حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 2753 - 2009 / 8 / 29 - 08:39
المحور:
الادب والفن
أشعر بسعادة غامرة.
الستارة الشرقية مسدلة منذ أيام. أصوات صراصير آخر الصيف. الرطوبة تنحسر.
غرفتي الصغيرة,أمام الكمبيوتر.....ما أحبه أنا
أسراب فراشات من كل الألوان, كل شخص عرفته أو سمعت باسمه فراشة.
ليكن هذا اليوم_في الحاضر الأبدي_ هو حياتي
هذا مقدور عليه
_تمتلك الحلم والرغبة والخيال
تلك الصلات والانقطاعات بين الأحلام والكوابيس_الحياة الحقيقية
عدا ذلك, وما يحدث خارج نطاق المنطق والمعقولية, ....سوى أوهام التعب والوهن
_كيف وصلت إلى هذا اليقين!
.
.
كل معطيات السعادة بحوزتي هذا اليوم
جسد في الخمسين_في الحالة المثلى للاعتدال, صحيح ولا يشكو من سوء
بيت على الساقية,صغير وهادئ من الخارج
تلفزيون مطفأ. برّاد فيه الخبز والجبنة وعنب وتفاح
علبة سجائر نقصت اثنتان, والثالثة تشتعل بهدوء
عقل وتفكير,ينفتحان بلا قيد ولا شروط
أصابع ماهرة في تحقيق التصورات_تحويل القوة إلى فعل, وسبك مشاعر متناقضة في عبارات مكثفة وبسيطة
ماذا بعد....
النفاذ إلى مركز إلى الحياة الشخصية_مثلث الخوف والحبّ والأمل في نقطة
ماذا يلزم الشاعر أكثر!
*
في هذه الحالة اجتمعت سلسلة حياتي أمام عيني,الطفل والشاب والمراهق والكهل في صورة واحدة. بارزة,مضيئة وواضحة
هذه نقطة اللا خسارة.
الخسارة أكثر ما يخافه البشر
_الأغبياء منهم, أم محدودي الذكاء,كما تريد
طور أخير تبقى_ الشيخوخة
أن ترقب الغروب على مهل. من حولك تشحب الأضواء تنطفئ
من حولك يخفت الضجيج ويتلاشى.
الرغبة تخامدت. القلق. السعي المحموم خلف ما هو عديم النفع. هدوء
.
.
موقف المتفرّج المحايد والحيادي
موقف اللا أدري. اللا أريد. الطور الأخير في المشهد
انطفاء تام
البوذا. قطعة حجر. لا صوت ولا حركة
ستارة شفافة تغلّف المشهد
في العدم الخالص
النفس يتوقف. حركة العيون. النبض يتوقف
نحن الآن في الحاضر الأبدي
ما نحبه نحن
*
والآن أريد أن أنام. فقط أريد أن أنام,بعدما انقضت أل 24 ساعة
كي أقول بثقة ولو لمرة واحدة_أمضيت يوما حقيقيا في اللاذقية,بدون كوابيس.
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟