صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1 - 00:54
المحور:
الادب والفن
ضلَّتِ النَّحلةُ عن نكهة الرَّحيقِ
[4 ـ 20]
4
.... ... ... ... ..
ما هذا النحلُ الغائصُ
في تويجاتِ العوسجِ
ينمو الإنسانُ على الأرضِ
كما تنمو أعشابُ البراري
يرحلُ تاركاً خلفه أسراراً
تُجْفِلُ مرابعَ الألقِ
وحدُه الشعرُ قادني إلى خزامى
تبهجُ القلبَ
تنعشُ خمائلَ البدنِ
حلَّقَ باشقٌ فوقَ غابةٍ
مكلَّلةٍ بالكينا ونكهةِ السِّمسمِ
حطََّ طائرُ البَلَشونِ
بعدَ رحلةٍ طويلةٍ
فوقَ قرنيِّ غزالةٍ برّية
عبرَتِ الغزالةُ
في أعماقِ الأدغالِ
توقَّفَ بلبلٌ عن تغريدِهِ
عندما رأى طيراً
فوقَ قرنَيِّ الغزالِ
نامَ طفلٌ تحتَ ظلالِ الدَّالياتِ
تعرَّشَتْ أغصانها
في تلافيفِ التِّينِ
نحلةٌ في أعلى الغصنِ
تنتظرُ امتصاصَ حنينِ الغربةِ
ضلَّتِ النحلةُ عن نكهةِ الرَّحيقِ
تاهتْ بينَ خيوطِ الغسقِ
تفرّعَتْ وريقاتُ البابونجِ
متمايلةً فوق أعناقِ زهورٍ ورديّة
مرتسمة على شكلِ هلالٍ
في قبَّةِ السَّماءِ
تهفو إلى تجلِّياتِ شاعرٍ
يكتبُ بماءِ البحرِ
قصيدةً من وحي خيوطِ الشَّفقِ
يرسمُ بوحاً
من وحي ابتسامةِ طفلٍ
لعبَّادِ الشَّمسِ
تخبِّئُ تويجاتُ الزَّهرةِ بينَ تلافيفها
مهاميزَ بوحِ القصيدةِ
خيوطَ الشَّوقِ إلى مروجِ الحياةِ
تخبِّئُ أسرارَ همهماتِ اللَّيلِ
بياضَ الرُّوحِ لخيراتِ السَّماءِ
ما هذا الدَّبقُ المشرشرُ
على ساقِ الوردةِ
هل زارَها عاشقٌ
يركنُ حولَ دنانِ العسلِ؟!
بزغَ عنفوانُ أغصانِ التُّوتِ
حبَّاتٌ مقطّرة ببخورِ الحياةِ
تشمخُ عالياً
كأنّها تناجي نوارسَ البحرِ
تزدادُ ألقاً متجذِّرةً
في جذعٍ مقمّطٍ بعروقِ قنّبٍ
كأنّهُ منبعثٌ من أرخبيلاتِ القمرِ
هربَتْ غمامةٌ موشّحةٌ
بدخانِ جسدِ المدائنِ
غطَّتْ مساحةً مِنَ الأنينِ
المنبعثِ من آهاتٍ موغلةٍ
في جبينِ السِّنينِ
عبرَتْ نسمةٌ منعشةٌ
في تخومِ الوادي
غطّتْ أوراقَ الدَّالياتِ المتدلدلةِ
على أعشابِ النَّاردينِ
توغَّلَ طيبُهَا عميقاً
في أسرارِ الأرضِ
لإشراقةِ الشَّمسِ
فرحُ الولادةِ
انبعاثُ شهيقِ الأملِ
زغبٌ خفيفٌ
مغطَّى بخبايا جموحِ الحرفِ
يرتسمُ مثلَ بهاءِ النَّفلِ
فوقَ خدودِ الشِّعرِ
ترعرعَتِ المحبَّةُ
في اشراقةِ القصيدةِ
زرقةُ البحرِ تهفو
إلى أجنحةِ السَّماءِ
تدبَّقَتْ أجنحةُ جرادٍ هاربٍ
على قارعةِ الأنينِ
تدبّقَت من نضوحِ نضارةِ الصَّباحِ
طبيعةٌ متعانقةٌ
معَ مرمى الكائناتِ
.... ... ... .. .... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟