أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حسين علي الحمداني - رماد الطائفية














المزيد.....

رماد الطائفية


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1 - 13:33
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


تجاوزنا الطائفية منذ زمن وبات العراق بحمد الله في مأمن كبير الا إن البعض لا زال يحاول إحياء هذه الفتنة وان لم يقصد ذلك ولكنه قد يتسبب بسفك دماء بريئة لا لشيء الا لجهل يكمن في داخله وقصر نظر يمنعه من رؤية عواقب الأمور كما هي وبالتالي فانه ينسج لمشروع يقود إلى التدمير والفناء أكثر مما يقود إلى البناء وإصلاح الإنسان , قد نجد العذر حين يستخدم الجهلة النبرة الطائفية ولكننا لا نجد العذر حين تصدر هذه النبرة من اناس لهم وزنهم وقيمتهم ومسؤوليتهم , أسوق هذه المقدمة لكي أدخل في صلب الموضوع الذي من اجله ترددت كثيرا في الكتابة خشية أن تعود الطائفية البغيضة التي وأدها شعبنا وقبرها وقبر الذين نادوا بها وجعلونا ندفع أنهارا من الدماء الطاهرة الزكية , ويعرف الجميع أن تركيبة العراق خليط من قوميات شتى واديان شتى وطوائف ضمن الدين الواحد , ويعرف الكثيرون ان التزاوج والتلاقح مابين أبناء هذه الطوائف مستمر حتى يومنا هذا فالشيعي متزوج من السنية وبالعكس بل يتعدى ذلك ان البعض متزوج من نساء مسيحيات او من الطائفة الصابئية وبالتالي فأن زواج كهذا لا يمكن أن يعتبر جريمة أو حالة تستحق التشهير او التصدي لها أو اعتمادها دليل إدانة وجرم يستحق العقاب عليه , في العراق حدثت حالات تهجير استندت في حينها على حالة طائفية شاذة في كل المعايير ومرفوضة رفضا قاطعا ولكن البعض تحامل على نفسه وارتضى ان يسكن بعيداً عن مكانه الأصلي خشية أن يقع ما لا يحمد عقباه من تصرفات طائشة قصيرة النظر , ظلت هذه الحجج الواهية ينادي بها البعض كلما اقتضت مصالحهم الشخصية الآنية المناداة بها أو سولت لهم أنفسهم المريضة إثارت فتة أو انتقام لحالة شخصية بحته دون النظر لعواقب الأمور أو حتى الالتفات لقوة القانون الذي بات يحكم المواطن العراقي , هل يمكن أن يفكر البعض بعودة الطائفية ؟؟؟ حسب التحسن الأمني الكبير نقول لا من المستحيل عودة الطائفية للبلد , لأننا أحرقنا هذه الورقة الصفراء ولكننا لا زالنا نعاني من رمادها الذي كلما هبت ريح هب هذا الرماد فإذا ما تشاجر اثنان حول محل وقوف سيارتهما تشابكوا بالأيدي والألسن واتهم كل منهم الآخر بأنه سني وهابي قاعدي ويجاوبه الآخر بأنك من الميليشيات , وفي منتصف الليل ترمى رمانة صوتية في بيت هذا ودار ذاك وكلاهما يتهم الآخر , أذن هنالك طرف ثالث نحن نساعده لكي يعود بنا الى ما كنا فيه من قبل. ونمنحه فرصة على طبق من ذهب لكي يريق ما تبقى من دمائنا ودماء الآخرين , نحن قضينا على الطائفية كوسيلة وغاية ولكننا لم نضع في حساباتنا إنها تعشعش في دواخلنا المريضة وتتربص بنا لحظة بلحظة لتنقض علينا وتجعلنا في لحظة تهور نفسد كل البناء ونهدمه بمعاول جهلنا . هذا الجهل المتراكم فينا منذ عقود حكم الطاغية الذي زرع في دواخل بعضنا هذه النزعة فكم من آخ وجار وقريب أخبر أجهزة المقبور صدام عن أخيه وعمه وجاره بأنه (يشتم الريس) أو ( يشتم الثورة) وكم من أزلام النظام البائد ومن عناصر أمنه زجوا بعوائل بأكملها في غياهب السجن لا لشيء الا لأنهم رفضوا ان يزوجوا ابنتهم لأحد منتسبي أمن الطاغية فكانت التهمة الجاهزة ( إنهم من حزب الدعوة ) أو (شيوعيون) اليوم يحصل بعض هذا , والاختلاف في التسميات فقط فإذا ما غضبت زوجة من زوجها وأخذت أدراجها الى بيت أبيها حدثت مشكلة كبيرة يتهم فيها الزوج وعائلته وأخوته وأقاربه بأنهم من القاعدة ان كانوا سنة ومن الميليشات إن كانوا شيعة وكما قلنا يحصل هذا أمام الجميع وفي نهاية المطاف تظل أجهزتنا الأمنية سواء الداخلية أو الدفاع لا تعرف ما ذا تفعل إزاء هذا وهي محقة في ذلك لأننا لا زلنا نفكر بذات العقلية التي كنا فيها أيام المقبور صدام الذي صنع أجهزة أمنية تنصت للقيل والقال وتفبرك التهم الجاهزة . علينا أن نعيد تربية مجتمعنا وفق مقاييس المواطنة الحقة وأعرف إن هذه المهمة صعبة وصعبة جدا وتحتاج الى وقت ليس بالقليل وأجد إن هذه المهمة يجب أن يتكاتف لأجلها الجميع من أجهزة أمنية ورجال دين وهؤلاء بالذات عليهم مهمة كبيرة في عملية بناء الوعي لدى المواطن من أجل أن لا يبقى للطائفية رماد في عراقنا الجديد .




#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاطعة البضائع السورية
- اليمن غير السعيد
- تفجيرات البعث الدموية
- التخلص من الاستبداد
- الإعلام العربي والانسحاب الأمريكي
- تحديات ما بعد 30 حزيران
- توافقية أم طائفية؟
- قراءة في خطاب أوباما
- البغدادي واشياء اخرى
- قلق من التقارب الأميركي الإيراني
- نقاط ساخنة
- هل هنالك ما يخيف
- الدروس الخصوصية
- ثورة المعلومات فرصة أم تحدي
- ترميم النظام العربي
- كان هنالك سجن أسمه العراق
- اليوم المدرسي الأول ... عيد ميلاد الصف الأول
- الى قمة الدوحة
- العراق باب رزق الاعلام
- محنتنا مع الحكام


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حسين علي الحمداني - رماد الطائفية