أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - رؤية في ثلاث تجارب مسرحية للمخرجة ايفا برجمان















المزيد.....

رؤية في ثلاث تجارب مسرحية للمخرجة ايفا برجمان


عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2753 - 2009 / 8 / 29 - 08:39
المحور: الادب والفن
    



حس معاصر في ترجمة مشاعر شكسبيرية

كلما تشابكت المصالح السياسية والاقتصادية مابين الشرق والغرب وخاصة في منطقتنا العربية ورمالها الساخنة بسبب الثروة النفطية، والمشهد الثقافي السويدي فتح دراعيه لكي يعانق الثقافة العربية من خلال تقديم أدابنا وفنوننا الي الجمهور السويدي وزوال عقدة الخوف والكراهية والانفتاح علي الثقافات المتنوعة، وسيتم تركيزي علي ثلاث تجارب مسرحية للمخرجة السويدية ايفا برجمان. الاولي مسرحية حلم ليلة الصيف للكاتب وليم شكسبير والعرض باللغة العربية ممثلين عرب من مصر والاردن والمغرب وعلي المسرح الملكي دراماتن والمسرحية الثانية مسرحية السلطان الحائر تأليف الكاتب توفيق الحكيم وتقديم فرقة المسرح الملكي دراماتن، والمسرحية الثالثة غوانتنامو فرقة مسرح مدينة ستوكهولم ولغة العرض السويدية ومخرجة العروض الثلاثة المخرجة إيفا برجمان .
وقبل الحديث عن العروض الثلاثة لابد من الاشارة الي دور المخرجة ايفا برغمان ابنة المخرج انجمار برغمان كناشطة ومخرجة في خلق التقارب والتلاقح مابين الثقافات بدون تمييز وهي صاحبة الدور الريادي في تقديم المسرح العربي الجديد والاحداث الطازجة في عالمنا العربي وتعريف المتلقي السويدي واطلاعه علي ثقافة الاخر وخاصة المسرح العربي وعلاقته بالمسرح العالمي وبالواقع الانساني. ووحدة المكان والزمان مدهش في تأريخ المسرح الملكي دراماتن والذي تأسس في القرن الثامن عشر وفي عهد الملك غوستاف الثالث ومعظم عروضه من المسرحيات الكلاسيكية العالمية وإذا بنا نشاهد لاول مرة مسرحيات عربية علي خشبته وتقف خلف هذه المعالجة المخرجة ايفا برجمان وخاصة دعم مدير فرقة المسرح الملكي دراماتن الفنان ستيفان فالديمار والتعامل مع الثقافات وخاصة العربية واعتبارها اسهامآ حضاريآ خلاقآ في إغناء التجربة الانسانية والضمير الاساني.

تحطيم الصورة الشائعة

استطاعت الفنانة ايفا برغمان تحطيم كل التابوهات وفوبيا الاصنام وتحطيم الصورة التي قدمت عن عالمنا العربي وخاصة بعد الحملة الاعلامية في تشويه صورة وثقافة العرب بعد الحادي عشر من سبتمبر، لكن الفنانة ايفا قدمت الصورة المغايرة واستطاعت ان تلمس وتعزف علي الاوتار وعالجت ثقافتنا علي انه جانب حضاري وانساني وله اسهام مهم ومشترك في الضمير الانساني والثقافي وكانت المسرحيات الثلاث مساهمة جادة ومخلصة في وضع اليد علي الجرح وترجمة النصوص الي اللغة السويدية، وكان اختيار المخرجة موفقآ واستقطبت العروض الثلاثة جمهورآ منوعآ مابين السويدي والعربي وظهرت حالة التفاعل والانسجام مع الاحداث والعمل الفني الخلاق والمعاصر وحافظت علي الشكل في الجانب البصري والحركي وتوازن ايقاع المسرحيات والمستويات الاخري.
لكن الجديد هذه المرة ان تفرض بعض قضايانا وهمومنا الثقافية نفسها علي المشهد الثقافي في ستوكهولم عاصمة السويد. وان تساعد هذه المبادرة الخلاقة العربية في تقديم فننا وثقافتنا العربية الي المشاهد السويدي برغم الكثير من العقبات وتراكم عقدة الخوف والكراهية لكل ماهو عربي.
وشهد عرض مسرحية حلم ليلة صيف تأليف وليم شكسبير ـ قام بالترجمة الي العامية المصرية ن سيد رجب، وساعد (انغمار برغمان) في الاخراج احمد العطار، دراماتورغ (لينا فريدك) وتمثيل سيد رجب، خالد الصاوي، رمضان خاطر، صلاح السايح، محمد عبد الواحد، حسن الكريدلي، برناديت حديب، ادريس الروح رؤيا الشامي، آية سليمان، سارة زغلول، وليد مرزوق، حسين جابر والفنان احمد السيد. ولا بد قبل الحديث عن هذا العرض من كلمة موجزة عن هذا التجمع المسرحي العربي يعتبر هذا المشروع اكثر من مجرد حلم صيف عربية واكثر من تعاون سويدي وعربي، انه يمثل نتاج مجموعة مكونة من شخصيات مختلفة في التاريخ ووجهات النظر واسلوب العمل عمل هؤلاء مدة ثلاثة اشهر ونصف الشهر بأسم المجتمع الانساني يمثل هذا المشروع وهج الاعتراف بالاخر، فالفنان السويدي يثري ويعمق خبرته في العمل مع الثقافات واللغات الاخري وبالتعاون مع المركز الثقافي في الاسكندرية، ويرحب جميع المشاركين العرب بفرصة اكتشاف الخلاف والانسجام مصريين، لبنانيين ـ ومغربيين ـ وفلسطينيين واردنيين ومن خلال ورشة العمل والمشاركين في مهرجان عمان المسرحي ولدت فكرة المشروع، وبالتنسيق مع معهد الدراما في السويد.
كتب وليم ـ شكسبير هذه المسرحية الرائعة حلم ليلة صيف وظهرت اول طبعة مستقلة لها عام 1600 ومن الواضح ان حبكتها مبتكرة وتنم عن تتمة ذروة العبقرية. فقد احتفظت هذه المسرحية بالسمات الرائعة لمسرحياته المبكرة، وبروح هذا العالم الجديد الرائع متسلحا بخبرته الدرامية السابقة. اذ تشهد هذه المسرحية علي نبذ شكسبير للموضوعات الرومانسية المأخوذة عن المسرح الايطالي. بالنسبة للحبكة الرئيسية يستخدم شكسبير زوجين من العشاق كما اعتاد في مسرحياته السابقة، يقع ليساندر وديمتريوس في حب هرميا في حين ان هيلينا تحب ديمتريوس، بيد ان شكسبير يعالج هذه الشخصيات معالجة كوميدية حقيقية لم يقدر له انجاز مثيلها في مسرحية السيدان المهذبان في فيرونا فاستخدم رحيق الحب والشطط في التعبير عن المشاعر وخير دليل علي نبذهم العقل كما تؤكد حبكة تيتانيا ويوتوم هذا الطموح العاطفي وفي ختام المسرحية يتم ربط حكاية يوتوم واصدقائه من خلال قيامهم بعرض مسرحيتهم بالحدث الرئيسي. ومما يسر استيعاب هذه الاحداث تلك اللغة التي تستمد من الخيال لم يسبق لشكسبير احرازها من قبل. تعد مسرحية (حلم ليلة صيف) مرحلة فارقة في تطور شكسبير الدرامي، اذ تنم عن سيطرته علي تلك الروح الكوميدية التي تجمع بين الملامح الكلاسيكية والملامح القومية وبين ملامح العصور الوسطي وعصر النهضة في حبكة واحدة متجانسة لا يبدو فيها تتمة أثر لمجهود او افتعال. وفي المرحلة التي تلت ذلك استمر شكسبير في كتابة المسرحيات الكوميدية والتاريخية. ومسرحية حلم ليلة صيف عربية كتبت السيناريو المخرجة ايفا برغمان وترجمها الي العامية الفنان سيد رجب والذي ادي شخصية بطرس المر مع مجموعة العمال. حققت المسرحية اهدافها الشاعرية بطريقة ما تخيله المؤلف والمعد ان يستمر وان يتحقق علي خشبة المسرح دون عوائق والمبني علي سحر الجمال والخيال. قامت المخرجة مع فريقها بمسرحة النص الشكسبيري بدرجة عالية من الحس المسرحي وجعلت المتلقي ينسجم مع الحدث دون ملل، وبالرغم من ان نوعية الجمهور عربي وسويدي حولت المادة الكلاسيكية الي مادة تعكس ذات المتلقي وأهمية وجود كل عنصر في العرض المسرحي وتحويله الي مغروفة العرض المسرحي التي قادتهما المخرجة ايفا برغمان لخلق مركز القوة في المكان من خلال منتصف المسرح ومقدمته اما يسار المسرح فتوجد فرقة موسيقية والمسرح عبارة عن فضاء واسع ما عدا بعض الجوانب عبارة عن ابواب يدخل ويخرج الممثل لخلق العالم السحري. وبالرغم من التجريب في النص الكلاسيكي في اطار صياغة العرض المسرحي مع الموسيقي والرقص والضوء واللون، وخاصة في مشهد علاقة الجان مع بعضهم ـ هناك مجاميع من العشاق ـ ليلي ـ وهشام، عادل ودنيا ومجموعة الجان المكونة من ملك الجان الممثل القدير المغربي ادريس الروح والمتمكن في ادائه وحركاته الرشيقة وقوة نبرات صوته، وملكة الجان والتابع والتابعة، وفرقة الممثلين الهواة وحركاتهم واصواتهم الكوميدية وكل الحوارات باللهجة المصرية والتي جعلت الجمهور اكثر صخبا في الضحك المتواصل والانسجام معهم اما بخصوص الاطار التشكيلي فلم تكن هناك غابة، هناك مقعد للجلوس مع مزهرية ورد والكل يؤدي ادواره في الفضاء وفي الخروج والدخول عبر الكواليس الجانبية. استطاعت المخرجة ببراعتها خلق مركز قوة الفعل المسرحي في منتصف المسرح وفي مقدمة خشبة المسرح وخاصة في مشاهد فرقة الهواة المسرحية بقيادة السيد رجب. الحوادث تحصل في مقدمة المسرح قريبا من الجمهور، وفي مشهد العرس ونزول الباشا والملكة والعشاق الي الصالة مع الجمهور فأكدت المخرجة علي مشاركتنا في اللعبة المسرحية والمبنية علي الحلم. وفي مشاهد سيد رجب. يحاول مخاطبة الممثلين وكذلك بأشارة الي جمهور الصالة لخلق الفعل المسرحي والمشاركة الوجدانية مع الاحداث. ونجح فريق العمل المسرحي في خلق مسرحية الميتاتياترو في عرض الحقيقة الكامنة في الخيال المسرحي وخلق روح الكوميديا الشكسبيرية استنادا علي فكرة اعادة الخلق حيث يلتهب الخيال ويحلق بنا في عوالم شتي تجمع بين الانس والجن ويصبح الحب وجدان البشر. وفي الختام عاد الجميع الي الرقص وفرحة الزواج وحرية اختيار الفتاة لمن تحب دون رقابة وسلطة الاب استطاعت المخرجة ايفا برغمان خلق الحالة الروحية في العرض المسرحي حالة روحية مليئة بالفعل والانسجام مع تحية كبيرة لكل هؤلاء الممثلين الرائعين والذين يمتلكون القدرة والذكاء.

السلطان الحائر

في اداء ادوارهم بشكل ممتع المخرجة السويدية ايفا برغمان استطاعت ان تطرق ابواب الثقافة العربية في تقديمها مسرحية (السلطان الحائر)
للكاتب توفيق الحكيم وتعد المسرحية واحدة من بين اشهر المسرحيات العربية وشارك في التمثيل فارس فارس سويدي من أصل لبناني، ميليندا شيحنات، إرلاند جوسنون، جونل لينديبوم، ماتس باريمان، انجفار شلسوف بيورن جرانات، اوزنوين كردي الاصل سويدي الجنسية، حسن جعفري ايراني الاصل سويدي الجنسية وآخرون. يرافق عرض المسرحية تقديم محاضرات وحلقات دراسية عن الثقافة العربية ووسائل التعدد العرقي وورشات فنية ولقاءات مع الجمهور، كتب توفيق الحكيم مسرحية السلطان الحائر سنة 1959 في باريس وما اشبه البارحة باليوم بما يجري علي كوكبنا الجميل من حروب ومهاترات وصراعات نتيجة استهتار القطب الواحد ونحن نقف حياري امام السؤال الحيوي، وكيف يمكن حل المشكلات في العالم هل الاحتكام الي السيف ام الي القانون، اي الالتجاء الي مبدأ القوة ام مبدأ الحكمة، اذا كان حكم السلطان يمتلك تقرير مصير البشر وخاصة انه يمتلك القنبلة النووية ويسيطر علي تشريع قرارات هيئة الامم غير المتحدة وكذلك القواعد والتحالفات العسكرية، هناك فئة خائفة ومحرومة تتعرض الي الخطورة والقرار النهائي بيد السلطان فلغة السيف تعني تدمير كل شيء وخلق حالة الفوضي الشاملة. استطاع المؤلف توفيق الحكيم ان يضعنا امام هذا الموقف والسؤال المحير في اطار شرقي قديمفالعصر هو عصر السلاطين والمماليك والبطل هو السلطان الحائر. مملوك شجاع حارب المغول وكان شجاعا واصيلا وصل الي الحكم خلفا لسيده، لكن المشكلة في الخلافة ان سيده مات قبل ان يعتقه ولذلك وفق القوانين لا يستطيع السلطان ان يحكم الا اذا كان حرا. ففي المشهد الاول نشاهد السياف مع شخص جالس علي الكرسي يضع كيسا اسود علي رأسه وهو محكوم عليه بالاعدام لكونه المسبب الاول في نشر سر حكاية السلطان في المدينة. والسياف ينتظر الفجر مع الاذان لكي يقطع رأسه والمحكوم يطلب من السياف ان يشرب الخمر عند الغانية قبل الاعدام والسياف يرفض ذلك. وهنا تدخل الغانية وراقصاتها في اللعبة لمعرفة سبب اعدام هذا الرجل والسياف يرفض ذلك ويرفض البوح باسرار القضية، وفي الصباح يصل موكب السلطان الي الساحة العامة لتنفيذ حكم الاعدام وبحضور الوزير والقاضي والمحكوم يقدم مظلمة الي السلطان لكي يعيد النظر في قضيته امام الجميع، وبعد ان يكتشف السلطان انه عبد ولم يعتقه سيده قبل ان يموت يفاجأ السلطان ويصدم ويحرج امام الملء فيقرر الافراج عن الرجل المسكين ويلغي قرار اعدامه. اما القاضي فيضع عدة خيارات امام السلطان لكي يستطيع ممارسة الحكم وبشكل شرعي، (يقول القاضي حضرة السلطان انت شجاع وتملك السيف، والسيف يقطع الرؤوس والالسن ولكنه لا يستطيع حل جميع المشاكل وامامك خيار ثاني هو ان تخضع لسلطة القانون).
يفكر السلطان ملياً ما بين سلطة السيف وسلطة القانون واخيرا يقرر اختيار سلطة القانون ووفق شروط القاضي والقانون هو ان يباع السلطان في مزاد علني في ساحة المدينة وامام عامة الناس ويتطوع احد الناس لشراء السلطان ومن ثم يعتقه ويصبح السلطان حرا ويبقي السلطان مترددا من الفكرة ولكنه يوافق اخيرا علي حكم القانون. ويتجمع الناس في الساحة ويبدأ المزاد العلني لبيع السلطان، فصانع الاحذية يفكر بشراء السلطان لكي يوقفه امام الدكان لكي يأتي الزبائن لشراء الاحذية بسبب دعاية السلطان، اما صاحب حانة الشرب ايضا فيريد جلب الزبائن الي محله ويبدأ التصويت لشراء السلطان الكل يزيد المال في مشـهد فريد من نوعه لا يخلو من الكوميديا ما بين صانع الاحذية وصاحب حانة الخمر ويكون السلطان من نصيب الغانية فتشتريه وتشترط ان يبقي الليلة كاملة معها في بيتها مع الراقصات فيرفض القاضي والسلطان هذا الشرط وتصر الغانية علي موقفها والقاضي يعلن افلاسه فيقــــرر السلطان البقاء وقضاء ليلته مع الغانية، ويدور الحــــديث ما بين الغانية والقاضي والاسئلة في الحب وعن حياتهما وزواجهما وتظهر له الاحترام والود والتقدير والمحبة، وانها تعتبره ملكا لها ولشعبها ويكون حديث الناس والاشاعات تلك الليلة حول القاضي وبيت الغانية. ويأتي وزير الشرطة ويطلب من المؤذن ان يعلن الاذان قبل الفجر لكنه يرفض واذا بالقاضي يقنعه انه سوف يحميه ويدافع عنه.. والنجوم ما زالت في السماء، القاضي ينصر المؤذن فيعلن الاذان، فيأتي القاضي والوزير الي بيت الغانية طالبا منها التوقيع علي قرار عتق الملك قبل الموعد المحدد في البداية ترفض الغانية وكذلك السلطان يرفض هذه الخدعة آخيرا تتراجع الغانية عن قرارها وتقرر التوقيع علي المعاهدة ويعتق السلطان. وتكتمل فرحة الشعب بعودة السلطان الي حكم البلاد. وهذه المسرحية ممتعة في موضوعها وفيها الكثير من العبر. والمخرجة السويدية ايفا برغمان اضافت كادرا تمثيليا شابا ورائعا ومتمكنا في صنعته الي كادر من الممثلين الكبار من السويديين في ورشة عمل فني ومختبر فني تجريبي مبهر تسوده المنافسة الحرة ومع فرقة موسيقية حية تعزف وتشارك في اللعبة المسرحية من خلال الموسيقي العربية ذات الايقاع الشرقي الاصيل. وكان اداء الممثلين جميلا ورائعا خاصة الممثل فارس فارس وهو يؤدي دور السلطان، والممثلة ميلندا وقد أدت دور الغانية وكذلك الممثل اوز وهو يؤدي دور المؤذن والممثل حسن جعفري بدور بائع الاحذية.. اما القاضي والوزير كان رائعا اداؤهما والكل اتقن دوره ووظيفته علي خشبة المسرح.




غوانتانامو وابو غريب

سجن ابو غريب الذي تحول الي رمز للتعذيب في العالم، صور سجناء عراقيين عراة يتعرضون للاذلال من قبل عسكريين امريكيين ـ والاستجواب باستخدام الكلاب للتصدي للمقاومة العراقية الباسلة ـ والتي كشفت تجاوزات بحق السجناء والصخب والموسيقي والحرمان من النوم واستخدام اساليب مستندة علي تلك التي استخدمت في غوانتانامو والتي كشفت نفاق امريكا في الحرب علي الارهاب علي مدي اسبوع كامل حضرت حلقة دراسية للكاتب السويدي والروائي مانكل تحت عنوان الحرب ضد الارهاب تهديد للديمقراطية ـ وحديث المخرج السويدي عربي الاصل طارق صالح مخرج فيلم غوانتانامو والحلقة الدراسية تمت بدعوة واشراف stadsterter مسرح مدينة ستوكهولم وبحضور مدير المسرح (بيني فريدريكسون) وبحضور نخبة من الفنانين والادباء والصحافيين السويديين.. كل شيء في خطر.. الديمقراطية والحرية، قتل الهنود الحمر ممتع في نظر الامريكي وقتل الانسان المسلم هو ممتع في نظر اليانكي الامريكي، قتل الانسان هو لذة سادية في ابو غريب وفي غوانتانامو.. بشر عراة يربطون بالسلاسل كالحيوانات المفترسة..، عراة سبب الاعتقال ارهابي مسلم، وهذه الحلقة هي مقدمة لعرض مسرحي بعنوان غوانتانامو تأليف (فيكتوريا بريتاين) وجيلان سلوفوا ومن اخراج ايفا برغمان. وتمثيل امير لبنكاشي، فارس فارس، جيمي اندلي، والممثلة ماريكا لاجر والممثل جميل ادريسي، وشلبي بنيفراني، كريستر فانت والممثل حسن جعفري وكل هؤلاء الممثلين هم عرب وايرانيون وسويديــون شخصــية الاب في المسرحية تتحدث عن ابنه المسجون في غوانتانامو واسمه موزام وقد اعتقــــل في افغـــــانستان. متزوج وعنده اطفال. رسـائله تصل الي ابيه عن طريق الصليب الاحمــــر وكل عدة اشهر تصل رسالة وفيــها الكثير من الحذف، الابن مصاب بهلوسة نتيجة المعاملة السيئة والسبب الباطل لايقاف هؤلاء وسجنهم ونفيهم الي جزيرة غوانتــانامو.. والشخصية الثانية لعراقي اسمه وهاب الراوي. هاجر الي بريطانيا ويؤدي دوره فارس فارس وهو صاحب مصنع واخوه حاول تعلم قيادة الطائرة، ولكنه فتح شركة في جنوب افريقيا اعتقل من قبل المخابرات الامريكية في جنوب افريقيا بحجة انه اسلامي ومن جمــاعة اسامة بن لادن وسيق كالحيوانات الي غوانتانامو ظلـــما وتم التحقيق معه وما هي علاقته بالمســـــــلمين في بريطانيا وعلاقته بالشخصية الاســــلامية (ابو قتادة) بالرغم من انه ليست لديه اي علاقة بالقوي الاسلامية فقد ترك العــراق هاربا لاسباب سياسية بحثا عن الحــرية ، ولكنه يعتقل حاله حـال الاف الابــــرياء الذين زج بهم في سجون واقفاص حديدية وسط جزيرة نائية ويعاملون كالحيوانات ويتم التحقيق معهــــم وهم عـــــراة واستعمال الكلاب والاصوات المرعبة والاعتداء الجنسي واللواط والاهانة والضرب في مناطق حساسة من الجسم والتعذيب النفسي والجسدي والوقوف لساعات طويلة. هذا هو الموضوع الذي اختارته المخرجة ايفا برغمان وهو اول عمل من المسرح التسجيلي الحقيقي والذي اشاهده في المسرح السويدي نأمل ان يحقق العمل نجاحا كبيرا علي كل المستويات لما تثيره هذه المسرحية السياسية من جدل الي حد يظل المخرج ملزما باتباع نفس منهج مؤلف النص الرسالة السياسية لهذه المسرحية واضحة وهي ان هناك بشر يعتقلون لكونهم مسلمين ويزجون في القفص الحديدي كالدجاج ويستجوبون عنوة للاعتراف دون معرفة لسبب الاعتقال وتلفيق نوع التهمة : هل هم اسري حرب ؟ وهل هم متهمون؟ برز من الممثلين وبشكل ملفت للنظر الفنان حســــن جعفري وكان دوره مقنعا للمتلقي بكل ذكاء وموهبة وكان صوته يخاطب العقل، وحافظ علي جودة ادائه واستطاع ان يحقق ما يتطلبه اسلوب عرض المسرح السياسي التسجيلي وخاصة في مشهد الحالة النفسية السيئة وفقدان البصر بعد خروجه من معسكرالاعتقال القسري السيئ الصيت غوانتانامو.



#عصمان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوبيا الانتظار في مسرحية غودو
- روميو وجوليت يلتقيان علي سيرك الحب
- مسرحية الزمن المظلم تخترق ستر الرياء وتبكي القلوب الجريحة
- مخرج عراقي يمسرح المشاعر المفقودة
- مسرحية الهروب للكاتب الروسي بولغاكوف تعاد في ستوكهولم برؤية ...
- مسرح داريو فو تهكم مرير ورقص ساخر
- السويدي اوجست سترندبري يستعيد الارث الكونيالي ويتحرر من الوا ...
- المسرح والنقد ثنائية لألمع الثمرات الأدبية
- مسرح ستوكهولم يحتضن موت راشيل كوري
- المخرج يوقظ الكلمة بأوكسجين الحياة في المسرح التجريبي
- فتاة البجع مابين تضاريس الحب وجغرافية الوطن
- شخصيات تشيخوف تعاني العزلة ومحاصرة بالذكريات
- المسرح الامريكي يفجر الصورة السائدة بعد الحرب العالمية الاول ...
- مسرح العبث يطلق مشاعر القلق نحو الوجود
- مسرحية مشهد من الجسر للكاتب آرثر ميللر: التصادم ما بين القان ...
- شاعرية تشيخوف وضحايا شكسبير وحياة مبنية على الكذب عند ابسن ت ...
- رقصة الموت. معالجة بريطانية علي مسرح سويدي
- إغتيال مارا في استوكهولم . مسرح حزين مفعم بالتفاؤل
- رواية الحرب والسلام على خشبة المسرح
- شكسبير يتجول في استوكهولم بأزياء معاصرة


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - رؤية في ثلاث تجارب مسرحية للمخرجة ايفا برجمان