تخوين العقل

خلود صالح الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 2751 - 2009 / 8 / 27 - 07:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

حفل الفكر المتطرف بوطني بالكثير من المتناقضات والكثير الكثير من الإزدواجية التي تجعلني أمتلئ بالتساؤلات في كل مرة ولا أستطيع أن أزيح هذه الأفكار حتى بإيمان وتقديس غالبية أبناء الوطن لهذا الفكر !

هذه الثقافة المتمظهرة بالدين التي خرجت على المجتمع السعودي بكم من المسلمات وعلى رأس هذه المسلمات وضع المرأة والنموذج الفريد الذي تشكله أدى إلى تشكيل قالب معين لا يتعاطى مع أي أمر يخص المرأة السعودية الا من بوابة ألا يامة الله أني أنذرتكـ النار .

كنتـ أعتقد في صغري بأن تحجيمهم لي ماهو الا خوف على عفة وشرف وحياء المرأة المسلمة وبما أن العقل قد يعزل بعض الوقت لكنه لا يعزل كل الوقت بدأ تقليب الواقع يأخذ منحى آخر داخلي , وبدأت أتوقف عند الكثير من المسلمات المستهلكة في مجتمعي فـ كيف يخون عقلي هذا الفكر ليجعلني أعتقد وأؤمن بأنه يخشى على عفة المرأة من أبواب وشبابيك وناقل حركة السيارة أكثر مما يخشى عليها من رجل غريب يتنقل معها في كل مرة وفي نهاية يوم العمل تشرع له أبواب المنزل ليستحل ويدمر كل الخصوصية التي أسهمت في تغييبنا عن الواقع .

كيف أخون عقلي وأنا أرى هذه الذهنية تستهلكـ جسد المرأة وقد تلغي أنسانيتها وحقها وطفولتها كي يحيا على ركام هذا الجسد رجل تحمل إليه هذه المرأة مكبلة بأصفاد من الموروثات والأنظمة والقوانين التي تعطيه كامل الحق في أن يتسيدها بالكامل مع توظيف كل الأحاديث النبوية و تأويل بعضها كي تخضع له بالكامل خشية من عقوبة الله والمجتمع !!

كيف أخون عقلي وأنا أراهم يمنعون تأنيث المحال التجارية سداً للذريعة ودرءاً للفتنة وهم يستقدمون لنا نحن نساء الوطن رجالاً من شتى بقاع الأرض يختلفون في طبائعهم ودياناتهم ونشأتهم الاجتماعية لكنهم يتشابهون في وسامتهم ويشترط أن يكونوا من ذوي البشرة البيضاء والدليل على خوفهم علينا أنهم لا يستقدمون من بلاد أفريقيا التي تعاني الفقر والبطالة أي بائع , وفي المقابل يشتغل رجال الهيئة الأشاوس بمراقبة النساء وكأنهم يوقعوننا في مصيدة كي يستلذوا بالنصر و برؤية الضحية ولكي يستمر عملهم في حفط أعراض النساء في محاولة لإقناع الرأي العام بـ نظرة الفساد المتأصلة في المراة السعودية التي تقع ضحية لبائع وسيم , وكي تتسابق الصحف والمحطات لنشر بطولاتهم وهم يكشفون حوادث إبتزاز النساء السعوديات .

كيف أخون عقلي وأنا أراهم ينكرون غلاء المهور كي يستطيعون أن يحصلوا على الفتاة بأقل سعر ممكن ولا يحاربون مزايين الإبل وتحريضهم بشكل غير مباشر على القبلية والعنصرية !!

كيف أخون عقلي وأنا أجدهم يحللون للمبتعث السعودي الزواج بنية الطلاق ويتصارعون لتخويف رب الأسرة على أبنته أو زوجته من الإبتعاث للدارسة خوفاً على عفتها

كيف أخون عقلي وأنا أجدهم يدعون الله على اليهود والنصارى وعلى نساؤهم وأطفالهم ويختلقون القصص وفترونها على الغرب الكافر ونساء الغرب السافل وهم يقتنصون الفرص للذهاب إلى ديارهم وإرسال أبناءهم للدراسة هناكـ .

كيف أخون عقلي وأنا أجدهم هم فقط فوق المساءلة النقدية يكرسون قداسة لحوم من يحملون فكرهم , و الثقات عندهم ممن يبدعون في التصنيف والتقسيم يسفهون أراء المفكرين والكتاب والعلماء لإختلافهم معهم ليخترقون قلوب ومفاهيم ومنطلقات الآخر حتى وجدنا الرعاع والمفحطين دعاة وأئمة والكتاب والمفكرين كفار ملاحدة

هذه النماذج التي ذكرتها لتخوين العقل ماهي الا قطرة في بحر ولي عودة في محاولة لتجسيد صور تحاكي واقع هذا الفكر دون مواربة أو تعصب .

ولازلت مؤمنة كامل الإيمان بأن هذا الفكر الهش بدأ ينجلي ويسقط وينكشف وسيتعرى قريباً في ظل هيمنة الماديات وسطوة الفضائيات وثورة الإتصالات التي ستعجل بهذا التنوع الذي بدأ يظهر في المجتمع السعودي والذي سيخلخل قواعدهم التي قامت على الإختلاف والرفض والإقصاء وأحادية الفكر ورفض المرأة وإمتلاك الحقيقة المطلقة وسيرسي قواعد جديدة بإذن الله ودعم الحكومة الرشيدة .

خلود صالح الفهد

في البدايه .. يتجاهلونك… ثم يسخرون منك… ثم يحاربونك………ثم تنتصر" http://sites.google.com/site/stolenrights/stolen-rights-1
((حملة الحقوق المسلوبة أريد حقي فقط ))
(( STOLEN RIGHTS ))

#خلود_صالح_الفهد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات