قيس مجيد المولى
الحوار المتمدن-العدد: 2758 - 2009 / 9 / 3 - 12:12
المحور:
الادب والفن
أريد أن أتفقدَ شيئا غائبا لكن كثرة الأشياء التي أمامي تحول بيني وبين التوصل السريع لذلك الشئ الغائب الذي أريد تذكره ،،
لا يعقل من الكوب الفارغ الذي لايزال منذ الصباح أمامي ولايعقل من قنينة الماء التي لم أشربها ولامن مناديل الورق الناعم أن تمتد أفكاري الى الغياهب السحيقة وتمسك بيد مجهول ما ، وتقوده الى حيث ماأريد ،ولايمكن أن أجلد بسياط إضطرابي جسدا أو وسادة خالية أو حاشية متروكة لم يأت دورها للكتابة عليها ،،
لم أشأ أن أنتظر إلا أن تعزف كتبي التي بجواري ماتعتقد بأنني أشتهية :
ليشفَ رمد عيني
وآهاتي تُسمع
لأني أختنق في الملصق
وأختنق في التمثال
وأختنق عند تكرار شمي للرحيق ...
وكل ذلك إشتراك لاتغفل عنه الروح .. وإملاء لقنديل أن ينطفئ كي تحضن من تريد العتمةُ ..لم يكن بالضرورة أن أقدم برهانا على أنني سأصل الغائب وأستمر في ملاحقة العارض والصدفة .. وأستمر في منظار غير مسالم للإعتراف المفاجئ ،،
قلت :
ربما ذلك عرضٌ لأليسون ..
أو تعديل في نظرية ورد زورث ،،
أو مخالطة وجدانية لإنقاذ الغاية المظلومة المفترسة حية أو عبر الزجاج الشفاف ،،
لذلك نال (سكوت ) الثناء لأنه يؤمن بأن الطبيعة موجودةٌ قبل أن يتم طبعها .. وقد سابت الأشياءُ حين إنتقلت من فلسفة لأخرى ..
ثم مالي وأنا وسط اليقينات والأسرار .. وما ينجيني هناك دافع للإستماع إلى أغنية شعبية ..
سألني :
هل تريدها بلا باخوس
قلت :كيف سأستمع إليها
ملأ الدخان ( حانة بيرية ) فعرفت بأن البحر قد تلون باللون الأسود الغامق ..عُزف جيتار وتمددت إمرأةٌ ورفع مجموعة من الرجال سواعدَهم الى منتصف صدورهم وشكلوا دائرةً راقصة،دبكوا بأقدامهم وهزت أقراطَها ورفعوا الكؤوسَ الصغيرةَ ورفعت رأسَها وأستقامت ثم ألقت بجسدَها على أذرعِهم التي تشابكت.. سمعتُ صفير الباخرة.. عماني الدخان .. وأغمضت عيني .. ومسكت حقيبة ظهري
همس في أذني جوبريس :
هل تفكر بأسطورة
زاد ضغطي على صلتي بوهمي ..وأستوى الغباء والسخرية
الغباء :
أن أتذكر بداية عام ..
والسخرية :
أن أعرض التناقض الرمزي من جديد على من يهمه الأمر ..
ها أني أعرضه على من يهمه الأمر:
ترى أين كنتِ
عندما كان قمر أغسطس يشع بالضياء .. هذا عنكِ .. ولا أريد من الآخرين أن يقول أحد منهم أذهب معك
أريد أن أتفقد شيئا غائبا ..
أتفقده ..
حالما أشعر بالنوم اللذيذ
[email protected]
#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟