أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - الشعر الجديد في الجزائر














المزيد.....

الشعر الجديد في الجزائر


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 2751 - 2009 / 8 / 27 - 05:18
المحور: الادب والفن
    


" ديوان الحداثةـ بصدد أنطولوجيا الشعر الجديد في الجزائر" كتاب مهم للكاتب واسيني الأعرج، حمَّلني إياه الأصدقاء أثناء عودتي من زيارة طويلة للجزائر. وكان فرصة للتواصل بشكل أوسع مع الشعر الجديد في الجزائر (جيل الثمانينات والتسعينات) المفجوع في كل شيء، حتى في حقه في الكلمة.‏

مع زمن الثورة ووصولا إلى السبعينات، طرحت أسئلة جديدة مهدت بشكل كبير لتصدع سينشأ من داخل النص بشكل متفاوت. ويبدو أنه انزياح يفتح أمام القصيدة الشعرية الجديدة، إمكانات لغوية لم تكن متوفرة قبل ذلك على الإطلاق، لكن كثيراً ما كان ينغلق هذا الانزياح على ذاته، ليجعل من إمكانات التواصل أمراً مستعصياً، إن لم يكن مستحيلاً وهذا يعني بالضرورة، أنَّ النص الشعري الجزائري، من خلال رحلته كان يواصل عملية التصدع، بحثاً عن نص جديد داخل أنساق لغوية تكاد تكون جاهزة، فالعمل الانزياحي الذي خضعت له قصيدة السبعينات، ساهم حتماً في خلق إمكانات تعبيرية جديدة، وحرر اللغة من المعنى الواحد والجاهز الذي يقف ضد التجاوز، وهنا تتدخل القراءة الجديدة التي لا تبحث عن المعنى المباشر، ولكنها تبحث من خلال التأويل عن المحمول اللغوي الجديد. قراءة، تقرأ اللغة في امتداداتها العميقة وليس في ثباتها، والشعر بهذا التصور المقدم هو خروج حتمي عن المقياس أو المعيار، فالجملة الشعرية لا تقف عند الحدود الصوتية والدالة المعروفة قياساً للجملة النثرية المحدودة بالوقفات والأزمنة.‏

إنَّ هذه الانزياحات لم تأتِ فقط انطلاقاً من الهاجس السياسي المباشر، فقد ساهمت المرجعية العربية المشارقية والمرجعية الغربية في تشكيلها الدقيق، وعلى الصورة التي وصلتنا بها..‏

نصطدم منذ البداية، ونحن نريد أن نتقرب من هذه التجربة بهذه الإشكالية التي تحكم قصيدة التسعينات الجزائرية: كيف نتجاوز اليأس لنكتب؟، وكيف نكتب لنتجاوز اليأس؟، هذه هي المعادلة التي تحكم حتى شعرية هذه التجربة. اليأس ومداراته، هي الأسئلة المحرجة التي تنطرح أمام الشعر داخل مجتمعات موجودة، وتعيد اللغة تركيبها من جديد، تتحطم بسرعة مذهلة لم نكن مهيئين لها بالشكل الكافي، ومعها تتحطم ثوابت كثيرة داخل الذاكرة المرتبطة بين تاريخ كان يبدو إلى وقت قريب مثلاً مذهلاً ومتعالياً عن التاريخ ذاته كتجربة بشرية متواضعة في سياق التراكم العام، وبين حاضر يتآكل في العمق، ويأكل في طريقه هذا التاريخ ذاته، وهذا التعالي الإطلاقي، بل ويمأزقه ليضعه على المحك بحثاً عن إجابات لا يتلقى إلا أصداءها. يكتب واسيني الأعرج : "قول الحقيقة، مناهض حتماً لكل التصورات التي بنيت على الجاهز. قول الحقيقة التي ترسم تلاشي الآخرين، ولكن كذلك تلاشيها وانهيارها، هي نفسها كحقيقة مطلقة. وداخل هذه العملية المركبة والمعقدة، يبحث الشاعر الجديد عن لغته وعن وطنه. الوطن الذي لم يعد وطناً مثلما كان في التعريفات السابقة، فالوطن المتلاشي، تعيد اللغة صنعه بقوة وببساطة فائقة ولكن بيأس كبير. فاللغة هي الإمكانية الشعرية الأساسية لإعادة تشييد وطن الشعر. فالواقع لا يمنح إلا وطناً مسيَّجاً مكتئباً، ومحزوناً ومحاطاً بالأسلاك الفقهية والممنوعات التي تثقل كاهله. ولهذا يتحول البحث عن وطن هاجساً مركزياً للكتابة واللغة".‏

ونقرأ في قصائد الكتاب للشعراء الثلاثين، ونجد أنفسنا في مواجهة حالات متشابهة في دلالاتها، لكن لغتها وشعريتها إذا كانت تشترك في لغة التكسير، فهي تختلف في صياغة الأبنية وتجديد المعاني، الجسد/ مساحة العنف والحرية.‏

عند الحديث عن الجسد يفرض الصوت النسائي في التجربة الجديدة نفسه بقوة، رافضاً أن توصل همومه من خلال الذكورة التي استشرت في الشعر الجزائري مدة من الزمن، وربما أهم ما يميز هذه الفترة، هو الحضور المكثف للصوت النسائي الذي ظلَّ مصادراً أو محدوداً في الفترات السابقة الكتابة النسائية في هذه التجربة المتميزة بعددها وعدتها ترهق اللغة المبنية على "الحشمة" و"الحياء" و"ثقل الطابع" والتي لم تتعود على الصراحة والوضوح، والمباشرة القاسية، وداخل هذه الصراعات المرة وهذه التدحرجات الصعبة والقلقة، واللغة الواقعة بين ذاكرتها المثقلة، وحاضرها المطالب بعصره ووجوده وحداثته.‏

هذه التقاطعات في التجربة النسائية لا تعني مطلقاً غياب التمايزات، فهي موجودة وحاضرة من خلال مختلف النصوص الموجودة في الكتاب، الاختلافات موجودة رغم الهواجس المشتركة. لغة الشعر عند تجارب نصيرة محمدي ورشيدة خوازم، وفاطمة بن شعلال وسليمى رحال وغنية سيد عثمان، تقاوم الذاكرة المعوقة ولا تنصاع بسهولة للحاضر الذي ترفضه في صورته المبتذلة، بحثاً عن جدوى للحياة.‏

شعرية اختراق النص الشعري الجزائري الجديد، هي مشروع مفتوح تتولد داخله الكثير من الإحراجات، ولكن الكثير من المعاني الجديدة والكل يشيّد داخل ثنائية التدمير والبناء التي تشكل المعنى الأساسي للحداثة، تدمير المستهلك، والدلالات المتآكلة، والبحث داخل الاستحالات والصعوبات عن الجديد، والحيوي، والمالك لعناصر الاستمرارية والفراغ.





#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخرج اليوناني/ روبيرمانتوليس/:تهمني روح العمل الموجودة في ...
- ((أجنحة الرغبة))
- افلام مغاربية قصيرة ..شرائح من الحياة وجرأة في طرح المواضيع
- نصوص الغياب
- الشعر: القوس الاكثر توترا
- -ايروان-..اول فيلم باللهجة الطارقية
- سيرافين بين الفن والجنون
- السينما التسجيلية صورة للحياة فى تجددها وسطوعها
- الصمت صرخة مدوية
- السينما الفنزويلية : اهتمام رسمي لتحدي الهيمنة الأمريكية بعا ...
- جيم جارموش رائد السينما المستقلة الامريكية
- ميزو غوشي mizo guchi
- السينمائي السوري مصطفى العقاد حارب الارهاب وراح ضحيته
- إلى فان غوغ
- - راي - سيرة سينمائية لموسيقي اسود ضرير
- (( جسد فارغ ))
- - هنري فوندا - henry fonda
- -نقطة تحول - اضاءة لعوالم وسينما خيري بشارة
- { جان لوك غودار} تجاوز السبعين وما زال بتمرده السينمائي والس ...
- مايكل مور التسجيل السينمائي الساخر يعري نظاما امريكيا يحكمه ...


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - الشعر الجديد في الجزائر