أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي ذيبان - مردان امبراطور الادب














المزيد.....

مردان امبراطور الادب


علي ذيبان

الحوار المتمدن-العدد: 2753 - 2009 / 8 / 29 - 06:54
المحور: الادب والفن
    


متعبات خطاك الى الموت
مهمومة ياحسين ابن مردان
ولكن تكابر
من قصيدة مرثية حسين مردان للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
هو حسين مردان ولد في بابل/العراق عام 1927 من اب شرطي وام امية بسيطة المفاهيم طيبة القلب توقف عن الدراسة في مراحلها المتوسطة بعد ان وجد ضالته في واحة الادب والفن ومن ثم صار مولعا حد الهوس بالقراءة لحد انه بات يقراء كتابا واحدا كل يوم ويغلق الكتاب وهو يدندن لقد اتمت عليكم نعمتي
ومن هنا هطلت عليه موهبة الشعر وكانت اولى اشاراتها هو قراره بالسفر والاقامة في العاصمة بغداد بعد ان ايقن ان بغداد هي اوسع بكثير جدا من مدينة الثانية الخالص
ودخل العاصمة فاسرعت اليه بغداد بالبوح بسرها الجميل خمر وليل ابي نؤاس وغواني شارع النهر وضلال ارصفة وكتب شبه مجانية وصداقات وردية مع شعراء حفاة لم يملكو سوى القلم والورق ودور نشر وصالات افلام وصحف متنوعة ومشاعية النقود احيانا
ودخلها مردان مدفوعا برغبة عارمة تسكن روحه الحالمة وهي رغبة التسكع والتشرد والضياع في شوارع بغداد ماطرة تلك الرغبة مع رغبة اخرى ممزوجة مع الاولى وهي رغبة الموت اتية الية الثانية من مفاهيمه لمتعددة والتي احداها ان الموت هو الملاك الوحيد القادر على ان يقضي على ذرى عذابات الانسان ومع تلك الرغبتين كان حسين مردان يتسكع ويهمس الى اصدقائه الشعراء الحالمون/ماحياتي غير حزن يذيب اصم الصخر
غير ان الشاعر سرعان ما سام الحياة داخل بغداد وفكر كثيرا بالانتحار ولكن لم يمنعه البته في ان يشغل فكره بكتابة الشعر والمقال والنقد الادبين
وكانت اولى اصدارته هو ديوان قصائد عارية عام 1949 والذي اثار ضجةواسعة وبائسة وسط داخل الوسط الادبي العربي والعراقي ضجة لتصل الى القضاء العراقي الذي كان يسكن داخل قوقعة الضلام
الحملة والاستنكار الذي رافق صدور اليدوان كان سببه هي الدعوة الشاعرية الرائعة التي تحملها اشعار قصائد عارية التي تشير بجمال روحي الى التمرد الرافض لكل ما هو بليد ومضر داخل المجتمع العراقي والعربي
قصائد عارية كان ديوانا يحمل مفردات شعرية بالغة الشاعرية مشحونة بالهدم الواجب مفردات كان يحملها الشاعر الى بغداد من مدينته الثانية الخالص
مفردات كان يوصف بيها الشاعر حياة حافلة بالملذات الجسدية والشهوة المرعبة للنساء العربيات
قصائد عارية كانت جوابا شعريا لسؤال قديم دار في خلد الشاعر ايام صباه في الخالص من هم اصحاب الرذيلة وكان الجواب في بغداد في قصائد عارية حيث يقول /تطل من الف شق رذائلكم عارية
وكتب الشاعر بنفسه مقدمة الديوان وكانت عبارة عن صرخة مثقف مبدع متحضر يحمل قيم نبيلة صرخة بوجه الرذيلة القبيح وكانت المقدمة على النحو التالي/انا احيا عاريا اما انت تحيا ساترا ذاتك بالف ستار فنصيحتي اليك ان لاتطل على اشعاري خشية من ان ترى الحيوان الرابص في اعماق روحك
حسين مردان سجن وجاع وحرم بسبب قصائد عارية وتوقفت حملة التشهير ضده بفضل تدخل صحيفة العالم العربي التي ارسلت نداء الى الادباء في بغداد وبيروت وباريس بالكف عن التعرض للشاعر وديوانه
ولكن الشاعر لم يتوقف عن ابداعه الذي كان يسجل سطوره على قصاصات ورق صغيرة تحت ضلال ارضفة بغداد
كان مصرا ويكتب ويقول/لن اتوب وهل يتوب مفكر صر على قول الحقيقة
واستمر تمرد مردان ليشمل مخطوطة الخليل بن احمد الخاصة بعلم العروض الشعرية بعد ان وجد فيها طوقا مؤلما حول معصم اميرة الشعر
مات مردان بعد شهر من تحقيق حلمه البسيط/شراء بدلة رسمية
كان يحلو لمردان ان ينادي نفسه/امبراطور الادب



#علي_ذيبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدي يوسف ايحق لي ان اقاسمك خبزك اليومي
- ارهاب اسلامي


المزيد.....




- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي ذيبان - مردان امبراطور الادب