هذه السلطة العليا تغفل القانون والشرعية فى إجراءتها وأعمالها ولكنها كانت فى مواقع أخرى ترى أن من حسن السياسة ألا تتحمل مسئولية القصاص أو الإنتقام أو مصادرة الأموال وأن ترد مسؤليتها الى القضاء الذى هو على أى حال أداة من أدوات التنفيذ التى تسيطر عليها وتسيرها طبقا لمصالحها وأهوائها .
ترى عن أى عصر يتحدث الأستاذ عنان !! ثم يقص الكاتب قصة ينقلها عن المقريزى لدعم وجهة نظره فى فساد وتخبط قضاء ذلك الزمن .. ففى عهد السلطان الناصر فرج أنشأ أحد الأمراء مدرسة على أرض كانت موقوفة لعمل مدافن بعد أن إستبدلها بقطعة أرض أخرى لصالح أصحاب الوقف وحكم له قاضى القضاة .. بعد فترة غضب السلطان على الأمير وقتله ثم أعاد القضية ليحكم فيها قاض مالكى الذى حكم بعدم صحة الإستبدال وأحقية السلطان للأرض وما عليها .. ثم أن هذا السلطان قتل وخلفه الملك المؤيد فأعاد ورثة الأمير المغضوب عليه الأمر للقضاء فحكم لهم القضاة الأربعة طبقا للمذاهب الأربعة بصحة الاستبدال ورد المدرسة وتنفيذ وصية الأمير المقتول فيما يخصها .
ويعبر المقريزى عن تعجبه من تناقض القضاة وحكمهم بإبطال ما صححوه ثم حكمهم بتصحيح ما أبطلوه قائلا بأن هذا أعجب ما سمع به وأن الميل مع الجاه والحرص على الرئاسة هو أصدق تعليل لهذا الصدع الخطير فى بناء الدولة ونظمها .. الأستاذ عنان يضيف " أن هناك عاملا آخر له قيمته فى سبب خضوع القضاة للسلطة التنفيذية على هذا النحو هو أن القضاء الأعلى لم يكن يتمتع فى تلك العصور بما أُسبِغ عليه فى العصر الحديث ( عام 1931 ) من الضمانات الكفيلة باستقلاله وحمايته من تدخل السلطة التنفيذية وإنتقامها وأهمها عدم قابلية القضاة الأكابر للعزل أو النقل " .
وهكذا يعزى الأستاذ عنان خضوع القضاء للسلطة فى العصور الوسطى بسبب أن قاضى ذلك الزمن " لم يكن يعرف مثل هذه الطمأنينة التى عرفها فى ( 1931 ) وكان القاضى يخاطر دائما بمركزه وجاهه ورزقه وأحيانا بحياته إذا لم يذعن لرأى السلطة التنفيذية أو رأى السلطان " .
ترى هل حدث أن أصبح قاضى اليوم أكثر إطمئنانا من زميله فى العصور الوسطى بعد مرور عقد من القرن الحادى والعشرين وما يقرب من القرن على إصدار هذا الكتاب .. الله يرحمك يا أستاذ محمد عبد الله عنان لقد كنت عالما متفائلا



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث لصحفى مبتدئ مع خبير صرف صحى
- حفريات سلوكية من زمن البداية
- الى الصديق - سليمان ينى - الذى سألنى ببراءة - إنت لسة ما حجت ...
- الى حفيدتى التى لم توجد بعد- ماعت -
- الرسالة الثانية لحفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -
- حفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -


المزيد.....




- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...
- مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل ...
- القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد حسين يونس - بمرور الزمان هل يشعر قاضى ( الدولة الاسلامية ) بالأمان !