الصوم من الكذب صيانة أخلاقية

شمخي الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 2753 - 2009 / 8 / 29 - 07:24
المحور: كتابات ساخرة
    

طفح كيل عدم الإفصاح عن الحقيقة في مجتمع يعاني من الأزمات المعقدة كظاهرة الإصابة بفيروس أتعس الصفات وأذمها متناوبة مع تفشي الفساد المالي والإداري وتدني الخدمات العامة الأساسية لإدامة الحياة رغم تصدي جميع الأديان والشرائع كأحكام وقوانين ومؤسسات إنسانية لمكافحة حالة الكذب في المجتمع وفي مختلف العصور ضمن ادوار مختلفة . وفي التاريخ القديم شواهد كثيرة منها احتيال قطامة الحسناء صاحبة الثروة حين تقدم عبد الرحمن ابن ملجم لطلب الزواج منها قالت إن مهرها كبيرا باهظا وهو قتل الإمام علي ( ع ) للأخذ بثار أبيها وأخيها الذين قتلى في معركة صفين والنهروان وبعد قتل أمير المؤمنين ( ع ) كذبت قطامة وهلك بن ملجم وفي عصرنا هذا ونحن نعيش في أواخر العقد الأول من القرن الواحد والعشرين نرى تفشي حالت الكذب الذي أصبح كالهواء ليس على مستوى قطامة وأمثالها بل مؤسسات تروج لصناعة الكذب حين تتبنى دس الكذب بين إفراد المجتمع وهذا بحاجة إلى باحثين وأهل الاختصاص لدراسة المؤثرات والأسباب لوضع الحلول والمعالجة ولو أخذنا نموذج للترويج لذلك من خلال : - * - في دوائر الدولة يتم ملئ الاستمارات بعد الإجابة عليها من قبل المنتسبين وأغلب الإجابات غير صادقة :- س - هل كنت من إتباع الحزب المنحل ؟ ج - كلا .. . . س - هل تنتمي حاليا إلى أي منظمة وحزب سياسي ؟ ج - كلا . . س - تتعهد بالتضحية في سبيل الوطن ؟ ج - نعم . .
وقد مارس المواطن أنواع الكذب لاستلام القروض من دائرة العمل والشؤون الاجتماعية وابتكر مختلف الطرق الملتوية لأخذ القروض من المصرف الزراعي وكذب اليانصيب في الرسائل القصيرة للهاتف الجوال والوعود بدفع مبالغ عن مفردات الحصة التموينية التي لم يستلمها المواطن للفترات السابق ولم تبقى مؤسسة في العراق لم تتلوث في الكذب من خلال المشاريع الوهمية وغيرها وحتى وصلت الأمور إلى مؤسسة الشهداء التي منحت ذوي الشهداء بطاقة تعريف وتسهيل أمور عائلة الشهيد . . كتب عليها 1- أجور النقل الحكومي في الطائرات والقطارات والسيارات مجانا داخل العراق ولمرة واحدة خارج العراق . 2- العقار المخصص له ضمن الضرائب والرسوم تعفى تركة الشهيد من ضريبة التركات . 3- له حق المكان الوظيفي الذي يعمل فيه لمرة واحدة . كلها وعود للنخبة الكريمة من ذوي الشهداء و ( الشهداء أكرم منا جميعا ) . كما إن هناك حالات جديدة برزت في المجتمع هي التفنن في اكتساب العاهة كالمعوق من خلال شد الأيدي أو إبراز مستوى الضرر كشحاذين يعيشون حياة المعوقين ويتسكعون في الطرقات ويموتون مرضى في بلد الذهب الأسود
كما لعبت فتاوى التكفير ونحر البشر وقوانين القاعدة لزهق الأرواح والجرائم المروعة ضد العراق كلها بدع كاذبة لا ترتبط في دين ومذهب غير التطرف والانحراف ( وتؤكد عالمة النفس الفرنسية كلودين بيلان إن الكذب له تأثير سلبي للغاية على الصحة العامة ) فكل من يسلك طريق خداع الناس يرد طافحا ويصيبه الهلاك حين تتجمع أدواة النصيحة أمام معترك المنايا عندما تشح محاسن الأخلاق والثقة وتفتح أبواب الكذب لتمحو البهاء ويضيق عليك الحل في دروب الحياة ولكن يبقى المثقف هو السراج النير في دهاليز الظلام ليواجه الجهالة والتخلف وانتحال الخداع وكذلك الكذب الذي يعتم الأجيال ومجتمعنا ذات التأريخ الطيب بحاجة إلى التوعية الاجتماعية وبناء الثقة عند المواطن من خلال الرقابة الشعبية والمتابعة وإنهاء الحالات الشاذة لكل إشكال التزوير والخروق والتوجه للمساهمة الفعالة في تغيير وإصلاح الوضع لا انتظار الفرج وكل رمضان وانتم بخير في عراق بلا كذب تسوده الرحمة والأمان .

#شمخي_الجابري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات