أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - لا أمان في أرض لم نحررها














المزيد.....

لا أمان في أرض لم نحررها


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2750 - 2009 / 8 / 26 - 09:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


على أجهزة الدولة المصرية أن تعترف بعدم قدرتها على حماية حدودنا في شمال سيناء من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة اعترافا صريحا وبدون أي عبارات عنترية جوفاء لا تخدع إلا البسطاء في بلادنا، خاصة وأن حادثة الجندي الذي أصيب على أيدي الصهاينة خلال الأسبوع الماضي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وأن إمكانية أي صدام مع إسرائيل على أي مستوى من الأمور المحظورة بالنسبة لدولتنا سواء لاعتبارات موازين القوى أو احتراما وتقديسا لاتفاقيات كامب ديفيد التي انتهكتها إسرائيل عدة مرات أو لاعتبارات المصالح المشتركة بين حكامنا والأثرياء فينا وبين أعدائنا.

ولابد من ترجمة عملية لهذا الاعتراف بسحب الأعداد الهزيلة من الجنود المصريين ذوي الأسلحة الخفيفة التافهة الذين يزرعون في شمال سيناء على خط الحدود مع الكيان الصهيوني كأعجاز نخل خاوية لا تملك أن تدافع عن نفسها ضد اعتداء الصهاينة الأكثر منهم عددا والأفضل عتادا.

هؤلاء الجنود هم أبناء الفلاحين والفقراء الذين لا تمنحهم الدولة أي اعتبار ولا تحفظ لهم حقا، ولكنهم يساقون إلى خطوط المواجهة مع الأعداء في منطقة يعرف القادة وكبار المسئولين أنهم عرضة فيها لأخطار الموت، ومع ذلك يحرمون من أي قدرة على الدفاع عن أنفسهم. فكيف يدافع هؤلاء عن وطن لا يملكون فيه حق الدفاع عن أنفسهم سواء في داخل البلاد أو على حدودها؟!

لا أطالب حكامنا بما لا طاقة لهم به ولا مصلحة لهم فيه. لا أطالبهم بأن يضمنوا حقوق أبنائنا الذين قتلهم أعداؤنا بدماء باردة على حدود سيناء الشمالية في عشرات من الاعتداءات المتكررة دون أن يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم. لا أطالبهم بإلغاء اتفاقيات كامب ديفيد التي داس عليها الصهاينة ودنسوها إدراكا منهم بأن الطرف الآخر لا يملك القدرة على إلغائها أو له مصلحة أساسية في التظاهر باحترامها. كل ما أطلبه ألا يساق أبناؤنا كالأغنام حتى يقوم الصهاينة بذبحهم قربانا لأساطيرهم، وأن يتم سحب هؤلاء الجنود إلى المناطق التي يستطيعون فيها حماية أنفسهم والدفاع عنها على أقل تقدير.

أما مصالح الكبار التي تتواجد في مناطق شمال سيناء فهم يعلمون أن مصالحهم تحميها إسرائيل وأن الأعداد الهزيلة من الجنود الجوعى الذين لا يحملون إلا أسلحة خفيفة لا تصلح إلا لمواجهة بدو سيناء وحصار الفلسطينيين العزل، ولا يمكنهم حماية تلك المصالح إذا قرر الإسرائيليون الإنقلاب عليهم.

ورغم أنني لا أهتم هنا إلا بحماية دماء جنودنا من أبناء الفلاحين والفقراء، فإنني أيضا أؤكد أن مكاسب الكبار من سحب هؤلاء الجنود من منطقة الموت المجاني في شمال سيناء أكثر من خسائرهم. لأن الدولة تخسر هيبتها كلما ذبح الصهاينة جنديا يرتدي زيها العسكري دون أن تملك القدرة على أو الرغبة في رد اعتباره أو اعتبارها. وإن لم تكن مشاعر أهالي هؤلاء الجنود الضحايا لا تمثل رقما في معادلة المصالح التي تربط بينكم وبين أعدائنا، فإن هذه الدماء الساخنة البريئة والمشاعر الغاضبة هي العامل الأساسي في معادلة تاريخنا والانتقام لحقوقنا المهدورة.

بالنسبة لنا، لا نستطيع أن نزعم أو نصدق أن منطقة نموت فيها بالمجان ولا نستطيع حمايتها من أعدائنا ومنعهم من وطئها منطقة محررة، حتى وإن زعمت كتب الجغرافيا المدرسية ذلك. أرضنا وبلادنا لا تكون حرة إلا إذا استطعنا أن نأمن فيها على حياتنا وكرامتنا وحياة أبنائنا وأن نمنع الأعداء من تدنيسها. هذا ما تعلمناه من تاريخنا وتاريخ الشعوب الحرة في كل أنحاء العالم. ولذلك لا نعتبر أنفسنا أحرارا حتى في مناطق الوادي والدلتا بعد أن تحالف حكامنا مع أعدائنا وأصبحوا معهم علينا، وبعد أن تداخلت مصالح الطبقة الحاكمة في مصر مع مصالح الصهاينة وترجم ذلك في اتفاقيات للتجارة والغاز وتعاون وثيق على جميع المستويات بعد أن دفع الفقراء والفلاحون ضريبة الدم فلم يحصلوا على الحرية وإنما ساوم على دمائهم الأثرياء والحكام.

إذا كان علينا أن نواجه مرة أخرى جحيم الموت من أجل الحرية، فلا ينبغي أن نواجه موتا عبثيا مجانيا هذه المرة، لذلك ينبغي أن نطالب بسحب جنودنا من شمال سيناء حتى يحين الوقت الذي يستطيعون فيه حماية أنفسهم وحماية مواقعهم. أما الكبار ومصالحهم هناك، فإن إسرائيل تحميهم وتحميها.





#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا نسمع ولا نرى، نضرب ونعذب فقط
- أسئلة الأستاذ أسعد – محاولة للتفكير
- دستور يا دكتور!
- البشر قبل الأرباح
- من أجل العدالة والحرية في إيران
- زيارة أوباما ولي النعم
- عندما ترقص الأفيال
- نكبة 1948 ونكبة أوسلو
- صفقة القمح والجريمة الكاملة
- حكومة رجال الأعمال تكشف أنيابها في زمن الأزمة
- إنها دعوة وأمل أو أمنية
- دفاعا عن -إبداع-
- المشروع والممنوع في دعم المقاومة
- هكذا يفكر دون كيشوت
- الوجه الحقيقي لديمقراطية رأس المال
- سيكولوجية القطيع
- عفة زائفة ودعارة مقدسة
- تحضير أرواح الموتي … هل يصلح ما أفسده الجشع؟
- أمامنا مستقبل لنكسبه
- الخروج من الأسر


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - لا أمان في أرض لم نحررها