|
الشاعرة والقاصة الليبية عائشة إدريس المغربي .. في ضيافة المقهى؟؟!
فاطمة الزهراء المرابط
الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 07:03
المحور:
مقابلات و حوارات
- الحلقة 44-
تجمع بين عشق الشعر وحب القصة، تختار كلماتها بعناية فائقة، لتتحفنا بنصوص غنية بالجمال والحس الإبداعي، دفعني نصها "المجيء من الزمن القديم"، إلى الغوص في أغوار نصوصها المتشعبة، وللتعرف أكثر على المبدعة عائشة إدريس المغربي كان الحوار التالي.........
من هي عائشة إدريس المغربي؟
كنت دائما أعلن عني هكذا أنا الطالعة إليكم من بوتقة خوفي من برعم زهرة يتفتح في حديقة الشعر أزيحوا صقيعكم كي أمر افسحوا الطريق لصباح مرحبا يقول لي أنا أشبه العشب في باطنه ونعومته وقوته الخفية وبساطته، أكتب كي أكتشف الجمال في كون يعمه القبح، وأرسم بالكلمات كالأطفال زهور المحبة والفرح، مازلت أبحث عني كي أعرفني لحظة الوصول إلى إجابة كاملة تعني لحظة النهاية، لذا أنا اكتشف عائشة في كل لحظة كتابة. ولدت في مدينة بنغازي بليبيا في 3 مارس 1956 تخرجت من معهد المعلمات وبدأت العمل مبكرا، واصلت دراستي بعد ذلك حتى حصلت على الماجستير في فلسفة الجمال وعملت خلال هذه الفترة في التعليم، وشاركت في الكثير من الأنشطة المسرحية ممثلة صدر لي ديواني الأول "الأشياء الطيبة" 1986، و"البوح بسر أنثاي" 1996 ثم "أميرة الورق" 1999 و"صمت البنفسج" 2006 تحت الطبع مجموعة قصيصية بعنوان "أوهام الغبار" مسرحية "بائعة الزهور" ديوان شعر "خربشات على هامش الكتاب" ذهبت لفرنسا لدراسة الدكتوراة ولم انتهي من المشروع بعد متزوجة ولي طفلين رشا وفارس.
كيف جئت إلى عالم الكتابة؟
ولدنا معا، كنت منذ البداية مختلفة عن محيطي، كنت أعيش خيالاتي وأوهامي وأنا طفلة، وكنت أصدقها، كنت أحس الواقع حولي ينقصه شيء ما وكنت أضيف له بخيالي ما ينقصه، كان الواقع أشبه برقعة البازل ملئ بالثقوب، وكنت أنا أصنع تلك الصور الناقصة وأفرح بلوحتي التي اصنعها، لم أكن أدرك أنني مبدعة أو سأكون يوما ما شاعرة بدأ ميلي يظهر للمسرح في البداية لكنني حين اكتشفت طريق الشعر عرفت أنه طريقي الأوحد.
كيف تقيمين وضعية المرأة والمبدعة الليبية بشكل خاص؟
المرأة الليبية طيبة وقوية الشخصية، تحب بيتها وأسرتها وتعمل من أجلها فقط، ورغم مشاركة المرأة الليبية في كافة مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية وكافة الوظائف والأعمال والمناصب القيادية إلى حد ما، بدأت قفزة المرأة الليبية في منتصف الستينيات والسبعينيات وحققت قفزة قوية ونهضة رائدة بدأت تتراجع الآن، فالمرأة بسبب ضغوط الأسرة والزوج فإنها قد تتخلى عن منجزاتها وإبداعاتها تنفيذا لقرار ذكوري سواء الزوج أو الأب أو الأخ. في مجال الإبداع رحلة القلم النسائي الليبيي متميز وغني بتنوعاته لكنه محكوم بتجارب فردية متناثرة لا يجمعها خط أو اتجاه واضح، لكن يلعب الإعلام العربي دورا في غياب صورة المبدعة الليبية وقبله الإعلام الليبي الذي لم يطرح إلى الآن صورة واضحة وشاملة لمنجز المبدعة الليبية وكثيرا ما يعتقد أنني مغربية نتيجة لاسمي واكتشف دهشة المتلقي لكوني ليبية. ما هي طبيعة المقاهي في ليبيا؟ وهل تخدم المشهد الثقافي؟
إنها مقاهي من أجل الرجال ولا دور للنساء فيها، مغلقة تماما بقرار عرفي أمام النساء وإذا عبرنا أفقها فإننا نكون برفقة أو عابرات مثل سحابات الصيف العقيمة على كل هي لا تقدم حالة ثقافية أي لا يوجد ذلك المقهى الثقافي بمعني الكلمة، لكن يا عزيزتي ماذا يعني المقهى الثقافي في ثقافتنا العربية؟ أهو المكان الذي يتخذ سمة ثقافية بسبب زواره المثقفين أم هو الذي يقدم أنشطة ثقافية وأمسيات أدبية أم ذلك الذي تلعب فيه الصدفة دورها، فيخلق رواده المثقفون الحوارات والأمسيات الأدبية والنقاشات التي تخلق تلك الأجواء، هذا المكان لا يوجد في ليبيا.
في رأيك هل المقهى فضاء ملائم للكتابة؟
بالنسبة لي لا توجد شروط مسبقة للمكان الذي يمكن أن يكون فضاءا ملائما للكتابة والسير الذاتية والعديد من الحوارات مع أدباء وكتاب عظماء تبين لنا اختلاف اختياراتهم للمكان، وقد ارتبط المقهى بالعديد من الأسماء الأدبية مثل نجيب محفوظ، فالمقهى الثقافي يمكن أن يكون مكان ملائم للكتابة، حسب ما يتبدى للكاتب فنحن نتفق بأن لكل مبدع خصوصيته وطقوسه الخاصة في الكتابة سواء كانت هذه الخصوصية مجرد ارتباط شرطي تأسس للشخص مع الوقت والتكرار، أو أنه توهم يخلقه المبدع مثل ارتباط بعضهم بالسيجارة أو القهوة أو الكأس.
هل هناك علاقة بين المبدعة عائشة والمقهى؟ وهل جربت جنون الكتابة بهذا الفضاء؟
نعم، بدأت هذه العلاقة مع فضاء المقهى في باريس وتحديدا في مقهى لودي بار(الرحيل)، واكتشفت لأول مرة لذة الكتابة خارج الجدران وكيف يتحول المحيطين بك إلى مناطق معزولة وبعيدة؟ وكيف يصبح المكان المزدحم بأسره فضاءا خاصا بك؟ وتكررت التجربة في مقاهي أخرى في بزنسون مدينة أخرى في فرنسا، هناك أنجزت كتابة رواية كاملة وارتبطت بالمكان، صرت انتظر تلك الزاوية كأنها بيتي وأعتقد الآن أنني إذا عدت لنفس المكان سأبدا الكتابة فورا، لا أدري من أين يأتي هذا اليقين والارتباط بالمكان، رغم أنني طوال مسيرتي الأدبية لم أكن ارتبط بشروط معين والبيت بشكل خاطئ وارتبط بحرمانها من حقوقها وأدميتها. فكل ما هو خارج الجدران هو فضاء محرم أقصد تاريخيا ومازال إلى حد ما حتى الآن.
ماذا تمثل لك: ليبيا، الورقة، الطفولة؟
ليبيا: هي المكان الذي أحبه واشتاق إليه وأبحث عنه وأنا فيه وحين أسافر استحضره بكل قوتي الوطن أظنه فكرة في القلب أكثر من كونه جغرافيا انه فكرة وذاكرة. الورقة: تمثل فضاء الكتابة ومساحة عارية لولا الشعر والإبداع وهى الجغرافيا التي نبني عوالمنا فوقها، وعند اختراع الكومبيوتر سخرت ممن قال لي في البداية أنه سيكون بديلا للورقة. الطفولة: إنها المرحلة الوحيدة الممتعة في حية الإنسان التى لا يدرك قيمتها إلا حين يغادرها الآن حين أعود بالذاكرة لتلك الفترة من حياتي أحس تلك السعادة واذكر بوضوح كبير تفاصيل صغيرة تزداد وضوحا كلما بعدت بي الم البراءة.
كيف تتصورين مقهى ثقافيا نموذجيا؟
كانت لي تجربة جميلة في الأردن كنت في زيارة لعمان منذ سنوات ووجدت صدفة إعلان عن أمسية شعرية لشاعر فلسطيني جميل اسمه القيسي وصادف أن هذا الشاعر كان في فترة ما سابقا بليبيا ذهبت للمكان مع زوجي تعرفنا بالمشرفين على الأمسية وكان المكان عبارة عن مقهى تحول إلى مقهى ثقافي يقدم مناشط ثقافية وفنية وهناك بطاقات عضوية للمشتركين وهو مفتوح للجميع مع ذلك وكان له برنامج متكامل ومخصص يوم الجمعة لمناشط فنية وأدبية للأطفال، هناك أمسيات ثقافية وفنية تلك الليلة على ضوء الشموع والموسيقى قرأت قصائدي واستمعت للشعر وانفتحت نوافذ الحوارات الثقافية. اعتقد أن المقهى الثقافي لن يكون بعيدا عن هذا النموذج فضاء كل ما يتفح فيه جميل مكان حيث الإبداع والجمال دون تلك الروح التي تصاحب المناشط الثقافية النمطية، فأنت هناك في ذلك الفضاء الجميل حتى وأنت داخل من اجل فنجان قهوة أو شاي فلابد أن تصطدم بالجمال والثقافة والإبداع لوحة جميلة كتاب على رف مساء شعري أو قصصي، ستكون دوما على موعد مع الإبداع.
#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القاص المصري أحمد رجب شلتوت... في ضيافة المقهى؟؟!
-
القاص والناقد المغربي محمد بوشيخة... في ضيافة المقهى؟؟!
-
القاص المغربي عبد السلام بلقايد... في ضيافة المقهى؟؟!
-
المرأة...الشعوذة أية علاقة؟؟ / الجزء الخامس
-
الشاعر والزجال المغربي إدريس الهكار التازي... في ضيافة المقه
...
-
الكاتبة المغربية العالية ماء العينين... في ضيافة المقهى؟؟!
-
القاص والروائي المغربي محمد فاهي ... في ضيافة المقهى؟؟
-
الشاعرة التونسية أمال جبارة… في ضيافة المقهى؟؟!
-
نادي -رحاب- بمدرسة أولاد عنتر يحتفي بعيد الأم
-
القاصة والروائية العراقية تصدر مجموعتها القصصية - الثابوت-
-
مشرع بلقصيري تحتفي بالملتقى الوطني السادس للقصة القصيرة
-
القاص والناقد المغربي محمد معتصم... في ضيافة المقهى؟؟!
-
الشاعرة المغربية البتول العلوي تصدر ديوانها - تداعيات قلب-
-
المرأة ... الشعوذة أية علاقة؟؟! - الجزء الرابع -
-
المرأة ... الشعوذة أية علاقة؟؟! - الجزء الثالث -
-
المرأة ... الشعوذة أية علاقة؟؟! - الجزء الثاني -
-
شعراء في ضيافة المطعم الثقافي الأندلسي بأصيلة
-
القاص المغربي زهير الخراز... في ضيافة المقهى؟؟!
-
القاصة والروائية المغربية بديعة بنمراح.. في ضيافة المقهى؟؟!
-
الشاعرة والإعلامية اللبنانية ابتهال بليبل... في ضيافة المقهى
...
المزيد.....
-
وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 13 شخصًا جراء غارات إسرائيلية ال
...
-
زيلينسكي يتوقع الحصول على مقترحات ترامب بشأن السلام في يناير
...
-
مصر تتطلع لتعزيز تعاونها مع تجمع -الميركوسور-
-
زالوجني: الناتو ليس مستعدا لخوض -حرب استنزاف- مع روسيا
-
أكبر الأحزاب في سويسرا يطالب بتشديد قواعد اللجوء للأوكرانيين
...
-
استطلاع جديد يوضح بالأرقام مدى تدهور شعبية شولتس وحزبه
-
الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ
...
-
هل تشعر بالتوتر؟ قد يساعدك إعداد قائمة بالمهام في التخفيف من
...
-
النيابة العامة تحسم الجدل حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد
...
-
نتنياهو: التسريبات الأخيرة استهدفت سمعتي وعرّضت أمن إسرائيل
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|