أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم العريس - السبات العميق» أيقظ السينما البوليسية














المزيد.....

السبات العميق» أيقظ السينما البوليسية


ابراهيم العريس

الحوار المتمدن-العدد: 2758 - 2009 / 9 / 3 - 16:38
المحور: الادب والفن
    


الجمعة, 28 أغسطس 2009
اذا سئلت مجموعة من كبار نقاد السينما العالميين ومؤرخيها عن الفيلمين اللذين يعتبران قمة القمم في السينما البوليسية الأميركية سيكون الجواب مشتركاً: «الصقر المالطي» عن رواية داشيل هاميت، و «السبات العميق» عن رواية رايموند تشاندلر. والحقيقة أن هذه ليست المرة الأولى أو الوحيدة التي يرتبط فيها معاً اسما هذين الكاتبين المتعاصرين تقريباً، واللذين كانا يعرفان بعضهما بعضاً، من دون أن تصل العلاقة بينهما الى مستوى الصداقة.

ولعل في امكاننا ان نقول هنا، ان ثمة الكثير من التشابه في المسار المهني للاثنين، حتى وان كان هاميت قد ركز أكثر على البعد الاجتماعي، بل السياسي لأعماله. في المقابل كان تشاندلر، أكثر تقنية وأكثر حرفية، ناهيك بأنه - على عكس هاميت - لم يضيع وقته، بل صرف معظمه في الكتابة: كتابة الرواية والقصص والمقالات والسيناريوات والرسائل، اضافة الى الكتابة النظرية، الى درجة أنه إذا كان هاميت منسياً بعض الشيء اليوم، فإن تشاندلر لا يزال حاضراً... ولنضف الى هذا أنه في مقابل الدزينة من الأفلام التي حققت انطلاقاً من روايات أو سيناريوات تحمل توقيع هاميت، تحمل اسم تشاندلر دزينتان، عدا عن السيناريوات الهوليوودية التي كتبها حين وظفته - واضطهدته كما فعلت مع غيره - كاتباً بأجر أسبوعي، ولم يجد سبباً حتى ليجعله يضع توقيعه عليها.

وإذا كان هاميت قد تغاضى عن ذكر حكايته مع هوليوود، فإن تشاندلر تفنن في رواية حكايته الخاصة، الى درجة أن الأخوين اثيل وجويل كون، حين كتبا سيناريو فيلمهما «بارتون فنك» عن آلام كاتب في هوليوود، كانت حكاية تشاندلر مع مصنع الأحلام هذا، في خلفية سيرة الشخصية الرئيسة في الفيلم. بالنسبة الى تشاندلر، كانت المرحلة الهوليوودية اساسية (وهو أمر سنعود اليه في حلقة مقبلة من هذه السلسلة)، ولكن هوليوود كانت أساسية كذلك في ازدهار أدبه. وإذا كان كبار هوليوود قد انجذبوا - أساساً - الى عمل واحد من أعمال هاميت، فإن أعمالاً كثيرة من كتابة تشاندلر فتنت هؤلاء الكبار، كما انه أثار الإعجاب حتى ككاتب سيناريو عن نصوص ليست له. وهتشكوك لم يكن بعيداً من الصواب حين ظل يعتبر السيناريو الذي كتبه تشاندلر له عن رواية «غريبان في قطار» لباتريشيا هايسميث، واحداً من أقوى السيناريوات التي اشتغل عليها.

ونعود الى روايات هذا الكاتب التي أفلمت، وهي تقريباً معظم رواياته بدءاً بـ «السبات العميق»، وصولاً الى «الوداع الطويل» التي لم يتردد مخرج شديد الخصوصية، مثل الراحل روبرت آلتمان في أفلمتها حين أراد أن يستخدم في فيلم يسخر فيه من تحريي هوليوود وسينماها، شخصية مبتكرة وشهيرة... والحقيقة أن هوليوود لم تكتف بأفلمة روايات تشاندلر الكبرى والطويلة، وعددها ثمانية (تلعب شخصية التحري النيويوركي الخاص فيليب مارلو الدور المحوري فيها)، بل أفلمت عدداً كبيراً من قصصه القصيرة التي كان نشر أولاها وعنوانها «المبتزون لا يطلقون النار» عام 1933، بعد سنوات من بدء هاميت في نشر قصصه القصيرة، وفي المجلة نفسها «بلوماسك» (القناع الأزرق). ومع هذا تظل «السبات العميق» التي أخرج هاوارد هاوكس، الفيلم المقتبس عنها عام 1946، أشهر الأفلام المأخوذة عن تشاندلر، من دون أن ننسى هنا ان السيناريو كان من كتابة ويليام فولكنر الذي نعرف أنه شارك تشاندلر وكذلك كليفورد اودتس، مغامرتهما الهوليوودية البائسة.

ورايموند تشاندلر، الذي ماثلت نهايته، في الشراب والمرض، نهاية زميله داشيل هاميت، كان ولد عام 1888 في شيكاغو (ليرحل عام 1959 في كاليفورنيا)، لكنه ارتحل لزمن الى إرلندا وهو طفل، إذ هرّبته أمه من قسوة والده السكير وسطوته. وبعد ذلك، حين جاوز سن المراهقة تنقل بين برلين ولندن ما سيعطي أدبه، لاحقاً، صبغة أوروبية، واشتغل في تلك المرحلة محققاً صحافياً. وهو في عام 1912، إذ ورث ثروة ما عن عم له، عاد الى الولايات المتحدة حيث عاش لفترة في لوس انجيليس، ثم انخرط في الحرب العالمية الأولى جندياً، ليعود منها موظفاً لعام أو عامين في شركة نفط، سرعان ما تركها ليتفرغ للكتابة و... للغراميات النسائية، حتى وإن كانت اثنتان من «نساء حياته» (هما أرملة جورج اورويل، وزوجة ستيفن سبندر) ستزعمان بعد موته أنه كان مثلي الجنس... وهو أمر يتناقض بالطبع مع «فحولة» بطله مارلو، الذي سيقال دائماً إنه صوّره على... شاكلته.
عن الحياة اللندنية



#ابراهيم_العريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروايات والمسرحيات على الشاشة ورائحة الخيانة تعبق في كل مكا ...
- «القسيس الأسود» لتشيكوف: صراع الروح والجسد
- -بلاتونوف- لتشيكوف: حين يخون المثقف نفسه
- «الشاحنة» لنادين غورديمير: عاشق أميركا وعاشقة الصحراء
- «بادلاند» لتيرنس مالك: اجرام على طريقة السينما
- «عن الحب وشياطين أخرى» لماركيز: القبر والشيخوخة والشعر الطوي ...
- «رقابة صارمة» لجان جينيه: أسئلة السجن الكبير
- -عرس الدم- للوركا: الفولكلور ويد القدر


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم العريس - السبات العميق» أيقظ السينما البوليسية