|
كفار اليوم أقسى من الكونكريت
ابتسام يوسف الطاهر
الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 07:02
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
تنفس الشعب العراقي الصعداء بعد خروج قوات الاحتلال من بغداد كمرحلة أولى لخروجهم نهائيا من بلادنا، حيث ما عاد هناك حجة لزارعي العبوات والموت في شوارعنا .. فلم يعد هناك سببا للسيارات المفخخة لقتل الأبرياء بالأسواق الشعبية او المدارس والمطاعم بحجة استهداف قوات الاحتلال . وكذلك لم يعد هناك حاجة لجدران الكونكريت التي زادت من بشاعة الشوارع وتعتيم النفوس وهي تذكر الناس كل يوم ان تلك الجدران ارحم من جيرانهم الذين يرموهم بالصواريخ والقنابل اليدوية بحقد جنوني. لكن صحونا على صراخ شوارعنا والبشر وهم يرون أشلاء أحبتهم تحترق بنيران ذلك الحقد الأعمى الذي تسارع ببشاعة نواياهم وكأن هناك اتفاقية بين المقاومة الـ (الغير شريفة) ومجاهدي القاعدة وحزب البعث من جهة، وبين قوات الاحتلال من جهة اخرى، ليواصل أولئك القتلة السفاحون جرائمهم بعد خروج المحتل بلا سبب غير رغبة الانتقام من الشعب العراقي الذي رفض الظلم ومازال يتحداهم بقوة الأمل فالجبناء يخوفهم الأمل. وتزامنت تلك التفجيرات مع قرار إخلاء الشوارع من الجدران الإسمنتية التي يتخذها المجرمون أنفسهم حجة لانتقاد الحكومة. فقد عبر الكثير من أبناء الشعب عن فرحهم بقرار إزالتها لما سببته من شعور بالخوف من الجيران وشعور بالكآبة والقبح إضافة لما تسببه من تضييق الخناق على السواق والكسبة. لكن المجرمون وجدوا في إزالتها وسيلة لتسهيل عمليات تنقّلهم حاملين الموت والدمار بلا عوائق لا سيما وأجهزة الأمن اما مختَرقة او هناك جهل وتساهل وتراخي بعمليات التفتيش التي يفترض بها ان تكون أكثر شدة وكثافة من السابق. تلك الجرائم التي فاقت كل ما قامت به عصابات المافيا بايطاليا واميركا، فبشاعتها تكمن أيضا في حجم النذالة والجبن التي يتصف بها المخططون والمنفذون والممولون ، حتى لو لم يعلن احد مسؤوليته عنها! فاننا نعرفهم حق المعرفة فسيماءهم على أفعالهم وأقوالهم واضحة! أنهم حثالة من جبناء يخافون من العقاب ومن غضبة الشعب الذي لن يهدأ حتى يتم القصاص منهم سواء كانوا بالسلطة أو خارجها. كذلك هم بلا هدف ولا قضية، بلا مبدأ ولا قيم إنسانية. فقد فاقوا السفاحين ومرتكبي المجازر من صهاينة وبرابرة من قبائل مجاهل افريقيا في حروبهم الأهلية. كلنا يعرف قصة تحالف قبائل الجاهلية الكفرة لقتل النبي (ص) لكي لا تقدر قريش على محاربة كل القبائل المتحالفة.. حتى أولئك كان لهم قيم إنسانية ومبادئ سياسية حين رفضوا قتل الإمام علي (ع) لما وجدوه نائما مكان النبي محمد (ص) حينها. أما كفرة اليوم في العراق من بعثيين او قاعديين وغيرهم، فهم منزوعي الضمير والمبادئ بكل أشكالها، يقتلون بعشوائية بلا تردد، بل كل ما كثر عدد الضحايا من النساء والأبرياء من الأطفال والشيوخ ، كلما شعروا بالانتصار!. لذا يبدو السؤال "ماذا يريدون؟" ساذجا ، فنعرف قادتهم جيدا، لا يهمهم العراق وأبنائه وهدفهم ان تبنى قصورهم من جماجم ابناء العراق! أليس شعارهم.. (حزب تشيده الجماجم والدم) دم أبناء الشعب طبعا، لان الأعداء من قوات الاحتلال هم على حلف معه. الم يكونوا السبب الأول بما وصل له العراق!؟. لقد كشفت أوراقهم من زمن، منذ اليوم الأول الذي ادعوا انهم يقاومون الاحتلال!. بالوقت الذي لم يترددوا من قتل المئات من الناس المتعبين في الأسواق او المدارس والجامعات. المقاومة المعروفة بالعالم حين تقرر تفجير مكان ما، تتصل بالشرطة لتعلم المسئولين عن وجود قنبلة ستفجر في المكان المعلوم وعليهم إخلاء المكان. في ذلك يتجنبون قتل الأبرياء، واذا قتل عدد منهم فاللوم سيكون على الشرطة اذا لم تسارع لإخلاء المكان وإنقاذهم. كذلك ليعلنوا عن نشاطهم وتعريف العالم بقضيتهم لكسب تأييد وتضامن الشعب معهم. والا فأنهم سيخسرون قضيتهم وتأييد الناس لهم. أما في حالتنا، فأولئك دفعوا الشعب ليحتمي بالاحتلال منهم!؟ من ثم ليحتمي بالجدران الكونكريتية من حقدهم وخزي أفعالهم! فلم يحفلوا بالشعب ولا يهمهم اعلان مسؤوليتهم عن تلك الجرائم، ولا ماذا يريدون ولا عن برنامجهم السياسي!؟ نعرف ان الكثير يدعي معارضته للحكومة العراقية الحالية ويحاول إفشالها دون التصريح عن خططهم السياسية ولا نعرف ما قدموه للشعب منذ استيلائهم على مقاعد في البرلمان. فمنهم من أعلن انه لا علاقة له بالحكومة العراقية!؟ وهم أعضاء في برلمانها! والجبهة الفلانية لها صلة بحزب البعث الذي يعقد تحالفات مع قوات الاحتلال علنا وسرا بالوقت الذي يرفض الاعتذار للشعب عن ما تسبب به من كوارث، بل ويصر على مواصلة عدائه للشعب العراقي من خلال تمويله وممارسته الفعلية لجرائم التفجير المتواصلة. وغيرهم من العناصر التي تتخذ من الاسلام قناعا لقتل المسلمين وأبناء العراق بلا ذنب اقترفوه غير صبرهم الذي يؤهلهم للدخول لموسوعة غينيس .. انهم يتنافسون على من يؤذي الشعب العراقي أكثر ! من يقتل أكثر! من يسرق أكثر! من يخرب أكثر! من يؤجج نار الحقد والكره بين أبناء الشعب أكثر! من يدفع بالشعب لهاوية التخلف والجهل أكثر!؟. هذا مع قرب الانتخابات! لأن الانتخابات لمثل أولئك الجزارون الحاقدون مهزلة، والديمقراطية لم يفقهوا معناها، الا بقدر فرصتهم بالسرقة وأذى الآخر.. لذا لابد من معاملتهم باللغة التي لا يعرفون غيرها لحين ما يتعلمون معناها. لابد من قطع واقتلاع أي اثر لهم ، لتنظيف شوارعنا منهم ولتنقية النفوس من أحقادهم ، ولتضميد جرح النفوس الذي خلفوه بجريمتهم. انها مهمة الأحزاب الوطنية مع الحكومة ومن فيها من المخلصين للشعب الذي لابد ان يتحرك بالاتجاه الصحيح وان لا يسلم قياده لمن يسحبه للهاوية. اللهم احفظ العراق وشعبه
#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصحافة بين تهديد الجبناء وسكوت الضعفاء
-
أوراق صدئة
-
بين برلماننا وبرلمانهم!
-
الاعلام العربي والمرأة العراقية
-
مدارات.. حاقدة
-
دوائرنا المستحيلة
-
استغلال المسئولون لصبر المواطنين
-
رواية خضر قد والعصر الزيتوني، وجائزة نوبل
-
لماذا الكامل شياع؟
-
ثقافتنا الاجتماعية
-
من ستنتخب أيها العراقي؟
-
ناقوس الخطر يدق! فهل حياة لمن ننادي؟
-
هل السيد مقتدى ضحية لتياره؟
-
ماذا تريد التيارات (الهوائية)?
-
البرلمان العراقي وحصان(ة) طروادة
-
عام كهرباء وضياء
-
تراثنا من اساطير الحضارات العراقية
-
لن تأتي حياة
-
حلم جبار
-
هل يصلح موزارت ما أفسده الارهاب
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|