أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسماعيل خليل الحسن - من يتذكر البيرسترويكا ؟














المزيد.....

من يتذكر البيرسترويكا ؟


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 04:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هل اندثرت البيرسترويكا, وعفت رسومها, وأقفر من أهله ملحوب؟. هل كانت قد أملتها الضرورة؟ أم هي مجرد مؤامرة خارجية انتهى دورها بتحطيم العالم الاشتراكي؟

ترى لو عادت الاشتراكية, هل ستعيد سيرتها الأولى؟ أم أنها ستأخذ بعين الاعتبار بعض المقدمات و النتائج التي توصلت إليها البيروسترويكا؟

لنتوقف عن سيل التساؤلات ولننظر بموضوعية مفترضة في عمق تلك التجربة التي شغلت العالم لسنوات قبل أن ينضب زيتها و ينطفئ نورها.

البيرسترويكا كانت إجابة على تساؤلات تطرح في عمق المجتمع السوفييتي, الذي لم يتحول مع الأسف إلى مجتمع حقيقي, بسبب فقر الثقافة حول بناء المجتمعات, وخلق الدول الجديدة, والركون إلى عنصر الاستحكام وحده دون غيره, وكأن البشر مجرد أشياء يمكن رصّها بالقوة, وصنع حياة جديدة تنظّم بالقوة وبالقوة وحدها.

وهي رد على جمود الفكر والتحجر الذي أصاب حكام البلاد, الذين جعلوا من الماركسية طوطما دينيا, في حين أرادها مؤسسوها: منهج تفكير, بل منهجا تحليليا, نقديا, تجريبيا, بعيدا كل البعد عن الدوغمائية.

كانت الحياة تقوّض الأيديولوجيا شيئا فشيئا في حين كان كهنتها ينحتون لها البراويز ويثبّتونها على جدران صماء. كان العالم يتموّج, حيث تقفز التكنولوجيا في اليابان و الغرب وتنهض دول شرق آسيا وتقطع دول اسكندنافيا أشواطا في الديمقراطية و حقوق الإنسان و الرفاهية, أما وسائل الإعلام فهي تجهد باحثة عن آخر الابتكارات في طرق الإقناع, فيما كان أيديولوجيو الاتحاد السوفييتي يحشون عقول أناسهم بماركسية مبتذلة, اتسعت الحياة من تحتها و ظلت هي فقيرة بائسة تدّعي الكمال, والذين يحفظون النصوص عن ظهر قلب كانوا يتندرون عليها بالنكتة السياسية, كوسيلة إعلامية وحيدة للـنّقل الحر للمعلومات.

والبيرسترويكا لاحظت قلق العالم بأسره من تغوّل القوى النووية, وتناحر الدول وتكالبها على المصالح, مما يهدد بكارثة محتملة لا تذر دياّرا. يقول غورباتسوف:

-" إن البيرسترويكا قد أملتها ضرورات المبادرة السلمية"

-" إن آفاق الموت النووي – السيناريو الأكثر فظاعة واشتعال حرب عالمية محتملة, حتى بشكل غير متعمّد وبالمصادفة جراء خلل فنّي أو حالة نفسيّة, والضحيّة هي الأرض".

يستطيع كل من أمريكا و الاتحاد السوفييتي تدمير الأرض عشرين مرة, في حين تكفي مرة واحدة لتدميرها, فلماذا لا يجري تحطيم الإمكانات التسعة عشرة كي يصرف ريعها لفائدة الشعبين فضلا عن العالم؟

ويحدثنا غورباتشوف عن جوهر البيرسترويكا:

-:" إنها ليست نزوة من أفراد أو شخصيات فاضت عجرفتها, و إلاّ لما استطاعت أي اجتماعات أو مؤتمرات أن تدفع الشعب نحو هذا العمل. إنها ضرورة ملحّة وتأخيرها سيكون كارثـيّا و أزمة اجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة جديّة".

ويصف الحياة الاقتصاديّة السوفيتية بقوله:

-:" في لوحة غريبة يدور الدولاب الضخم للآلة الجبارة, أما المردود فيراوح مكانه أو يتقدّم بكسل".

بعد عقود من تهميش دور الفرد وإبعاد الناس عن السياسة, يعترف صاحب البيرسترويكا:

-:"لقد توصلنا إلى استنتاج مفاده إنه لا فائدة ترجى من حل أية مهمّة وتغيير الوضع في البلاد دون تنشيط العامل البشري أي دون الآخذ بالحسبان المصالح المتنوعة للبشر و مجموعات العمل و المنظمات و الفئات الاجتماعية المختلفة ودون جذبها نحو الإبداع النشيط (...) فالاشتراكية تعني الإبداع الحي للجماهير وهي ليست رسما تخطيطيا نظريا خاليا من التجربة ينقسم المجتمع بموجبه إلى مطلقي أوامر ومنفذين لها".

-:" إن برنامجنا يقوم كله على المبدأ التالي – مزيد من الاشتراكية مزيد من الديمقراطية

مزيد من الاشتراكية يعني مزيدا من الدينامية و الإبداع والتنظيم والشرعية و النظام والعلمية والمبادرة في تسيير الاقتصاد والفعالية في الادارة و حياة أفضل للبشر

مزيد من الاشتراكية يعني مزيدا من الديمقراطية و العلنية و الجماعية و مزيدا من الثقافة و الحب في العلاقات الاجتماعية و مزيدا من الكرامة و احترام الذات الفردية".

لابد من رأي

ما إن أعلنت البيروسترويكا حتى بدأ حراك يشري منقطع النظبر وضع استحقاقات عقود من السنين فوق الطاولة, ولم يكن مقدرا لها أن تنجح بسبب التربص الداخلي و الخارجي, مضافا الى ذلك, جملة من الأحداث الجسام قادها - إن جاز القول - الحظ العاثر, كانفجار تشيرنوبل وزلزال أرمينييا و زلزال آخر في طاجكستان, لقد أظهرت هذه الأحداث قلة الكفاءة و ندرة الاحتياط وانعدام المسؤولية, وكأننا في دولة من العالم الثالث, تم جاء الانقلاب العسكري ثالثة الأثافي وقاصمة الظهر.

كان يمكن للتفكير الجديد أن يكون بديلا عن الرأسماليّة المتوحشة و الشيوعية المتغطرسة, لكن تجار الحروب ومجموعات السلاح المستفيدة من إشعال الحرائق وإطفائها, في كلا النظامين, كانوا من جملة المتريصين, وهم من القوة بما لديهم من مال وسلاح ودوائر استخباراتية, قادرون على إزاحة أي فكر جديد يهدد مواقعهم وهو يجد باستمرارأنصارا جددا على اتساع العالم.

فإذا كان لابد من الحديث عن مؤامرة, فسوف نقول نعم هي مؤامرة لإفشال التجربة, قام بها تحالف الامبرياليين و الصهيونية العالمية ودوائر الاستخبارات التي أصبحت مصالحها فوق مصالح دولها و شعوبها, للانقضاض على أي أمل.




#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمر الكلمات
- حكاية سقطت سهوا من ألف ليلة وليلة
- يوميات السجن هو شي منه شاعراً
- ملامح من الفكر النقدي عند ياسين الحافظ ( منهج الشلف التأويلي ...
- لمحات حول المرشدية
- شهوة الشعار
- عودة الروح القدس إلى دنيا الكروب
- البغل والناعورة
- ما بين التكفير و التخوين شعرة: في السجال حول مقالة ياسين الح ...
- في هزيمة أمريكا و انتصارها
- صفحات مجهولة من تاريخ الرقة: أرتين مادويان
- صفحات مجهولة من تاريخ الرقة: سلمان المرشد
- المصلحة الأمريكية في تشويه الديمقراطية
- موريتانيا الشامتة بالعرب!
- الرافضون
- من يوميات قرية محاصرة
- اعجبي من أرض العجائب!
- وليمة لطغاة العالم
- إلى الأخوة المفسدين
- الرجاء تركك رسالة بعد سماع الموسيقى


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسماعيل خليل الحسن - من يتذكر البيرسترويكا ؟