أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رضا الظاهر - تأملات - أربعاء الدم .. من المسؤول !؟














المزيد.....

تأملات - أربعاء الدم .. من المسؤول !؟


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2750 - 2009 / 8 / 26 - 09:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من الجلي أن تفجيرات الأربعاء، التي هزت بغداد والبلاد بأسرها، وكانت الأكثر دموية خلال العام، تزامنت مع تصاعد حدة الصراع بين الأطراف السياسية، وخصوصاً المتنفذة، مع بدء العد التنازلي للانتخابات البرلمانية المقبلة، التي ستكون، بالتأكيد معركة حاسمة ومنعطفاً بالغ الأهمية في العملية السياسية.
ويمكن للمراقب أن يلاحظ اصطفافات واستقطابات القوى السياسية وما يرافقها من تصعيد في التراشق بالاتهامات، وسعي الى إضعاف مواقع الخصوم.
ويمكن لكل هذا أن يكون مفهوماً ومشروعاً في ظل أوضاع طبيعية وفي إطار تنافس ديمقراطي. أما في أوضاع العراق الملموسة، وعلى خلفية المشهد السياسي، واستمرار نهج المحاصصات، وسعي النخب المتنفذة الى التمسك بمواقفها حفاظاً على امتيازاتها بأي ثمن، فان عواقب وخيمة تترتب على هذا الأمر، وخصوصاً على الصعيد الأمني.
وعلى الرغم من الانفراج النسبي خلال الأشهر الأخيرة، والتصريحات المفرطة في التفاؤل الصادرة عن مسؤولين كبار في الحكومة وأجهزتها الأمنية عما أحرز من نجاحات، فان واقع الحال يكشف عن حقيقة أن الوضع الأمني مايزال هشاً ويواجه تحديات ومخاطر جسيمة. ومما يؤسف له حقاً أن النخب المهيمنة على السلطة تعاملت باستهانة مع هذه المخاطر، وغلّبت حساباتها الضيقة استعداداً لمعركة الانتخابات المقبلة. وفي المقابل سعت أطراف أخرى مشاركة في الحكم الى توظيف هذه الأجواء المشحونة و"تسييس" الأزمة لتحقيق غاياتها. وهو ما تجلى، بشكل صارخ، حتى بعد التفجيرات، في الاتهامات المتبادلة، وبعضها يتسم بطابع طائفي مفضوح، دون تقديم أدلة ومعطيات مقنعة، ودون اكتراث بالضحايا، بل وبمصائر العملية السياسية ومستقبل البلاد.
أما التصريحات المتناقضة والعشوائية لـ "الناطقين" و"الناطقات" فهي، في الواقع، انعكاس لحالة الفوضى والتخبط من جهة، والصراعات بين مراكز القوى من جهة أخرى. ومما يثير الغضب أن بعضها عبر عن استهانة بمعاناة الملايين واستخفاف بالضحايا وصل حد اعتبار التقارير الأولى عن التفجيرات والخسائر المروعة في الأرواح مجرد مبالغات وتضخيم اعلامي.
وأما أهداف العمليات الاجرامية فتتمثل في السعي الى إرباك الوضع، ونشر الفوضى والخوف، وزعزعة الثقة بالحكومة وبآفاق العملية السياسية في مسعى لاجهاض التجربة.
ومن الطبيعي القول، في هذا السياق، إن أعداء العملية السياسية، وفي مقدمتهم أعوان النظام المقبور، يبغون فرض شروط لاستعادة مواقعهم بالاستفادة من اختراقهم مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية.
والحق أنه لو كان حدث أقل شأناً بكثير من هذه المجزرة المروعة قد جرى في أية دولة متقدمة لكان سيهز الحكومة، وتترتب عليه نتائج وتداعيات، بما في ذلك استقالة مسؤولين كبار. غير أن هذه البلاد أبعد ما تكون عن أبسط الأعراف والتقاليد الديمقراطية القائمة في بلدان تحترم الانسان وحقه في الحياة.
لقد كان الأَولى بالحكومة تشكيل هيئة مستقلة تتولى التحقيق في العمليات الاجرامية، والاخفاقات على الصعيد الأمني، والثغرات الخطيرة التي أدت الى هذه المأساة، وعدم الاكتفاء بالتصريحات المكرورة.
ولا ريب أن من بين الاجراءات الحكومية الهامة القيام بمراجعة عاجلة وشاملة للأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وتطهيرها من العناصر المندسة، وضمان إعادة بنائها على أسس وطنية ومهنية. ولا بد أن يتوافق هذا مع اجراءات على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومن دون ذلك سيستمر مسلسل العمليات الارهابية وتوظيفها لخلط الأوراق وتحقيق غايات سياسية ضيقة.
ومن ناحية أخرى فان مخاطر تدخل القوى الاقليمية ستبقى قائمة طالما استمر استقواء بعض الأطراف السياسية بها وارتهانها لها في الصراع السياسي الداخلي.
أما مشهد البرلمان، حيث تتجلى مواقف متناقضة ومتصارعة في سياق عملية التسييس، فقد وصل حاله قبل التفجيرات الى حد قول مسؤولين كبار فيه إن الفصل التشريعي المقبل، وهو الأخير قبل الانتخابات، لن يكون سوى فصل دعائي سياسي. وهذا يعكس، من بين حقائق أخرى، تهميش السلطة التشريعية وابتذال دورها الرقابي.
وأما "المحررون" فقد بدا أنهم "يراقبون" المشهد الدامي "عن بعد"، فيما يسعون، هم أيضاً، الى توظيفه سياسياً لتعزيز نفوذهم وإمساكهم كل خيوط اللعبة بأيديهم، ومواصلة لعب دور "الوسيط" لحل النزاعات وبذل جهود "المصالحة" وفقاً لتصوراتهم وبما يخدم أجندتهم. والحق أن هذا الوضع بأسره، بما في ذلك تداعياته الأمنية، هو من عواقب سياسة "المحررين" قبل التغيير، حيث اختاروا الحرب وسيلة وحيدة له، وبعد التغيير، حيث اختاروا تكريس نهج المحاصصات الطائفية والقومية، والتلاعب بالانقسامات السياسية.
* * *
في مواجهة مشاعر الاحباط والسخط التي تعصف بالشارع العراقي لابد من حركة شعبية جبارة مناهضة للارهاب، بعيدة عن الصراعات والاستقطابات السياسية، ومناخات توفر للرأي العام أن يمارس دوره ومسؤوليته بعيداً عن مناورات النخب السياسية. فهذه، في الواقع، هي الحلقة المفقودة في الوضع القائم، وهي هدف رئيسي للعمليات الأخيرة التي سعت الى إشاعة أجواء الرعب ودفع الناس الى الانكفاء واليأس.
الانسان في بلاد الرافدين أرخص رأسمال، أما امتيازات "المقررين" و"المحررين" فهي أثمن رأسمال !
الى متى تبقى النوائب نصيب الملايين من بنات وأبناء العراق !؟
الى متى تبقى أنهار الدماء الغالية تسيل في الشوارع !؟


طريق الشعب 25/8/ 2009



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - بلاك ووتر .. بيت الدعارة والجريمة !
- تأملات - في ذمّ التسييس أيضاً !
- تأملات - كابوس السرطان !
- تأملات - عطش الرافدين !
- تأملات - حتى تبقى الأجراس تقرع والتراتيل تصدح !
- تأملات - ما من خيار ثالث !
- تأملات - -إشراف- على مصالحة !
- تأملات - لحظة حرية حاسمة !
- تأملات - قصور من رمال بلاد من أوهام !
- تأملات - بلاد مبتلاة بقصص النوائب !
- تأملات - التباس مفاهيم .. تباين امتيازات
- تأملات : جمرة واهبات الحياة .. متقدة أبداً !
- تأملات : مصباحك يضيء الينابيع والرايات !
- في الذكرى التسعين لاغتيال روزا لوكسمبورغ تفاعل -البعد النسوي ...
- الانتخابات.. دروس.. ودلالات
- 90 عاماً على اغتيال روزا لوكسمبورغ - ناقدة الرأسمالية .. مجا ...
- متى تقرع أجراس المحرومين !؟
- تأملات - جديرات بالاصغاء الى أصواتهن العادلة
- تأملات -اجتهاد- اقصاء النساء


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رضا الظاهر - تأملات - أربعاء الدم .. من المسؤول !؟