أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الدين للفقراء














المزيد.....

الدين للفقراء


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2757 - 2009 / 9 / 2 - 00:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الدين في بداية أمره يكون للفقراء ولا يكون للأغنياء ويقف الأغنياء منه موقف الضد وبسبب تمرد الفقراء يفقد الأغنياء السيطرة على الفقراء أصحاب الدين الجديد فيلجأون لإستعادة الفقراء من الدين ومن ثم نلاحظ أنه ما يلبث أن يدخل الأغنياء في الدين ليعيدوا المياه إلى مجاريها فيستعيدون سيطرتهم على الفقراء بمساعدة الدين نفسه , ثم تظهر عقب ذلك حركات وثورات اصلاحيه وتجديديه تطالب بإعادة الدين إلى أصله , ومن هذه الثورات من تنجح ومن هذه الثورات من تسقط أو تعود كما بدأت أول مره.

لا أريد أن أقول أن المؤمنين بالدين هم الأغبياء , بس حابب أحكي إنهم البسطاء الساذجون ومش بس بالدين بآمن البسطاء , كمان بآمنوا بالخرافات وبالخزعبلات وبالبدع بالدجاجله وبالكذابين وبالفشارين وبالنصابين وبالمحتالين ومن المعروف أن البسطاء الفقراء هم زباين دائمون عند الأغنياء الدجاجله وأصحاب الثورات والشعارات الكاذبه , فالفقر والجهل والحرمان من الحياة الكريمة ممول رئيس للنصابين لكي يعتاشوا على أكتاف الغلابه المساكين.

في رواية (تايس) للروائي الكبير (أناتول فرانس) يصور بها دخول المسيحية إلى الإسكندريه وكيف تناقل الفقراء فيما بينهم الحديث عن حدوث ثوره وشيكه على الأغنياء , فآمن أول ما آمن بالمسيحيه في مصر الفقراء واستعدوا لحمل السلاح والإنجيل ضد الأغنياء من أجل مصادرة أموالهم وأملاكهم أو من مشاركتهم بها و الدين دين الضعفاء والمناهضون للدين كانوا هم الأغنياء وهؤلاء الفقراء وهؤلاء الأغنياء ما زالوا إلى اليوم يتربصون ببعضهم البعض , فما زال الفقراء يحلمون بأخذ أموال الأغنياء وما زال الأغنياء بإسم الرب يهربون من دفع جزء من أموالهم لمجتمع الفقراء المساكين والغلابه.

في رواية أناتول فرانس يهرع الفقراء إلى بعضهم البعض يتناقلون الأحاديث عن الدين الإشتراكي النزعه الجديد الذي يدعو للرحمة مع الفقراء , وكانت مصر في ذلك الوقت والعالم الآسيوي أكثر من 90% من سكانه فقراء معدومين يفتقرون حتى لشربة الماء ولرغيف الخبز , وكانت نسبة الأغنياء فقط 10%لم يؤمن هؤلاء بالبدايه بالدين المسيحي بل الفقراء هم النواة الأولى له , ووقف الأغنياء ضد من يحاول سرقتهم على حسب تعابيرهم أو ضد من يحاول أخذ تعبهم وشقاءهم منهم , بينما الفقراء أصروا على موقفهم وازداد تمسكهم بالدين المسيحي أكثر , وكانت القوة والغلبه بيد القله لأنهم كانوا يجندون الجواسيس والعملاء والقابضي الثمن ضد من لهم مصلحه بالتغيير , وهذا أيضاً ما زال يحدث فما زال الفقراء يطالبون بحقهم وما زال الأغنياء يهربون من دفع الحقوق للفقراء .

ودخل الأغنياء في دين الرب معلنين استسلامهم ولكن ما لبث الفقراء وأن ألفوا الأغنياء يجحدون دين الرب ويجعلونه دين الدوله فأصبحت الكنيسه ضمن ممتلكات الدوله وصادرت الدوله أموال الأغنياء بحجة إعطائها للفقراء وبحجة نشر الدين المسيحي , فلا هي نشرت الدين ولا هي أعطت الفقراء حقهم , فأعادت مرة أخرى الكرة وتقاسمت رجالات روما الأموال فيما بينهم وبهذا خسر الفقراء مرة أخرى حلمهم بالتغيير الاشتراكي.

وفي الدين الإسلامي الذي ظهر بمكة أول من دخله الفقراء والمعدمون والعبيد والأراذل والسقط من الناس ولم يدخله في البدايه أصحاب رؤوس الأموال والجاه والسلطان حتى أن الأغنياء الأوائل الذين دخلوا الإسلام كانوا عبارة عن قادة الدين الجديد الذين تاجروا بتعب العبيد وعرقهم وحلمهم بالتحرر , كانوا الصحابة الأغنياء الأوائل عباره عن مستثمرين مثل المستثمرين الذين يستثمرون بوظائفهم الحكوميه اليوم , المهم أن الإسلام كانت بدايته مثل بداية المسيحيه , دخل العبيد والفقراء وكانوا كثرة , كلهم دخلوا الإسلام واستعدوا لحمل السلاح والقرآن ضد الأفاكين والكذابين , وفعلاً حملوا القرآن والسيف ضد الأغنياء .

إن الدين على عمومه كما يصفه أناتوا فرانس كان دين الفقراء الذين اعتلت أصواتهم في الأسكندريه من أجل السيطرة على الأغنياء أو مناصفتهم أو مرابعتهم أموالهم.





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراما العربيه
- الجمال
- الوطنيون الهمج
- التوراه مصريه؟
- اللغه العربيه لغه أثريه
- ضعف القوى الإستهلاكيهْ للعامل العربي
- لُغتنا الجميله
- القطط المصريهْ وفوبيا المقدسات الاسلاميهْ
- الاردنيون يتطلعون للوراء
- كيف أعيشُ يومي؟
- نظام العائلة المتخلف
- السيقان الناعمة
- الوجه الآخر لحياة الفنان والمُبدع
- الاسلام والحرية1
- الحياة العامة في الأردن 3
- الحياة العامة في الأردن2
- هل العائلة ضورورية ؟الأب الاجتماعي والأم الدادا
- هل العائلة ضرورية في المجتمع؟1
- الحياة العامة في الأردن 1
- تحرير المرأة


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الدين للفقراء