أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - العلمانيون والاسلاميون حب من طرف واحد















المزيد.....

العلمانيون والاسلاميون حب من طرف واحد


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 2754 - 2009 / 8 / 30 - 09:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاسلاميون على اختلاف تجاذباتهم السياسية والمذهبية والدينية، اكان اولئك الذين يمتهنون السياسية او الذين يمتهنون الدين، يرفضون العلمانية رفضا قاطعا، يحاربونها ويشوهونها ويعتبرونها جزء لا يتجزء من الحرب الصليبية التي يشنها الغرب على دار الاسلام ومحاولة للنيل من اخلاق وشرف المسلمات وتحريف الدين الاسلامي وابعاده عن اهم ركن من اركانه وهو الحياة.
لا يقتنع الاسلاميون بنظرة بعض العلمانيين التوفيقية التي تقول بان العلمانية هي فصل الدين عن الدولة ويبقى الدين اختيارا محترما للانسان لا يلام على الايمان به، ولا يمنع من ممارسة طقوسه، ولا يطارد معتنقه. الاسلام دنيا ودين، حياة وعمل، ممارسة وتنفيذ، ايمان وتطبيق باليد واللسان والفكر يجادل الاسلاميون السياسون ورجال الدين، واكثر من هذا، فليس من اسلامي مسيس او رجل دين مؤدلج الا ويؤمن بان الدولة يجب ان تكون اسلامية والدين يجب ان يكون عمود هيكلها، والقرآن دستورها، والشريعة اساس وقاعدة قوانينها واحكامها. فهل يتوافق هذا الطرح مع الطرح العلماني التوافقي؟
يستمر الاسلاميون بطرح ارائهم التي يؤمنون بها ويعتبرونها من اساسيات وثوابت الدين، بان العلمانية ليس الا محاولة صليبية صهيونية استعمارية للنيل من الشريعة الاسلامية الصالحة لكل زمان ولكل مكان. كما ان الاسلام ليس مثل الدين المسيحي لايتأثر بفصل الدولة عنه
"" فإذا انفصلت الدولة عن الدين المسيحي، بقى الدين قائما، في ظل سلطته القوية الغنية المتمكنة، وبقيت جيوشها من الرهبان والراهبات والمبشرين والمبشرات، تعمل في مجالاتها المختلفة، دون أن يكون للدولة عليهم سلطان. بخلاف ما لو فعلت ذلك دولة إسلامية، فإن النتيجة أن يبقى الدين بغير سلطان يؤيده، ولا قوة تسنده، حيث لا بابوية له ولا كهنوت ولا "إكليروس".
كما يقول القرضاوي في كتابه الاسلام والعلمانية وجها لوجه.
بالبطع نحن نعرف ان مثل هذه النظرة القرضاوية هي النظرة السائدة والعامة لممثلي للطوائف والمذاهب الكبيرة التي تستند الدولة على شريعتها، وهي نظرة رجال الدين الذين تعتمد امتيازاتهم وثرواتهم و مناصبهم على الدولة نفسها، فرجال الدين الشيعة اليوم هم ليس مثلهم بالامس، اليوم يعملون بالدولة ويقبضون على دفتها ويسيرونها وفق فهمهم الاسلامي لها وقد رأينا كيف ادعت الاحزاب الاسلامية الشيعية تبينها للعلمانية ونفيها لعزمها ونيتها لاقامة الدولة الاسلامية اذا ما استلمت السلطة واعتبرت ذلك في وقتها تهمة باطلة ثم كيف انقلبت على العلمانية وناصبت العداء للعلمانيين وعزلتهم عن السلطة وفصلتهم عن دوائرهم وحاربتهم بكل الوسائل والسبل وجعلت الثقافة والاعلام والتربية والتعليم حكرا على الاسلاميين بعد ان تمكنت.
وقد عرفنا الاسلاميون على حقيقتهم اذا ما سيطروا وتمكنوا من السلطة، لا بالامناء ولا بالشرفاء، بل حرامية ولصوص وابطال فساد، ولا بالنزهاء، لا يدا ولا لسانا ولا قلبا ولا ضميرا، لا يترددون من اجل مصالحهم الخاصة من اتباع اخس واردئ السبل والوسائل للوصول الى بغيتهم وبلوغ مرامهم. لا يتورعون عن التشويه والصاق ابشع التهم بالمنافس، حتى لو كان المنافس اسلامي منهم او خصم سياسي لهم، فما بالك بعلماني، و لو كان علماني توافقي مغفل من الذين يؤمنون باستطاعته اقناع المؤدلجين الدينين او المتاسلمين او رجال الدين بصدق نيته، وسلامة طويته، وحرصه على الدين الاسلامي ونصاعة صفحته، ولا يتبنى العلمانية ولا يدعوا الى تطبيقها الا للمصلحة الانسانية ولرفع راية الاسلام المنتكسة منذ قرون.

في نظرة القرضاوي الى العلمانية جزء من الصراحة التي لا يعرب عنها الاسلامي او المؤدلج المتدين الا عندما يكون في مركز القوة، وهذا الرأي او النظرة القرضاوية تمثل طوية وسريرة كل اسلامي على اختلاف انتماءاته المذهبية، سني او شيعي شافعي او مالكي حنفي او جعفري، الدين لله والدولة دولة الله والملك ملك الله وكلنا عبيد الله والسيد والحاكم هو وكيل الله لان الله مختفيا عن الانظار مثل امبراطور ياباني لا يمسه نور الشمس او مثل المومياء ما ان يمسها نسيم العلم والمعرفة حتى تتلاشى وتتختفي غبيراتها في الهواء.
ان رؤية القرضاوي للعلمانية توضح بان رجال الدين الاسلاميين لا يعبدون الله عبادة خالصة، مثل عبادة اللحاج او غيلان الدمشقي، بل مثل عبادة معاية بن ابي سفيان، فالدولة والله تحت امرة الخليفة، والشريعة طوع بنانه يغير بها ما يريد ينقص او يزيد.
يخطأ بعض العلمانيين بتصورهم بانهم يستطيعون كسب الجمهور الاسلامي اذا ما تصالحوا مع الدين وكفوا عن مهاجمة رجاله الكبار واعلنوا الهدنة مع الاسلام الذي هو بالمحصلة النهائية ليس ما جاء به محمد بل ما جاء به الفقهاء والمحدثون، فمحمد لم يكن الا رجلا براغماتيا، يحلل ويحرم ويشرع حسب مصلحته النفعية، مدنية كانت ام عسكرية، مادية كانت ام معنوية جنسية كانت ام عاطفية.
ويخطئون مرة اخرى اذا ما تصوروا ان المد الديني يجد تفسيرا له في تدين الناس او في اقتناعهم بالافكار الدينية. الدين ساد وطغى عندما خلت الساحة للاسلاميين بعد ان طرح العلمانيون واليساريون والشيوعيون اقلامهم وأقلموا افكارهم فصيروها مهادنة مترددة متخاذلة تتجنب الصدام وتبحث عن المعايشة حتى لو كانت انزواء، وبعد ان اعتمدت الحكومات القومية والدكتاتوريات العسكرية على الدين في محاربة كل تقدم وكل تطور وكل تطلع نحو مستقبل انساني افضل. يكفي بؤسا ان يكون الدين سلما او عتبة للعسكر يعتلونها باقدامهم للصعود الى كرس التحكم.
الدين بالنسبة الى العراقيين، على الاقل، ليس الا تقاليد وعادات وعلاقات اجتماعية ليس الا، وليس تدين ايدلوجي او فهم فكري ولا اندهاش طقوسي كما هو الحال عند السعودية. والصحيح هو عكس ما يطرحه بعض العلمانيين، فالسيد نوري المالكي لم يفز بالانتخابات بقائمة رفعت شعارا اسلاميا، بل بقائمة رفعت شعار الدولة والقانون، وفي العراق، القانون في اذهان الناس هو القانون المدني وليس الديني والدولة هي الدولة المدنية وليس الدولة الدينية، فكيف يرى اسلامي نفعي مثل نوري المالكي ان مصلحته الانتخابية هي في ايهام الناخب بتوجهاته العلمانية ويفوز، بينما العلماني يحاول تبني الاسلام لكي يقيم العلمانية.!!
ارى بان العلمانيين عليهم واجب مهم وملح وهو سحب كافة الاقنعة الدينية عن وجوه رجال الدين لكي يرى الناس بشاعة وجوههم وخبث نواياهم وزيف مقاصدهم، وانهم اذا تمكنوا فسوف لن ينتطروا يوم القيامة حتى يفتح الله جهنمه، انما سيقيمونها على الارض، وها نحن نتلضى ببعض من شررها.





#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حميد الشاكر قلم مريض ام قلم حاقد.
- الاسلام الاحتراف والهواية
- الرحمة والنقمة الالهية.
- الاسلام السياسي تمهيد للدولة الدينية.
- سنة محمد وسيلة انقلابية.
- الاسلام بين الانتقاد والهجوم
- وجه اخر للتطرف
- لماذا لا تُنتقد المسيحية مثلما يُنتقد الاسلام.؟
- العيب الانساني والحرام الاسلامي
- الاجدر بالنقاش همجية احكام الاسلام وليس لغة القرآن.
- الكذب في سبيل الله!!
- الاسلام السياسي العراقي والدرس الايراني.
- اذا كان من حقك ان تؤمن اليس من حقي ان اكفر؟
- شيعة علي وشيعة المذهب
- الاية التي قصمت ظهر الاسلاميين.
- الاسلاميون والخمرة.
- النكاح الاسلامي والزواج المدني.
- هذا النائب لا يملك بيتا!!
- اين هي اخلاق الاسلام الحنيف يا عمارالحكيم!!
- الاسلام حمال اوجه


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - العلمانيون والاسلاميون حب من طرف واحد